كشفت مصادر مصرية خاصة مقربة من اللجنة المعنية بالملف الليبي، عن عقد اجتماع في القاهرة أخيراً، لعدد من قادة التشكيلات العسكرية المنضوية تحت مليشيات شرق ليبيا، وزعماء عدد من قبائل المنطقة الشرقية، وذلك بحضور العقيد صدام حفتر، نجل اللواء المتقاعد خليفة حفتر، قائد مليشيات الشرق والمرشح للانتخابات الرئاسية الليبية.
وأوضحت المصادر، التي تحدثت لـ"العربي الجديد"، أن الاجتماع ترأسه من الجانب المصري، اللواء أيمن بديع، رئيس اللجنة المصرية المعنية بالملف الليبي، قبل أن ينضم إلى المجتمعين رئيس جهاز المخابرات العامة اللواء عباس كامل.
وشارك عباس كامل في جزء من الاجتماع، قبل أن يغادره عائداً إلى مدينة شرم الشيخ، حيث يشارك إلى جانب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بفعاليات "منتدى شباب العالم".
يسود قلق مصري من أن تستبق أنقرة التنسيق مع القاهرة، باتفاق مع الإمارات وحلفائها في شرق ليبيا
تأكيد الدور المصري في شرق ليبيا
وأوضحت المصادر أن الهدف من اللقاء تأكيد العلاقات والدور المصري في شرق ليبيا، في الوقت الذي تتواصل فيه المشاورات المصرية التركية من جهة بشأن الملف الليبي، والتركية الإماراتية من جهة أخرى.
ويسود قلق مصري من أن تستبق أنقرة التنسيق مع القاهرة، باتفاق مع الإمارات وحلفائها في شرق ليبيا، يقضي بتواجد رسمي تركي هناك، على الحدود الغربية مع مصر.
وبحسب المصادر، فإن المشاورات المصرية مع مكونات الشرق الليبي، وعلى رأسها قادة التشكيلات العسكرية هناك، تهدف لتوحيد المواقف، في ظلّ المساعي الدولية للتوافق على موعد جديد لإجراء الاستحقاقات الانتخابية بعد عدم إجرائها في موعدها الأساسي وهو 24 ديسمبر/كانون الأول الماضي.
وقالت المصادر إن مصر "تعزز أوراقها للذهاب لأي تفاهمات بشأن ليبيا، بموقف قوي يضمن ولايتها على معسكر شرق ليبيا ومكوناته، في مقابل الولاية التركية على معسكر غرب ليبيا، الذي بدأت القاهرة تسعى لاختراقه أخيراً"، على حد وصفها.
دعوة نجل خليفة حفتر إلى الاجتماع
وبحسب المصادر، فإن دعوة نجل حفتر، تأتي بعد زيارة قام بها الأخير إلى تركيا منتصف ديسمبر الماضي، بشكل غير معلن، وبتنسيق إماراتي، بهدف تقريب وجهات النظر بين الجانبين. مع العلم أن مسؤولاً عسكرياً ليبياً كان قد نفى في تصريحات صحافية الشهر الماضي، حدوث الزيارة.
يذكر أن نائب رئيس الحكومة الليبية والمحسوب على المنطقة الشرقية، حسين القطراني، دعا السفير التركي لدى ليبيا كنعان يلماز، لزيارة المنطقة الشرقية من البلاد، فيما شدد الأخير على ضرورة إعادة تفعيل التمثيل القنصلي في مدينة بنغازي (شرق).
وجاء ذلك خلال لقاء جمع يلماز والقطراني في العاصمة الليبية، بحسب بيان نشرته حكومة الوحدة الوطنية الثلاثاء الماضي.
وأكد السفير التركي خلال اللقاء حرص بلاده على "دعم جهود المسار السياسي في ليبيا من خلال الاستماع إلى كل وجهات النظر من كافة الأطراف السياسية".
وشدد على "ضرورة العمل لإعادة تفعيل التمثيل الدبلوماسي والقنصلي بمدينة بنغازي في أجل قريب".
مصر تعزز أوراقها للذهاب لأي تفاهمات بشأن ليبيا بموقف قوي
من جهة أخرى، بحث رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي، في اتصال هاتفي مع السفير الأميركي لدى ليبيا ريتشارد نورلاند، أمس الأربعاء، آخر المستجدات السياسية في ليبيا.
وناقش الطرفان، وفق بيان لوكالة الأنباء الليبية، "أهمية متابعة جميع الخيارات للحفاظ على زخم الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، تلبيةً لرغبة الملايين من الليبيين لممارسة حقهم في التصويت".
وأكد المنفي على ضرورة المحافظة على الزخم الشعبي المنادي بإجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية، مطالباً مجلسي النواب والدولة، بتغليب مصلحة الوطن فوق أي اعتبار، بعيداً عن أي صراعات سياسية.
من جهته، أعرب السفير الأميركي عن تفاؤله بجهود المجلس الرئاسي في لمّ الشمل من خلال مشروع المصالحة الوطنية، من أجل المحافظة على الاستقرار في ليبيا.