دعا الأمين العام لحزب العدالة والتنمية المغربي المعارض، عبد الإله بنكيران، اليوم السبت، شباب حزبه إلى "مواجهة التطبيع في المجتمع وعدم الاستكانة أو النوم".
وقال بنكيران، خلال الجلسة العامة للمؤتمر الوطني السابع لشبيبة الحزب، المنعقد اليوم السبت بمدينة بوزنيقة (جنوبي الرباط): "سأكون معكم صريحاً، نحن من وقّعنا اتفاق التطبيع مع إسرائيل، في وقت مؤلم وظروف يعلمها الله، لكن الحزب لم يتبدل ولم يطبّع ولن يفعل".
وتابع دعوته للتنظيم الشبابي لحزبه بالقول: "لن نتخاصم مع بلادنا ودولتنا، لكن لا يجب أن نتهاون، حاربوا التطبيع في المجتمع، إن بقيتم ساكتين غداً سيذهب المغاربة للعمل هناك، ويعلم الله ماذا سيفعلون أيضاً".
وطالب رئيس الحكومة المغربية السابق بضرورة محاربة التطبيع "لأنّ المغاربة غير راضين عنه"، لافتاً إلى أنّ "منطق الحزب لا يقوم على المواجهة مع الدولة، وأنّ على الشعب المغربي أن يظل صامداً، على الأقل. لنكن كالشعب المصري، يرفض التطبيع، وإسرائيل فشلت في اختراقه، رغم أنّ الدولة المصرية لها علاقات مع إسرائيل منذ السبعينيات من القرن الماضي".
إلى ذلك، قال الأمين العام للحزب الإسلامي إنّ حزبه سيواصل مناصرة الفلسطينيين، لما للقضية من رمزية، و"لدفاعهم عن عقيدتنا ومقدساتنا وعن أشياء ليس لهم الحق فيها أكثر منا".
وعاش "العدالة والتنمية"، منذ العاشر من ديسمبر/كانون الأول 2020، تاريخ إعلان العاهل المغربي الملك محمد السادس، والرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، الاتفاق على استئناف العلاقات بين المغرب وإسرائيل، على صفيح ساخن، جراء تباين مواقف هيئاته التنظيمية حيال صدمة خطوة التطبيع، بين موقف رافض لها عبّرت عنه كل من حركة "التوحيد والإصلاح"، الذراع الدعوية للحزب، و"التنظيم الشبابي"، وآخر تجنّب إعلان موقف صريح مباشر تمثّل بالأمانة العامة للحزب.
وفيما وجدت قيادة الحزب، الذي يبني عقيدته السياسية منذ نشأته على رفض التطبيع، نفسها في موقف محرج أمام قواعدها والرأي العام، وهي تصطدم بقرار استئناف العلاقات مع تل أبيب، ألقى توقيع الأمين العام السابق لـ"العدالة والتنمية"، سعد الدين العثماني، بصفته رئيساً للحكومة، على الإعلان الثلاثي بين الرباط وواشنطن وتل أبيب، بظلاله على الحزب، ووصل إلى حد المطالبة بإقالته والدعوة إلى مؤتمر استثنائي للإطاحة به من على رأس الحزب، وهو ما تحقق في النهاية بوصول بنكيران لرئاسته في 30 أكتوبر/تشرين الأول 2021.