اغتال مسلحون مجهولون، فجر اليوم الأحد، الناشط العراقي البارز في التظاهرات إيهاب الوزني، بهجوم مسلح في مدينة كربلاء أمام منزله، فيما تصاعدت حدة الغضب الشعبي في المحافظة، وسط انتشار أمني.
ووفقاً لخلية الإعلام الأمني الحكومية، فإن "عناصر إرهابية اغتالت الناشط إيهاب جواد، في شارع الحداد في محافظة كربلاء"، مبينة أن "شرطة المحافظة استنفرت جهودها، بحثاً عن المنفذين". وأضافت أن "الشرطة شرعت فور وقوع الحادث بتشكيل فريق عمل مختص لجمع الأدلة والمعلومات في هذه الجريمة".
🔴 لحظة اغتيال الشهيد ايهاب الوزني#ايهاب_الوزني_شهيد pic.twitter.com/ygxOgaHUWe
— Firas W. Alsarray - فراس السراي (@firasalsarrai) May 9, 2021
وأثار اغتيال الوزني غضباً شعبياً في المحافظة، إذ تجمّع مئات المتظاهرين في وسط المدينة وأحرقوا الإطارات والهتافات ضد الحكومة التي لم تستطع حماية المتظاهرين، ولا محاسبة الجهات المنفذة لعملية الاغتيال.
ووفقاً للناشط في تنسيقية تظاهرات كربلاء، فإن "اغتيال الوزني لن يمر بسهولة، وإن المئات من المتظاهرين ما زالوا في الشوارع، لمواصلة التظاهر"، مبيناً لـ"العربي الجديد"، أن "عملية الاغتيال تثبت عجز الحكومة عن توفير الحماية للشعب، وأن المليشيات المسلحة تواصل مسلسلها بتصفية الأصوات الحرة في البلاد".
وشدد بالقول: "لن نتراجع عن حقوقنا، وعلى الحكومة أن تتخذ خطوات عملية لمحاسبة المجرمين، ولا تكتفي بالوعود وتشكيل اللجان التحقيقية".
وتشهد المدينة توتراً غير مسبوق، إذ انتشر مئات من العناصر الأمنية في عدد من مناطق المحافظة، منها المنطقة التي وقع فيها حادث الاغتيال، وقرب المستشفى، وقرب مباني إدارة المحافظة.
🔴 لحظة اغتيال الشهيد ايهاب الوزني#ايهاب_الوزني_شهيد pic.twitter.com/ygxOgaHUWe
— Firas W. Alsarray - فراس السراي (@firasalsarrai) May 9, 2021
وتوافد مئات المتظاهرين من مناطق أخرى، نحو المحافظة للمشاركة في تشييع الوزني، إلا أن القوات الأمنية منعتهم من دخولها، وما زالوا موجودين عند مدخلها.
قيادة محافظة كربلاء تمنع الدخول الى المحافظة بهدف منع المشاركة في تشييع الشهيد #ايهاب_الوزني
— غيث التميمي GHAITH ALTAMIMI (@altamimi1981222) May 9, 2021
وأدان النائب في البرلمان، عدنان الزرفي، حادث الاغتيال، مؤكداً في تغريدة له، أن "اغتيال الوزني ما هو إلا إدانة واضحة للسلطة والنظام السياسي في البلد، الذي لم يستطع حتى اللحظة احتواء هذا المد الجماهيري المعارض"، معتبراً أن "استمرار عمليات القتل الممنهج دون الكشف عن المجرمين ينذر بنهاية مأساوية لهذا النظام" .
إغتيال الشهيد إيهاب الوزني في " كربلاء " ما هو الا إدانة واضحة للسلطة والنظام السياسي في البلد الذي لم يستطع حتى اللحظة احتواء هذا المد الجماهيري المعارض وإستمرار عمليات القتل الممنهج دون الكشف عن المجرمين ينذر بنهاية مأساوية لهذا النظام .
— عدنان الزرفي Adnan Alzurfi (@adnanalzurfi) May 9, 2021
إنا لله وإنا اليه راجعون
أما الباحث في الشأن العراقي، شاهو القرداغي، فقد ربط بين عملية الاغتيال واستعراضات المليشيات أمس الأول بمناسبة يوم القدس، وقال في تغريدته: "بعد يوم كامل من الاستعراضات بيوم القدس وعرض الأسلحة وإطلاق الشعارات، عادوا اليوم لوظيفتهم الأصلية، وهي اغتيال الشباب والأصوات الحرة. اغتيال الناشط إيهاب الوزني دليل على أن نهج المليشيات والعصابات لن يتغير، وكلما تأخرت مواجهتهم زادت جرائمهم".
بعد يوم كامل من الاستعراضات بيوم القدس وعرض الاسلحة واطلاق الشعارات، عادوا اليوم لوظيفتهم الاصلية وهو اغتيال الشباب والاصوات الحرة.
— شاهو القرةداغي (@shahokurdy) May 8, 2021
اغتيال الناشط #ايهاب_جواد_الوزني دليل على ان نهج الميليشيات والعصابات لن يتغير وكلما تأخر مواجهتهم كلما زادت جرائمهم. pic.twitter.com/XChmKbR5TO
ونعى عراقيون على صفحات التواصل الاجتماعي، الوزني، وقال الإعلامي، عمر الجنابي، في تغريدته: " كان الوزني مسؤولاً لتنسيقية كربلاء للاحتجاج الشعبي، وأحد أبرز الناشطين الميدانيين في الاحتجاجات الشعبية بمحافظة كربلاء والعراق.. العراق غابة.. لا توجد دولة".
كان الشهيد #ايهاب_الوزني مسؤولا لتنسيقية كربلاء للاحتجاج الشعبي وأحد أبرز الناشطين الميدانيين في الاحتجاجات الشعبية بمحافظة كربلاء والعراق.
— عمر الجنابي (@omartvsd) May 8, 2021
العراق غابة.. لا توجد دولة
وشهدت محافظة كربلاء، وعدد من المحافظات الجنوبية الأخرى، يوم أمس إحراق وإزالة صور زعامات إيرانية، رفعتها المليشيات في الشوارع وعلى البنايات، بمناسبة يوم القدس.
يُشار إلى أن أكثر من 700 متظاهر وناشط عراقي، قُتلوا منذ انطلاق التظاهرات الشعبي في أكتوبر/ تشرين الأول 2019، خلال عمليات قمع في ساحات التظاهر، تبعتها عمليات اغتيال منظمة، وملاحقة للناشطين إلى مناطق سكنهم.
وتتهم المليشيات الموالية لإيران بالوقوف خلف تلك العمليات الإجرامية، فيما تعلن الحكومة عقب كل حادث تشكيل لجان تحقيقية، إلا أنها لم تحاسب أي جهة.