- تنتقد استخدام القانون الإنساني الدولي بشكل غير متكافئ في غزة وتستنكر الإفلات من العقاب على انتهاكات القانون الدولي، متسائلة عن معنى العدالة عندما يتم تطبيق القانون انتقائيًا.
- تحث على استخدام النفوذ الدولي لإنهاء الصراع وضرورة محاسبة كلا الطرفين لتحقيق سلام عادل، مشيرة إلى الأثر الإنساني العميق للحرب والإجراءات العقابية ضد الفلسطينيين، وتؤكد على استمرار القضية الفلسطينية لأكثر من 75 عامًا.
دعت الملكة رانيا زوجة العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، المجتمع الدولي إلى "استخدام نفوذه" عاجلاً لإنهاء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، معتبرة أنه "لا يمكن انتظار" حكم محكمة العدل الدولية ضد إسرائيل بشأن تهمة "لإبادة الجماعية" في غزة، فـ"الناس يُقتلون" هناك، و"كلما طال الانتظار، كبرت وصمة العار على الضمير العالمي".
وقالت الملكة رانيا في مقابلة مع قناة "إم إس إن بي سي" الأميركية، الخميس، نشر تفاصيلها تلفزيون المملكة الأردني الرسمي عبر موقعه الإلكتروني، الجمعة، "عندما يُعتمد التجويع سلاحَ حرب، فهذا عقاب جماعي، وهذه جريمة حرب، وعندما يتم تهجير سكان بأكملهم، فهذه جريمة حرب". وأضافت: "من الواضح جداً أن إسرائيل ليس لديها مشكلة في استهداف المدنيين، وأنها تستخف بقيمة حياة الفلسطينيين". وأشارت إلى أن "70% من بين 35 ألف شخص استشهدوا في غزة هم من النساء والأطفال". ولفتت الملكة رانيا إلى أن الحرب على غزة أدت إلى "تشريد نحو 1.7 مليون شخص" من إجمالي سكان القطاع البالغ 2.2 مليون.
وبشأن تهمة "الإبادة الجماعية" التي تواجهها إسرائيل في غزة، اعتبرت الملكة رانيا أن "مجرد نقاش" تلك التهمة "ينبغي أن يسبب صدمة عبر المجتمع الدولي"، واصفة التطبيق "غير المتكافئ" للقانون الإنساني الدولي على الوضع في غزة بـ"السابقة الخطيرة". وتساءلت مستنكرة: "عندما يتم انتهاك القانون الدولي (من إسرائيل في غزة) من دون أي عواقب، عندما يتم تجاهل قرارات الأمم المتحدة أو رفضها، ماذا يعني ذلك؟". وزادت: "ماذا يعني تطبيق القانون الدولي الإنساني انتقائياً؟ أو عندما تتم معاقبة دول معينة بسبب سجلها الضعيف في مجال حقوق الإنسان، في حين تتم مكافأة إسرائيل، المتهمة بارتكاب جرائم إبادة جماعية محتملة، بمزيد من الأسلحة؟ أين العدالة هنا؟".
ودعت المجتمع الدولي إلى "استخدام نفوذه" لإنهاء الحرب على غزة، مشددة على وجوب أن "يكون مستعداً لمحاسبة كلا الطرفين (الإسرائيلي والفلسطيني)". وأكدت الملكة رانيا، أن "الوصول إلى سلام عادل لا يمكن أن يقتصر فقط على تطبيق الجانب الأقوى (إسرائيل) لإرادته على الجانب الأضعف"، مشيرة إلى أن "كل ما أريده هو أن يحاول الجميع ولو لمرة واحدة أن يضعوا أنفسهم مكان الفلسطينيين".
واعتبرت الملكة رانيا أنّ "من الصعب جداً استيعاب واقع العيش في ظل الاحتلال، وما يعنيه أن تكون فلسطينياً تحت الاحتلال الإسرائيلي.. أن تعرف أنه يوماً تلو الآخر، يتم التحكم في كل جانب من حياتك ويتم إذلالك، وأن تعلم أنه في أي لحظة يمكن أن يتم احتجازك أو اعتقالك من دون مبرر ومن دون أي مظهر من مظاهر الإجراءات القانونية ومن دون أي عواقب". وأوضحت أنه "إلى جانب حربها على غزة، تتخذ إسرائيل إجراءات عقابية ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية"، مشيرة إلى أن "نحو 500 فلسطيني، بينهم 124 طفلاً، استشهدوا واعتقل ثمانية آلاف آخرون في الضفة الغربية" منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وسبق أن شددت الملكة رانيا في مؤتمر "قمة الويب" الذي انعقد في قطر في فبراير/ شباط الماضي، على أن القضية الفلسطينية لم تبدأ منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، فـ"القصة الأكبر امتدت إلى سنوات أطول من أعمار معظمنا: خمسة وسبعون عاماً. لم ينعم الفلسطينيون خلالها يوماً بالسلام"، مشيرة إلى أن "العنف يأتي على صورة حصار مطبق يمتد إلى أكثر من 17 عاماً، أو عقود من عمليات القتل اليومية. يأتي على شكل نقاط تفتيش، أو جدار عازل، أو عنف من مستوطنين مسلحين، أو اعتقالات بلا سبب وإهانات لا تنتهي تحت وقع احتلال عسكري".
(الأناضول، العربي الجديد)