اتّهم الكرملين، اليوم الخميس، كييف بأنها انسحبت من مفاوضات السلام مع موسكو في مارس/آذار، بناء على "أوامر" واشنطن، في وقت "كان قد جرى التوصل إلى توازن صعب جداً".
وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف إن "النص كان في الواقع جاهزاً (...) ثم، فجأة، اختفى الجانب الأوكراني عن الرادارات، وقال إنه لم يعد يريد متابعة المفاوضات".
وأشار بيسكوف إلى أن الرئيس فلاديمير بوتين اعتبر أن "رفضاً من هذا القبيل للاتفاقيات، التي سبق أن تم التفاهم عليها، حدث بشكل واضح بناء على أوامر من واشنطن"، وفق وكالة "فرانس برس".
ويأتي اتهام موسكو لواشنطن بعد يوم من تشديد الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون في مجلس الأمن، أمس الأربعاء، على أن الأمين العام أنطونيو غوتيريس يمتلك الحق في التحقيق في ما إذا كانت روسيا استخدمت "طائرات مسيّرة إيرانية" لمهاجمة مدنيين ومحطات طاقة في أوكرانيا أم لا.
ورفض الحلفاء حجة موسكو بأن الأمين العام سينتهك بذلك ميثاق الأمم المتحدة، بحسب وكالة "أسوشييتد برس".
وقال سفير روسيا لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، والذي دعا إلى الاجتماع، إن مجلس الأمن وحده الذي يستطيع إجراء تحقيق.
واستشهد نيبينزيا بالمادة المائة من ميثاق المجلس، والتي تنص على أن الأمين العام "لا يجوز له طلب أو تلقي تعليمات من أي حكومة أو سلطة أخرى خارج المجلس".
من جهته، وصف نائب السفير الأميركي لدى الأمم المتحدة، روبرت وود، حجة روسيا بأنها مثيرة للدهشة، ومحاولة "لصرف الانتباه عن أخطائها الفاضحة في أوكرانيا".
كما اتهم السفير الفرنسي نيكولا دي ريفيير موسكو بانتهاك ميثاق الأمم المتحدة باستمرار "انتهاك مبادئه من خلال غزو جارتها، وضم أراضيها".
في حين وصف نائب السفير البريطاني لدى الأمم المتحدة، جيمس كاريوكي، موقف روسيا بأنه محاولة أخرى "لصرف الانتباه عن جرائمها في أوكرانيا، وإخفاق إيران وروسيا في التزاماتهما الدولية"، قال مبعوثو دول غربية إن روسيا تضيع وقت مجلس الأمن.
ودعت روسيا، الثلاثاء، إلى مشاورات مغلقة بشأن مزاعمها - التي لا أساس لها - بأن أوكرانيا تستعد لتفجير "قنبلة قذرة".
كما دعت إلى اجتماع الأربعاء لمحاولة منع التحقيق في استخدامها المزعوم طائرات إيرانية مسيّرة، وإلى عقد اجتماع، اليوم الخميس، بشأن مزاعمها بأن مختبرات أميركية سرية في أوكرانيا متورطة في حرب بيولوجية، وهي تهمة نفتها الولايات المتحدة وأوكرانيا.
وفي رسالة إلى مجلس الأمن الأربعاء، اتهم السفير الأوكراني سيرغي كيسليتسيا إيران بانتهاك حظر المجلس نقل طائرات مسيرة لمسافة 300 كيلومتر.
كان هذا البند جزءا من قرار مجلس الأمن رقم 2231، والذي صادق على الاتفاق النووي لعام 2015 بين إيران وست دول رئيسية – هي الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا - والذي يهدف لكبح أنشطة طهران النووية، ومنعها من تطوير برنامج نووي.
(فرانس برس، أسوشييتد برس)