قصفت قوات النظام السوري بالمدفعية الثقيلة فجر اليوم الإثنين، مناطق في محور كفرنوران بريف حلب الغربي، بحسب ما قالته مصادر عسكرية من الجيش الوطني لـ"العربي الجديد"، فيما اتهمت وسائل إعلام مقربة من "قسد" النظام بمنع وصول الأدوية إلى الصيدليات في المناطق الخاضعة للمليشيات في حلب.
وبحسب ما أفادت به المصادر، فإن مناطق في محور كفرنوران شهدت تحليقا من طيران مسيّر بالتزامن مع القصف، كما شهدت منطقة جبل الزاوية جنوبي إدلب تحليق طيران أيضا.
ويأتي القصف في ظل وضع إنساني سيئ في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام، مع انتهاء الأسبوع الأول على الزلزال الذي ضرب المنطقة وأسفر عن وفاة وإصابة آلاف الأشخاص.
النظام يمنع وصول الأدوية إلى حلب
وفي شأن متصل، قالت وكالة أنباء هاوار المقربة من "قسد" إن النظام السوري يمنع وصول الأدوية إلى الصيدليات المرخصة حكوميا في مناطق "قسد" بحلب، بحجة أنها مناطق خارج سيطرة الحكومة، مشيرة إلى أن المنع قديم لكنه اشتد في الآونة الآخيرة وأدى إلى ارتفاع كبير في أسعار الأدوية المتوفرة بالسوق السوداء.
ونقلت الوكالة أن الحواجز التابعة لحكومة دمشق المنتشرة على الطريق الواصل بين مدينة حلب و"مقاطعة الشهباء"، منعت دخول الأدوية والمحروقات والمواد الغذائية منذ أكثر من 4 أشهر بشكل تام، بعدما كانت تسمح بمرور تلك المواد لقاء تلقي مبالغ مالية كبيرة، منذ 5 أعوام.
وذكرت مصادر مقربة من "قسد" لـ"العربي الجديد"، أن حيي الشيخ مقصود والأشرفية في مدينة حلب القابعين تحت سيطرة "قسد" يعانيان من حكومة النظام التي تعمل أيضا على تسييس المساعدات الإنسانية وهناك آلاف العوائل تعاني اليوم على خلفية الزلزال المدمر.
من جانبها، أعلنت "قسد" عن مقتل عنصر من عناصرها أمس في قصف من طائرة تركية مسيّرة طاول سيارة في ناحية عين العرب بريف حلب قرب الحدود السورية التركية.
مواصلة عمليات الإنقاذ
وفي الشأن ذاته، نقلت إذاعة شام إف إم المحلية أن فرق الإنقاذ والدفاع المدني واصلت عمليات البحث عن ناجين في جبلة وحلب، مشيرة إلى أنه لم يعثر على ضحايا أو ناجين مساء أمس.
وذكرت أن أعمال البحث عن ناجين وضحايا تحت الأنقاض استمرت في حي العسالية في مدينة جبلة بالتنسيق مع الدفاع المدني الإماراتي، فيما واصل فريق إنقاذ صيني عمليات البحث عن ضحية يحتمل وجودها أسفل أنقاض بناء منهار في حي صلاح الدين.
مساعدات لمناطق النظام
إلى ذلك، أكدت مصادر محلية من مناطق سيطرة النظام استمرار وصول المساعدات الإنسانية إلى تلك المناطق، وقالت المصادر لـ"العربي الجديد" إن قافلتي مساعدات عبرتا أمس الحدود السورية اللبنانية في حمص ووصلتا إلى مدينة حلب، كما وصلت طائرة ليبية أيضا إلى المدينة وثلاث طائرات جزائرية محملة بأطنان من المساعدات.
وذكرت المصادر أن قافلة مساعدات من أهالي محافظة درعا وأخرى من أهالي محافظة السويداء وصلتا أيضا إلى مدينة حلب لمساعدة الناجين من الزلزال المدمر، وضمت المساعدات أغذية وملابس.
وتابعت المصادر أن مساعدات أيضا وصلت إلى طرطوس وحماة قادمة من درعا والسويداء ودمشق، وكانت عشرات الطائرات القادمة من دول عربية وأجنبية قد وصلت خلال الأسبوع الماضي إلى المطارات في دمشق واللاذقية وحلب محملة بأطنان من المساعدات.
ويتهم ناشطون وسكان محليون قوات النظام بسرقة المساعدات أو توزيعها بشكل غير عادل في مناطق كثيرة، وذكرت مصادر لـ"العربي الجديد"، أن متنفذين محسوبين على النظام باعوا كميات كبيرة من المساعدات الغذائية للتجار في السوق، موضحين أن "سلعاً كثيرة مخصصة كمساعدات تباع الآن، مع عدم وصول مساعدات كافية لكثير من العائلات".