الانتخابات الألمانية: أكبر تكتل في البرلمان الأوروبي يستشعر الخطر ويتداعى لدعم حزب ميركل
استشعر المحافظون الأوروبيون الخطر الذي يطاول إحدى أهم ركائز قوتهم في أوروبا، الاتحاد المسيحي الديمقراطي الألماني، في استطلاعات، وتراجعه إلى المركز الثاني أمام الاشتراكي الديمقراطي، قبل قرابة أسبوعين من الانتخابات الألمانية المقررة يوم 26 سبتمبر/ أيلول الحالي.
وتداعى القادة الذين يضم حزبهم "الشعب الأوروبي"، أكبر كتلة في برلمان بروكسل، ولأول مرة منذ جائحة كورونا، إلى اجتماع للمجلس التنفيذي لمدة ثلاثة أيام في برلين بدأت أمس الخميس، وذلك لمناقشة مستقبل أوروبا مع برلمانات قوية، ومستقبل الديمقراطية المسيحية، إضافة إلى ملفات حماية المناخ وسياسة الهجرة وسيادة القانون.
ومع خطوة الدعم المحسوبة في التوقيت المحرج، أكدت المستشارة أنجيلا ميركل أنه "كان من الواضح للجميع في الاتحاد المسيحي بعد 16 عاما في الحكم أنه تكون هناك عودة إلى المستشارية تلقائيا ومن دون جهد".
بدروه، لم يتردد المستشار النمساوي سيباستيان كورتس في التحذير من "انتصارانتخابي لحكومة يسارية، وهذا يعني ألمانيا مختلفة وأوروبا مختلفة"، فيما حذر رئيس الوزراء الأيرلندي ليو فرادكار من أنه إذا لم تعد هناك أي حكومة ليبرالية محافظة في برلين، يمكن للاتحاد الأوروبي عندها الاعتماد فقط على دول البلطيق وغرب البلقان.
أما مرشح الاتحاد المسيحي أرمين لاشيت، فاستغل الاجتماع لصقل ملفه السياسي الأوروبي، وطالب دول الاتحاد الأوروبي بإبقاء تكتلهم قادرا في السياسة العالمية.
وعن وضع الاتحاد المسيحي، أشارت صحيفة "دي فيلت" إلى أن "الديمقراطيين المسيحيين الألمان يطلقون شعارات المثابرة والمضي قدما في المكافحة من أجل المنصب، بدلا من التعامل مع العجز الهيكلي، والذي يعود نوعا ما إلى الضغوط التي عاشها خلال السنوات الماضية من قبل اليمين الشعبوي من جهة، والليبراليين الاقتصاديين وحزب الخضر الذي استقطب الكثيرين من جيل الشباب من جهة أخرى".
وقد تحبط خسارة لاشيت خطط رئيس كتلة حزب "الشعب الأوروبي" مانفرد فيبر لوضع بصمته على سياسات الاتحاد الأوروبي المستقبلية، وهذا لا يمكن بدون حكومة فيدرالية يقودها اتحاد مسيحي ديمقراطي قوي في برلين، إذ إن هناك فقط 8 دول من أصل 27 دولة في الاتحاد الأوروبي لديها حاليا رؤساء حكومات تتبع "حزب الشعب"، ومن دون ألمانيا، لن يظل ثقل بينهم.
ويتزامن دعم المحافظين الأوروبيين الاتحاد المسيحي مع انتعاش طفيف للأخير في استطلاع للراي، أجراه معهد "يوغوف" ونشر اليوم الجمعة، حيث نال اتحاد ميركل 21% من الأصوات، بتقدم نقطة واحدة عن الأسبوع الماضي، إلا أن الاشتراكي تحسن أيضا نقطة مئوية ليبقي على الفارق بنسبة 5%. وأبرز المعهد المذكور أن أكثر من ثلث الذين تم استجوابهم ما زالوا مترددين في خياراتهم، فيما حلّ الخضر ثالثا بنسبة 15%، والبديل اليميني الشعبوي حقق 12%.
وفي هذا الإطار، ذكرت "شبيغل أونلاين" أن لاشيت لا تزال لديه فرصة ليصبح مستشارا، لأنه في ألمانيا، وعلى عكس الكثير من البلدان الأخرى، لا تتم انتخابات الرئيس من قبل الشعب، إنما من نواب الأحزاب، وإذا لم تكن هناك أخبار جوهرية جديدة، يمكن بسهولة للاشيت واتحاده المسيحي الديمقراطي تعويض الفارق الذي تظهره استطلاعات الرأي لصالح الاشتراكي الديمقراطي.