استمع إلى الملخص
- **تحديات هاريس:** كامالا هاريس تواجه تحديات كبيرة تتعلق بالعنصرية والتمييز الجنسي، بالإضافة إلى ضرورة توحيد الحزب والمانحين خلفها في فترة زمنية قصيرة، رغم دعم الديمقراطيين التقدميين والشباب لها.
- **مستقبل الحزب الديمقراطي:** هناك قلق داخل الحزب بشأن أداء هاريس في أول عامين لها، لكن مؤيديها يرون أنها تعكس حاضر ومستقبل أميركا، مع شعبية أعلى قليلاً من بايدن، مما يعزز فرصها في الانتخابات المقبلة.
مع إعلان انسحاب الرئيس الأميركي جو بايدن من السباق الانتخابي، سيكون الحزب الديمقراطي أمام مقامرة تاريخية إذا لجأ إلى نائبة الرئيس كامالا هاريس لخوض سباق الرئاسة، مراهناً بذلك على قدرة هاريس ذات البشرة السوداء على التغلب على العنصرية والتمييز الجنسي لهزيمة المرشح الجمهوري دونالد ترامب.
فعلى مدار تاريخ الديمقراطية في بلادهم الذي يعود لأكثر من قرنين، لم ينتخب الأميركيون سوى رئيس أسود واحد فقط ولم ينتخبوا امرأة ذات بشرة سوداء قط، وهو ما يجعل حتى بعض الناخبين السود يتساءلون عما إذا كانت هاريس قادرة على تجاوز أصعب سقف في السياسة الأميركية.
وأعلن الرئيس الأميركي جو بايدن، انسحابه من الانتخابات الرئاسية الأميركية المقررة في الخامس من نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، وذلك بعد تعرضه لضغوط كبيرة من حزبه الديمقراطي لسحب ترشحه بعد ظهوره الباهت في أول مناظرة مع منافسه الجمهوري دونالد ترامب، وتراجع الثقة في قدرته على انتزاع ولاية رئاسية ثانية أمام ترامب. وفي المقابل، تعهد بايدن بالتركيز على الوفاء بمهامه الرئاسية حتى انقضاء ولايته، معلناً في الوقت نفسه عزمه مخاطبة الأميركيين بشأن قرار التنحي في وقت لاحق من هذا الأسبوع.
وقالت لاتوشا براون، خبيرة الشؤون السياسية والمؤسس المشارك لصندوق بلاك لايفز ماتر فاند: "هل سيكون عرقها وجنسها مشكلة؟ بالتأكيد". وسوف تواجه هاريس تحديات كبيرة أخرى حال فوزها بترشيح الحزب الديمقراطي، فلن يكون أمامها سوى ثلاثة أشهر تقريباً للانتهاء من حملتها الانتخابية وتوحيد الحزب والمانحين خلفها، إلا أن عدداً كبيراً من الديمقراطيين متحمسون لفرصها.
وعبر نحو 30 مشرعاً ديمقراطياً عن مخاوفهم من خسارة بايدن (81 عاماً) في الانتخابات لافتقاره إلى القدرة العقلية والبدنية التي تؤهله للفوز في الانتخابات والبقاء في السلطة لأربع سنوات أخرى. ويخشى كثيرون من سيطرة ترامب والجمهوريين ليس فقط على البيت الأبيض، وإنما على مجلسي النواب والشيوخ أيضاً.
وهاريس (59 عاماً) أصغر من ترامب بنحو عشرين عاماً، وهي من قادة الحزب فيما يتعلق بحقوق الإجهاض، وهي قضية تلقى صدى لدى الناخبين الأصغر سناً وقاعدة الديمقراطيين من التقدميين. ويقول مؤيدو هاريس إنها ستشعل حماس هؤلاء الناخبين، وستعزز دعم السود، وسوف تكون مناظراتها قوية مع ترامب.
وقالت براون إن ترشح هاريس سيأتي على النقيض تماماً من المرشح الجمهوري ترامب ونائبه لمنصب نائب الرئيس السيناتور جي دي فانس، وهما من أصحاب البشرة البيضاء. وأضافت براون: "هذا بالنسبة لي يعكس ماضي أميركا. في حين أنها (هاريس) تعكس حاضر أميركا ومستقبلها".
ورغم الثناء عليها في الأسابيع القليلة الماضية لدفاعها القوي عن بايدن، لا يزال بعض الديمقراطيين يشعرون بالقلق إزاء أداء هاريس الضعيف في أول عامين لها في المنصب والأهم من ذلك كله التاريخ الحافل بالتمييز العنصري والجنسي في الولايات المتحدة. وفي منافسة افتراضية، أظهر استطلاع للرأي أجرته رويترز/إبسوس في 15 و16 يوليو/ تموز، تعادل هاريس وترامب بحصول كل منهما على تأييد 44% من الناخبين. وأجري هذا الاستطلاع بعد محاولة اغتيال ترامب. وتقدم ترامب على بايدن بواقع 43% مقابل 41% في الاستطلاع نفسه.
ورغم تراجع شعبية هاريس، فإنها أعلى من معدلات تأييد بايدن. وأظهر استطلاع للرأي أجرته مؤسسة (فايف ثيرتي إيت) حصول هاريس على تأييد 38.6% من الأميركيين، بينما عارضها 50.4%. في المقابل، حصل بايدن على تأييد 38.5% وعارضه 56.2%.
وحتى أمس الأول الجمعة، كان بايدن متمسّكاً بالترشح لولاية رئاسية ثانية، على الرغم من تزايد التمرد عليه داخل الحزب الديمقراطي، وقال في بيان مكتوب من منزله في ديلاوير حيث يتعافى من فيروس كورونا: "المخاطر مرتفعة والخيار واضح. معاً، سنفوز". وتعهّد بايدن باستئناف حملته الانتخابية الأسبوع المقبل، مهاجماً الرؤية "المتشائمة" للمستقبل التي قدّمها منافسه ترامب خلال مؤتمر الحزب الجمهوري وقبوله ترشيح الحزب رسمياً.
(رويترز، العربي الجديد)