دفعت قوات النظام السوري، اليوم الاثنين، بتعزيزات عسكرية إلى محيط مدينة جاسم بريف درعا الشمالي، وسط حالة ترقب من قبل أهالي المدينة خشية اقتحامها، فيما قُتل شخص مُتهم بترويج المخدرات برصاص مجهولين، في درعا البلد، جنوبي سورية.
وقال الناشط أبو البراء الحوراني، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن "قوات النظام دفعت بتعزيزات عسكرية ضخمة، ونشرتها ضمن اللواء 15 جنوبي مدينة إنخل، بالقرب من مدينة جاسم شمالي محافظة درعا"، مؤكداً أن "التعزيزات تألفت من سبع حافلات عسكرية، وخمس سيارات عسكرية من نوع "زيل" مدججة بالعناصر والسلاح، بالإضافة إلى أربع سيارات مغلقة من نوع جيب".
وأكد الحوراني أن "التعزيزات عصر اليوم جاءت عقب وصول تعزيزات عسكرية أخرى يوم أمس الأحد إلى محيط مدينة جاسم، حيث قُدّرت بحوالي 100 عنصر من قوات النظام، ودبابة، ورشاشات ثقيلة، وانتشرت التعزيزات على الأطراف الشمالية لمدينة جاسم بريف درعا الشمالي".
وأشار الناشط إلى أن "النظام لم يُحصّل أي طلب من الطلبات التي طرحها على لجنة التفاوض في مدينة جاسم قبل أكثر من شهر"، موضحاً أنه "حتى اللحظة، لم تستجب لجنة التفاوض في المدينة لمطالب النظام"، مرجحاً أن "تكون هذه التعزيزات في إطار الضغط من قبل النظام على أهالي مدينة جاسم للرضوخ لمطالبه وتحقيق مكاسب، أو أن النظام ينوي فعلاً شن حملة عسكرية على المدينة نظراً للتعزيزات العسكرية الكبيرة التي وصلت إليها".
وشدد على أن "أهالي مدينة جاسم لا يزالون متمسكين بقرارهم، على الرغم من وصول هذا الكم الهائل من التعزيزات العسكرية، ولن يسمحوا لقوات النظام باقتحام المدينة، أو اعتقال مطلوبين وسحب السلاح".
وفي السابع من سبتمبر/أيلول، اجتمع رئيس فرع "الأمن العسكري" التابع للنظام السوري لؤي العلي، في مبنى المركز الثقافي بمدينة جاسم، مع وجهاء وممثلين عن المدينة الواقعة بالريف الشمالي من محافظة درعا جنوبي البلاد، وطلب حينها من وجهاء المدينة إخراج بعض الشخصيات الذين وصفهم بـ"الغرباء"، فيما نفى حينها وجهاء وممثلو أهالي المدينة وجود أي شخص غريب داخل المدينة، معلنين رفضهم لمطالب النظام.
من جهة أخرى، اغتال مسلحون مجهولون، اليوم الاثنين، شخصاً يدعى قاسم محمد النجار، المقلب باسم "قاسم الزريفة"، مُتهم بترويج المخدرات، إثر استهدافه بالرصاص، وسط درعا البلد في الريف الأوسط من محافظة درعا.
وكان أهالي مدينة الصنمين بريف درعا الشمالي قد عثروا اليوم على جثة رامي حج قدور مقتولاً ومرمياً شمالي المدينة، فيما لفت "تجمع أحرار حوران" إلى أن قدور ينحدر من محافظة إدلب، ويسكن مع عائلته في المدينة منذ سنوات، ويعمل شرطياً في المجلس البلدي فيها.
وأحصى مكتب توثيق الانتهاكات لدى "تجمع أحرار حوران"، خلال سبتمبر/أيلول الماضي، 27 عملية ومحاولة اغتيال في مناطق عدة من محافظة درعا، أسفرت عن مقتل 23 شخصاً، بينهم 17 مدنياً، بالإضافة إلى إصابة 3 آخرين بجروح متفاوتة، ونجاة 7 من محاولات الاغتيال.
مقتل فتى بقصف للنظام بريف حلب
إلى ذلك، قضى فتى وجُرح شخصان آخران ليل اليوم الإثنين، إثر قصف مدفعي من قبل قوات النظام السوري استهدف منازل المدنيين بريف حلب الغربي، فيما استهدفت مدفعية القوات التركية موقعاً عسكرياً لقوات النظام، رداً على استهداف مخيم للنازحين بالريف ذاته، شمال غربي سورية.
وقال الناشط عبد العزيز قيطاز في حديث لـ"العربي الجديد"، إن الفتى محمود الجاسم البالغ من العمر 17 عاماً قضى ليل اليوم الإثنين، وأُصيبت امرأتان إحداهما بحالة خطيرة، إثر قصف مدفعي من قبل قوات النظام السوري، استهدف منازل المدنيين في بلدة الأبزمو القريبة من مدينة الأتارب بريف حلب الغربي، الواقعة ضمن ما يُعرف بمنطقة "خفض التصعيد الرابعة" (إدلب وما حولها).
وفي السياق، استهدفت القوات التركية بسبع قذائف مدفعية ليل اليوم، تجمعاً عسكرياً لقوات النظام والمليشيات المرتبطة بإيران ضمن "الفوج 46" بريف حلب الغربي، دون معرفة حجم الخسائر الناتجة عن الاستهداف.
وأكدت مصادر محلية لـ "العربي الجديد"، أن القصف التركي جاء عقب استهداف قوات النظام بأكثر من قذيفة مدفعية أطراف "مخيم المُحسنين" الذي يضم نازحين من أهالي مدينة كفرنبل بالقرب من بلدة باتبو بريف حلب الغربي، دون وقوع إصابات بشرية.
وكانت قوات النظام والمليشيات المدعومة من روسيا وإيران قد استهدفت اليوم الإثنين، قرى وبلدات سفوهن، والفطيرة، والبارة، وكفر عويد، وفليفل في منطقة جبل الزاوية جنوبي محافظة إدلب، وكفر عمة، والوساطة، ومكلبيس بريف حلب الغربي، والسرمانية في منطقة سهل الغاب بريف حماة الشمالي الغربي، بالتزامن مع تحليق طائرة استطلاع روسية في أجواء المنطقة.
في سياق منفصل، أعلنت وزارة الدفاع التركية اليوم، أن القوات المسلّحة التركية تمكنت من "تحييد ثمانية إرهابيين من حزب العمال الكردستاني، ووحدات حماية الشعب، الذين أطلقوا النار لزعزعة السلام والأمن في منطقة نبع السلام في شمال سورية"، مشيرةً إلى أن "المضايقات التي يطلقها الإرهابيون لا تمر دون عقاب".
وكانت مدفعية الجيش التركي المتمركزة ضمن منطقة "نبع السلام" قد استهدفت اليوم الإثنين، بأكثر من 15 قذيفة مدفعية، مواقع لـ "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) في ناحية أبو راسين بريف الحسكة الشمالي، شمال شرقي البلاد.
في غضون ذلك، تبنى تنظيم "داعش" عبر معرفاته الرديفة على تطبيق "تلغرام"، اليوم الإثنين، عملية قتل عنصر من "قسد" يدعى عبد الرحمن محمد الحمود، بعد خطفه على يد خلايا التنظيم في بلدة الكسار قرب مدينة البصيرة شرقي دير الزور، شرقي البلاد.
وكان التنظيم قد تبنى الخميس الفائت عملية استهداف شخصين متهمين بالتعامل مع "قسد" في مدينة البصيرة بريف دير الزور الشرقي، لاسيما أن التنظيم أعلن الجمعة الفائت عبر وكالة "النبأ" التابعة له، عن تنفيذ 59 عملية خلال 68 يوماً ضمن مناطق سيطرة النظام السوري ومناطق سيطرة "قسد" في سورية، مؤكداً أن 30 عملية نفذها التنظيم في ولاية الخير، و20 عملية في ولاية الرقة، و8 عمليات في ولاية البركة، وعملية واحدة في ولاية حوران، وذلك خلال تفجير 20 عبوة ناسفة، وتنفيذ 19 هجوما، وعمليتين انغماسيتين، و5 كمائن، و12 عملية اغتيال، أدت إلى مقتل وجرح 103 عناصر من "قسد"، و19 عنصراً من قوات النظام، بالإضافة إلى تدمير وتعطيل 34 آلية عسكرية.