المغرب: احتجاجات عشية الذكرى الرابعة لاتفاق التطبيع مع إسرائيل

17 ديسمبر 2024
تظاهرة مناصرة لغزة في الرباط، 06 أكتوبر 2024 (الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- نظم ناشطون مغاربة وقفة احتجاجية أمام البرلمان في الرباط، بدعوة من "الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع"، مطالبين بوقف العدوان الإسرائيلي على غزة وإغلاق مكتب الاتصال الإسرائيلي في الرباط.
- أكد المنسق الوطني للجبهة، محمد الغفري، على استمرار دعم الشعب الفلسطيني والنضال ضد التطبيع، مشيراً إلى أن المجازر الإسرائيلية مستمرة في غزة، وداعياً إلى تنظيم تظاهرات احتجاجية في مختلف أنحاء المغرب.
- جاء الاتفاق الثلاثي بين المغرب وإسرائيل والولايات المتحدة في ديسمبر 2020، ليعيد العلاقات بين الرباط وتل أبيب، ورغم ذلك، تتواصل الفعاليات الشعبية في المغرب بشكل شبه يومي.

تتواصل في المغرب الفعاليات الشعبية المؤيدة للشعب الفلسطيني والمنددة بعدوان الاحتلال الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي، وسط دعوة إلى تنظيم تظاهرات احتجاجية بالتزامن مع الذكرى الرابعة للتوقيع الرسمي لاتفاق التطبيع بين الرباط وتل أبيب.

وتظاهر ناشطون مغاربة، مساء الثلاثاء، أمام مقر البرلمان بالعاصمة الرباط، تضامناً مع الشعب الفلسطيني الذي يواجه منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي، حرب إبادة يقترفها جيش الاحتلال، وتنديداً بمسلسل التطبيع الرسمي. وجاءت الوقفة الاحتجاجية التي نظمت أمام البرلمان المغربي بدعوة من "الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع" التي تتكون من 15 تنظيماً سياسياً ونقابياً وحقوقياً.

وطالب المشاركون في الوقفة الاحتجاجية بوقف الإبادة الإسرائيلية ضد غزة وحماية الفلسطينيين من مختلف أشكال العنف، داعين المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته. كما طالبوا بإقفال مكتب الاتصال الإسرائيلي بالعاصمة الرباط وإنهاء التطبيع. وردد المحتجون في الوقفة شعارات متضامنة مع فلسطين وأخرى مناوئة للتطبيع، من قبيل: "كلنا فدا لفلسطين الصامدة"، و"يا صهيون يا ملعون فلسطين في العيون"، و"فلسطين تقاوم والأنظمة تساوم"، و"صهيوني إطلع برا المغرب أرضي حرة"، و"التطبيع خيانة وفلسطين أمانة"، و"الشعب يريد إسقاط التطبيع". كما رفع المحتجون، خلال الوقفة الأعلام الفلسطينية، إلى جانب لافتات كتب عليها "لا للتطبيع مع إسرائيل"، و"بصوت واحد، أوقفوا الإبادة الجماعية والتجويع بغزة"، و"افتحوا المعابر".

وقال المنسق الوطني لـ"الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع"، محمد الغفري، في حديث مع "العربي الجديد"، إن وقفة اليوم هي "لتأكيد استمرارنا في دعم الشعب الفلسطيني وفي النضال من أجل إسقاط التطبيع"، مؤكداً أن "ما يعيشه العالم من أحداث لن ينسينا أن سلاح التجويع ما زال يستخدم ضد الفلسطينيين في غزة، وأن المجازر ما زالت ترتكب بحق الأبرياء، وأن المجرم بنيامين نتنياهو (رئيس حكومة الاحتلال) مستمر في قتل الأطفال والنساء والمدنيين العزل وتدمير القطاع".

واعتبر الغفري أن استمرار التطبيع مع كيان أدانته محكمة العدل الدولية، هو "مشاركة في الجرائم التي يرتكبها في فلسطين"، مضيفاً: "ما نؤكده كشعب مغربي وجبهة مناهضة للتطبيع أننا مستمرون في الدعم والتضامن مع الفلسطينيين".

إلى ذلك، دعت "الجبهة الوطنية لدعم فلسطين وضد التطبيع" إلى تنظيم تظاهرات احتجاجية (وقفات أو مسيرات) متزامنة في مختلف أنحاء المغرب يوم الأحد المقبل، تحت شعار: "النضال لإسقاط التطبيع ودعم كفاح الشعب الفلسطيني مسيرة واحدة"، وذلك بالتزامن مع الذكرى الرابعة للاتفاق الثلاثي بين المغرب وإسرائيل والولايات المتحدة الأميركية.

وكان الاتفاق الثلاثي الموقع في 22 ديسمبر/كانون الأول 2020 قد رسم مرحلة جديدة واستثنائية في تاريخ العلاقات بين الرباط وتل أبيب، التي كانت قد قطعت عام 2000، إثر الانتفاضة الفلسطينية الثانية. وجرى تطبيع العلاقات بين المغرب وإسرائيل في سياق إقليمي، شهد إقامة عدد من البلدان العربية، من بينها الإمارات، والبحرين، والسودان، اتفاقيات لـ" تطبيع" العلاقات، ضمن خطة طرحها الرئيس الاميركي المنتخب دونالد ترامب في فترة ولايته الأولى لتوسيع قاعدة الدول العربية الموقعة على "اتفاقيات سلام" مع إسرائيل. وبخلاف المحطات الأخرى، جاء الاتفاق مع الرباط ثلاثياً، إذ ضم بالإضافة إلى المغرب، إسرائيل والولايات المتحدة، ونص على تبادل الالتزامات بين الأطراف، وعلى رأسها اعتراف واشنطن بسيادة المغرب على الصحراء، ودعم مقترح الحكم الذاتي المغربي، واعتباره "الأساس الوحيد لحل عادل ودائم للنزاع حول جهة الصحراء". في الوقت نفسه، تضمن الاتفاق "الاستئناف الفوري للاتصالات الرسمية" بين المغرب وإسرائيل، وإعادة فتح مكتبي الاتصال في الرباط وتل أبيب.

وفي حين يلقي العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي بظلاله على المغاربة، تتواصل بشكل شبه يومي، الفعاليات الشعبية المؤيدة للشعب الفلسطيني والمنددة بعدوان الاحتلال الإسرائيلي. وخرج المغاربة في 5800 تظاهرة و730 مسيرة خلال أكثر من عام من الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة منذ انطلاق معركة "طوفان الأقصى".