أصدر رئيس النظام السوري بشار الأسد، اليوم الأربعاء، مرسوماً جديداً يتضمن عفواً عاماً عن مجموعة من الجرائم المرتكبة قبل تاريخ اليوم، من بينها الفرار من قواته، بشرط أن يسلّم الشخص المطلوب نفسه، وذلك على غرار المراسيم السابقة.
وقالت وكالة أنباء النظام "سانا" إن الأسد أصدر المرسوم التشريعي رقم (24) لعام 2022 القاضي بمنح عفو عام عن الجرائم المرتكبة قبل تاريخ 21-12-2022.
وبحسب نص المرسوم: "يُمنح عفو عام عن الجرائم المرتكبة قبل هذا التاريخ"، و"العفو عن كامل العقوبة في الجرائم التالية المنصوص عليها في قانون العقوبات العسكرية الصادر بالمرسوم التشريعي رقم 61 لعام 1950 وتعديلاته: جريمة الفرار الداخلي المنصوص عليها في المادة (100)، جريمة الفرار الخارجي المنصوص عليها في المادة (101)".
ويمنح العفو المتوارين عن الأنظار و"الفارين من وجه العدالة" تسليم أنفسهم في غضون ثلاثة أشهر بالنسبة إلى الفارين داخل البلاد، وأربعة أشهر بالنسبة إلى الفارين الخارجين، بموجب نص بقانون النظام.
مستثنون من العفو
وينص المرسوم على استثناء جرائم كان قد أشير إليها في مراسيم سابقة، ومنها مواد تنص على العقوبة بالحبس المؤبد بحق من كشف وثائق أو معلومات "يجب أن تبقى مكتومة حرصاً على سلامة الدولة عوقب بالحبس سنة على الأقل وإذا سعى بقصد التجسس بالأشغال الشاقة الموقتة".
وتضمن المرسوم أيضاً استثناء العقوبات المشمولة في 32 مادة من قانون العقوبات السوري، من بينها مواد تنص على عقوبة الأعمال الشاقة والسجن المؤبد.
ويستثني العفو أيضاً مجموعة من العقوبات ينص عليها قانون العقوبات العسكري السوري ومجموعة أخرى من القوانين صدرت أخيراً من رئيس النظام، من بينها قانون الجرائم الإلكترونية الصادر تحت مسمى "قانون الجريمة المعلوماتية رقم 20 لعام 2022".
ولم يتطرق العفو إلى موضوع "الجرائم الإرهابية" التي صدرت فيها مراسيم في وقت سابق، ولم يكن لها أي تأثير في المعتقلين لدى النظام بتلك التهمة.
نحو 135 ألفاً بين معتقل ومخفيّ قسراً حتى أغسطس الماضي
وفي وقت سابق قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن لدى النظام السوري نحو 135 ألفاً بين معتقل ومخفيّ قسراً حتى أغسطس/ آب 2022، رغم مراسيم العفو التي أصدرها خلال الـ11 عاماً الماضية.
وبحسب تقرير للشبكة، أصدر النظام 21 مرسوم عفو، إلا أن هناك ما لا يقل عن 135 ألفاً و253 شخصاً، بينهم 3684 طفلاً و8469 امرأة، لا يزالون قيد الاعتقال، بينهم 95696 قيد الإخفاء القسري على يد قوات النظام السوري منذ مارس/ آذار 2011 حتى أغسطس/ آب 2022.
ومنذ عام 2011، فرّ من جيش النظام آلاف المجندين والضباط الذين رفضوا البقاء في صفوف القوات التي تواجه الثورة الشعبية على النظام الحاكم، واعتقل النظام خلال السنوات الماضية الآلاف من العسكريين والمدنيين، وكثير منهم ما زالوا مفقودين في سجونه، ومصيرهم غير معروف.