النظام السوري يقتل 4 معارضين لتعطيل الحلّ في درعا

27 اغسطس 2021
في شوارع درعا المحاصرة (getty)
+ الخط -

يتواصل التوتر في محافظة درعا، على الرغم من الخطوات الجزئية على طريق الحل، حيث تشير معطيات الى أن هناك جهات من ضمن القوات المحسوبة على النظام السوري مدعومة من إيران ما زالت تعرقل أي حلّ سلمي، وتريد فرض رؤيتها بالقوة، ولذلك تعمل على عرقلة الحلول المطروحة.

وفي هذا الإطار، ذكر موقع "تجمع أحرار حوران" أن قوات النظام قتلت 4 أشخاص في كمين على "الحاجز الرباعي" الذي تديره المخابرات الجوية التابعة للنظام، بين بلدتي المسيفرة والجيزة شرقي درعا، فجر اليوم الجمعة.

وبحسب الموقع، فإن من بين أسماء الضحايا طارق زياد الجوفي من الكرك الشرقي، وهو منشق سابق عن قوات النظام، ومالك كمال خليفة من الكرك الشرقي أيضاً، ورامي رشاد الحريري من الجيزة، وهو قيادي حالي في اللواء الثامن التابع للفيلق الخامس، وميسر قطف من منطقة علما، وهو منشق سابق عن قوات النظام، فيما لا يزال مصير شخصين مجهولاً بعد احتجازهما من قبل عناصر الحاجز.

وأضاف المصدر أنّ قوات النظام المتمركزة عند الحاجز الرباعي أطلقت النار على الشبان أثناء مرورهم عبر الحاجز، مشيراً إلى أنّ قوة من المخابرات الجوية نقلت الجثث من الحاجز الرباعي ليلاً إلى مقر المقدم علاء في الغارية الشرقية.

ويُعتبر الحاجز الرباعي بين المسيفرة والجيزة أقرب إلى ثكنة عسكرية، بعد تجميعه عدداً من الحواجز العسكرية المنتشرة في الريف الشرقي من درعا، معززاً بدبابة وعربة شيلكا وسواتر ترابية كبيرة.

وبحسب ناشطين من محافظة درعا، فإن المخابرات الجوية والفرقة الرابعة تعملان بالتنسيق مع إيران على إحباط أية جهود للتسوية السلمية في محافظة درعا، فيما تتعاون المخابرات العسكرية مع روسيا لتنفيذ خطط النظام بأقل قدر من القوة العسكرية.

وكانت الفرقة الرابعة قصفت أمس، وبشكل مفاجئ، بأكثر من 40 صاروخاً، مدينة طفس غرب درعا، ما أسفر عن مقتل ثلاثة مدنيين بينهم امرأة وإصابة عشرات آخرين، فضلاً عن الدمار الواسع في المدينة.

في غضون ذلك، وصلت حافلات تقل 79 شخصاً إلى مدينة الباب شرق حلب، بعد انطلاقها أمس من أحياء درعا البلد المحاصرة، وتضم مقاتلين وعائلاتهم وعدداً من المدنيين الذين خرجوا بضغوط من النظام وحلفائه، في حين ما زالت المفاوضات متعثرة بخصوص وقف العملية العسكرية على درعا البلد وإنهاء الحصار، وذلك بسبب ضغوط روسية على لجنة المفاوضات لتنفيذ شروط قوات النظام، وسط قصف مستمر من الفرقة الرابعة على الأحياء والمنازل، رغم التهدئة الروسية المفترضة.

ونقلت شبكة "نبأ" المحلية عن مصدر في لجنة التفاوض قوله إن "ضابطاً روسياً كبيراً وصل من قاعدة حميميم هدّد بشكل غير مباشر، خلال اجتماع مع اللجنة، بقصف مدينة درعا، إذا لم تتم عملية خروج المعارضين إلى الشمال السوري.

وذكر مصدر من "اللجنة المركزية" الممثلة للأهالي في المفاوضات مع النظام، لـ"العربي الجديد"، أن عملية التهجير الأخيرة ضمت بشكل أساسي الأشخاص الراغبين بالخروج وطلبوا في وقت سابق تهجيرهم إلى شمال البلاد، بسبب سوء الأحوال المعيشية في المناطق المحاصرة، موضحاً في الوقت نفسه أن سبعة أشخاص على الأقل ممن تهجروا أمس كانت أسماؤهم مدرجة ضمن قوائم المطلوبين التي سلمها النظام للجنة التفاوض.

 وأوضح المصدر أن لجنة التفاوض لا تزال ترفض البنود المقترحة من روسيا والنظام لأنها بنود "تعجيزية" ويصعب تحقيقها في الواقع.

توتر في السويداء

وفي محافظة السويداء المجاورة، تسود أجواء توتر بسبب خلافات بين الفصائل المحلية على خلفية مقتل شخص والتمثيل بجثته، حيث اتهمت عشائر المنطقة، ومن خلفها مليشيا الدفاع الوطني، ما يُعرف بـ"قوات مكافحة الإرهاب" بقتل الشخص والتمثيل بجثته بعد أيام على اختطافه، وسط دعوات للقضاء على تلك القوة المشكّلة حديثاً في السويداء.

من جهته، نفى فصيل "قوة مكافحة الإرهاب" تلك الاتهامات، ودعا لـ"وأد الفتنة" وتشكيل لجنة مشتركة من الأطراف لمنع أي اقتتال داخلي، لكن عشائر السويداء أصدرت بياناً مضاداً رفضت فيه أي اتفاق مع الفصيل.

وعثر الأهالي على الشخص مشنوقاً في منزله بقرية مفعلة شرق السويداء في ظروف غامضة، وسط حالة من الفوضى الأمنية تعانيها المحافظة منذ عامين.

حملات اعتقال شرقاً

إلى ذلك، تشن "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، مدعومة من التحالف الدولي، حملات اعتقال جديدة في مناطق شرق الفرات، فيما تواصل قوات النظام السوري، مدعومة من الطيران الحربي الروسي، حملات التمشيط في البادية السورية. 
وذكر الناشط أبو عمر البوكمالي، لـ"العربي الجديد"، أن قوات التحالف الدولي قامت، فجر اليوم الجمعة، بعملية إنزال جوي في منطقة نزل الداوود في بلدة الباغوز، داهمت خلالها منزل حماد الشرجي الرحبي واعتقلت عدداً من الأشخاص. 
 وأضاف أن قوات من "قسد" شاركت في الحملة التي بدأت منذ مساء أمس، وتخللها أصوات انفجارات وإطلاق نار داخل البلدة.
كما لوحظ تحليق للطيران المروحي التابع للتحالف الدولي في محيط حقل العمر النفطي شرقي ديرالزور، والذي تتخذ منه قوات التحالف قاعدة عسكرية لها. 
من جهتها، ذكرت شبكة "الخابور" المحلية أن "قسد" تستعد لشن حملة عسكرية ضخمة على مناطق ريف دير الزور الشمالي الغربي، من المتوقع أن يشارك فيها 2000 عنصر، وتشمل خاصة مناطق أبو خشب وجروان وصباح الخير.
من جهة أخرى، ذكرت شبكة "عين الفرات" المحلية أن الطائرات الحربية الروسية شنت 7 غارات جوية على نقاط، بناء على إحداثيات قدمتها مليشيات "الفيلق الخامس" و"الدفاع الوطني"، مشيرة إلى أن المواقع التي تضمنتها الإحداثيات تعتبر أماكن نشاط لخلايا تنظيم "داعش" في بادية الرصافة، بريف الرقة الجنوبي. 
ولفتت إلى أن عدداً كبيراً من عناصر المليشيات المدعومة من روسيا سقطوا بين قتيل وجريح خلال العمليات القتالية التي جرت، أخيراً، في تلك المناطق.
كما ذكرت شبكة "عين الفرات" أن مليشيات "حزب الله" اللبناني انسحبت من قرى ريف حمص الشرقي نحو مناطق أخرى، بسبب الهجمات المتزايدة عليها من جانب خلايا تنظيم داعش. 

اعتقالات في ريف دمشق
 وفي ريف دمشق، اعتقلت قوات النظام عدداً من الشبان في غوطة دمشق الشرقية، خلال حملة أمنية بدأتها منذ أيام تهدف إلى سوق المتخلفين عن التجنيد الإجباري في صفوفها.
وبدأت حملة الاعتقالات يوم الثلاثاء الماضي، ولا تزال مستمرة على حواجز النظام المنتشرة في مدن وبلدات الغوطة الشرقية.
وذكر موقع "صوت العاصمة" أن حواجز قوات النظام تجري عمليات التفتيش والفيش الأمني للمواطنين، وبالأخص فئة الشبان، مضيفاً أن حواجز مؤقتة انتشرت في الأزقة والشوارع الفرعية، ترافقها سيارات لنقل الموقوفين.
وتهدف الحملة إلى سوق المتخلفين عن الخدمة الإلزامية والاحتياطية في قوات النظام، وفق الموقع الذي أشار إلى توقيف عدد من شبان بلدة سقبا، وآخرين من منطقة مزارع الأشعري، وجرى تحويلهم إلى فرع الشرطة العسكرية. 

المساهمون