قال مسؤول حكومي عراقي إنّ خطة واشنطن لغلق السفارة الأميركية في بغداد "ما زالت قائمة حتى الآن"، وإنّ المسؤولين الأميركيين لم يُعطِ أيُّ منهم ضمانات بالتراجع عن ذلك، مؤكداً أنّ التعهدات التي قطعتها عدة فصائل مسلحة بعدم تنفيذ هجمات "غير مطمئنة" للحكومة وللبعثات الدبلوماسية، مشدداً على أنّ الحكومة مستمرة بتسوية الملف أمنياً وسياسياً.
وكان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، قد أكد في مؤتمر صحافي، ليل أمس الأربعاء، أنّ بلاده سعيدة بإجراءات الحكومة العراقية لتوفير الحماية للسفارة الأميركية في بغداد، معتبراً أنّ أمن دبلوماسيي واشنطن في العراق "أولوية".
ووفقاً للمسؤول العراقي الذي تحدث في اتصال هاتفي مع "العربي الجديد"، وفضّل عدم الكشف عن هويته، فإنّ "الفترة الحالية تمثل اختباراً لمدى إمكانية نجاح الحكومة العراقية بتأمين السفارة والبعثات الدبلوماسية، وكذلك التزام الفصائل المسلحة ما ألزمت به نفسها".
وأوضح أنّ "الحكومة لم تتلقّ أي طمأنات بشأن التراجع عن خطوة إغلاق السفارة، وما زالت السفارة تعمل بطاقم بسيط، إذ إن الموظفين غير الضروريين انتقلوا فعلاً إلى أربيل منذ نحو أسبوعين، لذا قد ينفذ في أي لحظة القرار إذا تجددت الهجمات أو طرأ حدث ما في بغداد متعلق بأمن الأميركيين داخل المنطقة الخضراء".
وبيّن المسؤول ذاته أنّ "وقف الهجمات حالياً ليس نتيجة للإجراءات الأمنية، بل نتيجة لتفاهمات توصلت إليها أطراف عدة في العراق مع الفصائل المسلحة، التي دخل أغلبها ضمن الهدنة الممنوحة لواشنطن، وقد تعهدت بعدم تنفيذ أي هجوم، ضمن شروط إخراج القوات الأميركية من العراق".
وأكد أنّ "المخاوف حالياً هي من الفصائل الصغيرة التي لم تعلن موقفاً واضحاً من الهدنة، وأنّ أي خرق منها قد يقلب هذا الهدوء، ويدفع واشنطن إلى تنفيذ قرارها"، مشيراً إلى أنّ "الإجراءات الأمنية مشددة للغاية، داخل المنطقة الخضراء وخارجها".
تزامناً، أكد سياسيون عراقيون استمرار المليشيات بتنفيذ الهدنة. وقال السياسي العراقي صادق الموسوي، في تغريدة له على "تويتر": "وصلتني معلومات تؤكد وجود هدنة بعدم إطلاق أي صاروخ باتجاه السفارة الأميركية مدتها 40 يوماً، تنتهي منتصف شهر نوفمبر/ تشرين الثاني"، مضيفاً أنّ "الهدنة مشروطة، وأنّ أحد شروطها إطلاق الأموال الإيرانية الموجودة في البنوك العراقية، و(مصطفى) الكاظمي نفذ".
وصلتني معلومات تؤكد على وجود هدنة بعدم اطلاق اي صاروخ اتجاه السفارة الامريكية مدتها اربعون يوماً تنتهي منتصف شهر تشرين الثاني ... هدنة مشروطة احداها اطلاق الاموال الايرانية الموجودة في البنوك العراقية ، والكاظمي نفذ ...
— sadiq almussawi (@sadiqalmussawi1) October 14, 2020
في المقابل، تقلل القوى السياسية المرتبطة بالفصائل المسلحة من شأن قرار واشنطن غلق سفارتها، معتبرة أنه "مجرد تهديد".
واعتبر النائب عن "ائتلاف دولة القانون" كاطع الركابي، أنّ قرار إغلاق السفارة الأميركية "مجرد مناورة"، مضيفاً، في تصريحات، أنه "لم يكن هناك أي تهديد مباشر للسفارة، والقصف كان يستهدف كل المنطقة الخضراء، لا السفارة وحدها"، مؤكداً أن "واشنطن تضغط على الحكومة من خلال التهديد بغلق السفارة".
والسبت الماضي، أعلنت مجموعة من المليشيات العراقية، المدعومة من إيران، أطلقت على نفسها "الهيئة التنسيقية للمقاومة العراقية"، أنها قررت منح "فرصة مشروطة" للولايات المتحدة لتنفيذ قرار إخراج قواتها من العراق، مبررة خطوتها تلك بأنها "جاءت استجابة للجهود التي قامت بها بعض الشخصيات في هذا الإطار".