انتقادات فلسطينية لخطاب نتنياهو أمام الكونغرس: حافل بالأكاذيب

25 يوليو 2024
احتجاج أمام الكونغرس بالتزامن مع خطاب نتنياهو، 24 يوليو 2024 (الأناضول)
+ الخط -
اظهر الملخص
- **انتقادات فلسطينية لخطاب نتنياهو**: اعتبرت حماس والجهاد الإسلامي خطاب نتنياهو أمام الكونغرس مليئاً بالأكاذيب والافتراءات، ويعكس نية عدم التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في غزة.

- **ردود فعل القيادات الفلسطينية**: وصف قياديو حماس والجهاد الإسلامي الخطاب بأنه محاولة لتلميع صورة نتنياهو كمجرم حرب واستجلاب العطف من واشنطن، مؤكدين أنه يسعى لتفجير المنطقة وجرّ الولايات المتحدة إلى الحرب.

- **مواقف سياسية فلسطينية**: شدد نبيل أبو ردينة على ضرورة قيام دولة فلسطينية مستقلة، ووصف مصطفى البرغوثي ومحمد بركة خطاب نتنياهو بأنه "جلسة عار" ومهرجان للرقص على دم الشعب الفلسطيني.

عزت الرشق: خطاب المجرم نتنياهو حفلة أكاذيب واستخفاف بعقول العالم

جهاد طه: خطاب نتنياهو مسرحية استعراضية لتبرير مجازره ضد المدنيين

مصطفى البرغوثي: جلسة عار للكونغرس الأميركي لمجرم الحرب نتنياهو

توالت الانتقادات الفلسطينية لخطاب رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يوم الأربعاء، أمام الكونغرس الأميركي بمجلسيه، معتبرة أنه حافل بالأكاذيب ويكشف عن نيته عدم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة.

وعمّمت حركة حماس بياناً ردت من خلاله على بعض ما جاء في خطاب نتنياهو، وقالت إنه "كان الأولى اعتقال نتنياهو كمجرم حرب وتسليمه لمحكمة الجنايات الدولية، بدلاً من إعطائه فرصة لتلميع وجهه أمام العالم"، مشيرة إلى أنه حاول "اللعب على وتر دغدغة العواطف وقلب الحقائق والترويج لروایات کاذبة حول السابع من أكتوبر (تشرين الأول)".

وشددت على أن "خطاب نتنياهو يعكس عمق أزمته العسكرية والأمنية والدولية، حيث حاول التغطية عليها علناً بفلسفة الهزائم التي تكبدها جيشه في غزة"، معتبرة حديثه "عن جهود مكثفة لإعادة الرهائن محض كذب وتضليل للرأي العام الإسرائيلي والأميركي والعالمي، حيث أفشل كل الجهود الرامية إلى إنهاء الحرب وإبرام صفقة"، وقالت إن "تصوّرات مجرم الحرب نتنياهو حول مستقبل قطاع غزة هي محض أوهام وخيالات يحاول تسويقها"، قبل أن تؤكد أن "شعبنا الفلسطيني هو وحده من يملك تقرير مصيره ويحدد من يحكمه، وقد قرَّر الالتفاف حول خيار المقاومة".

من جهتها، قالت حركة الجهاد الإسلامي، في بيان لها، إن "خطاب نتنياهو مليء بالأكاذيب والافتراءات، سواء تلك التي تتعلق بمجريات معركة طوفان الأقصى، وترديده أكاذيب حول قطع الرؤوس وقتل الأبرياء ثبت كذبها عبر وسائل إعلام العدو قبل غيرها، أو تلك المتعلقة بالسرد التاريخي".

وأضاف البيان أن "نتنياهو أثبت في خطابه أن كيانه الهش يستمد وجوده من الحروب؛ وهو إذ وضع كيانه في خدمة السياسات والأطماع الغربية، متحدثاً عن صراع الغرب والشرق، فقد أثبت أن هذا الكيان لا يعيش إلا على سفك الدماء وتحريض الشعوب بعضها ضد بعض، وهو ما يؤكد أن وجود هذا الكيان هو خطر على البشرية جمعاء".

كما أوضح البيان أن "أكاذيب نتنياهو بأن جيشه لم يقتل مدنياً واحداً في الهجوم على رفح، ولا يمارس حرب تجويع وإبادة ضد قطاع غزة، يدل على استهزائه بالعالم وبامتهانه الأكاذيب بلا خجل". وأكد البيان أن نتنياهو "بيّن في خطابه بكل وضوح أنه ليس في وارد إنهاء عدوانه على غزة، ولا وقف الحرب، وأن مسعاه هو الحصول على تفويض أميركي بتوسيع رقعة الحرب لتشمل المنطقة كلها، ما يثبت عقليته المتعطشة للدماء التي يقتات عليها كيانه ومستقبل نتنياهو السياسي".

واعتبر عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، علي أبو شاهين، أن خطاب نتنياهو أمام الكونغرس كان هدفه استجلاب العطف من واشنطن بعدما فقد التأييد الدولي. وأكد أبو شاهين، في تصريح نشرته الحركة على حسابها بمنصة "تليغرام"، أن نتنياهو "يسعى إلى تفجير المنطقة وجرّ الولايات المتحدة إلى الحرب"، مضيفاً: "من الواضح أن نتنياهو لا يريد وقف حرب الإبادة ضد شعبنا في قطاع غزة"، وأوضح أن "طلب نتنياهو تسريع الدعم العسكري الأميركي لإسرائيل هو اعتراف صريح بالفشل".

وشدّد أبو شاهين على أن "حديث نتنياهو حول مستقبل قطاع غزة يؤكد سعيه إلى إدامة الاحتلال"، مؤكداً أن "اليوم التالي للحرب في غزة هو شأن فلسطيني، وأن مخططات نتنياهو ستفشل" أمام صمود الشعب الفلسطيني ومقاومته. وحذّر أبو شاهين من تحريض نتنياهو على المنظمات الدولية والرأي العام العالمي المناهض للحرب.

وقال القيادي في حركة حماس، عزت الرشق، في منشور على تليغرام، إن "خطاب المجرم نتنياهو حفلة أكاذيب واستخفاف بعقول العالم". بدوره، قال الناطق باسم حماس، جهاد طه، في تصريحات صحافية، إن خطاب نتنياهو أمام الكونغرس "مسرحية استعراضية لتبرير مجازره ضد المدنيين"، مضيفاً أن "نتنياهو ألقى خطاب المهزوم أمام الكونغرس، بعد أكثر من تسعة أشهر من صمود المقاومة"، وتابع: "نشيد بالاحتجاجات والتظاهرات التي رافقت خطاب نتنياهو، التي دعا خلالها المشاركون إلى وقف العدوان ومسلسل المجازر".

إلى ذلك، قال القيادي في حركة حماس، سامي أبو زهري، لوكالة "رويترز"، إن التحالف مع نتنياهو "من أي طرف خيانة لدماء الشهداء"، مشيراً إلى أن خطابه أمام الكونغرس يظهر أنه "لا يريد التوصل إلى صفقة وقف إطلاق نار" في غزة، وتابع: "خطاب نتنياهو مليء بالأكاذيب، ولن يفلح في التغطية على الفشل في مواجهة المقاومة، أو التغطية على جرائم حرب الإبادة التي يمارسها جيشه ضد الشعب في قطاع غزة".

من جانبه، قال المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، إن الحل الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط يتمثل في قيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية. وأضاف متحدثاً لرويترز، رداً على ما جاء في خطاب نتنياهو: "الشعب الفلسطيني وممثله الشرعي والوحيد منظمة التحرير الفلسطينية هو فقط من يقرر من يحكمه". وكان نتنياهو قد قال في الخطاب: "يجب أن تكون لغزة إدارة مدنية يديرها فلسطينيون لا يسعون لتدمير إسرائيل".

في الأثناء، هاجم الأمين العام لحزب المبادرة الوطنية الفلسطينية، مصطفى البرغوثي، ما وصفها بـ"جلسة العار" لنتنياهو أمام الكونغرس الأميركي، وإن خطابه "حافل بالأكاذيب" وإن الحضارة التي يدّعيها إنما هي "انحطاط". وقال البرغوثي في بيان: "جلسة عار للكونغرس الأميركي لمجرم الحرب نتنياهو الذي يرتكب جرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي والعقوبات الجماعية والتجويع".

وأضاف أن "الحضارة التي يدّعيها نتنياهو ليست حضارة، بل انحطاط قتل 48 ألف فلسطيني في غزة، وانحطاط قتل 17 ألف طفل وبتر أيدي وأرجل 1200 طفل فلسطيني، وترحيل مليوني فلسطيني بعد هدم بيوتهم"، وأشار إلى أن "خطاب نتنياهو حافل بالأكاذيب، وقد تفوق في أكاذيبه على داعية الإعلام النازي غوبلز، إذ يقول إن إسرائيل توصل المساعدات، والعالم كله يكذب ذلك".

بركة: خطاب نتنياهو في الكونغرس هو مهرجان رقص على دم الشعب الفلسطيني

من ناحيته، قال رئيس لجنة المتابعة العليا في الداخل الفلسطيني، محمد بركة، إن خطاب نتنياهو "كان عملياً مهرجاناً للرقص على دم الشعب الفلسطيني، شارك "الابتهاج" فيه قطبا العدوان وحرب الإبادة الإسرائيلية الأميركية، وبدا فيه أعضاء الكونغرس كدمى في مسرح عرائس".

وأضاف بركة في بيان اليوم الخميس، أن مطالبة نتنياهو بالمزيد من الأسلحة الأميركية "هو عملياً بمثابة إعلان سافر عن نية إسرائيل في استمرار العدوان والإبادة ضد شعبنا الفلسطيني، وعدم الالتزام بوقف إطلاق النار". وتابع قائلا: "خطاب مجرم الحرب نتنياهو محشو بالأكاذيب والتزوير، ومحاولة للتعمية على جرائم الهدم والخراب والتجويع، والتهجير، والتعذيب، والاعتقال".

واعتبر بركة هجوم نتنياهو على حركة الاحتجاج الشعبية الواسعة في أميركا والعالم ضد حرب الإبادة، دلالة "على هلع مؤسسات التضليل الإسرائيلية والأميركية، التي فشلت فشلاً ذريعاً في اغتيال حقيقة الجرائم الرهيبة ضد الشعب الفلسطيني".

وفي خطابه قال نتنياهو: "من أجل أن تنتصر قوى التحضر يتعين على الولايات المتحدة وإسرائيل أن تقفا جنباً إلى جنب"، وفق تعبيره، وطالب الولايات المتحدة بتقديم المزيد من الأسلحة إلى إسرائيل، لمواصلة الحرب الوحشية التي تشنها تل أبيب على غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وقال: "أريد أن أشكر (الرئيس الأميركي جو) بايدن على نصف قرن من الدعم لإسرائيل - وقد قال عن نفسه إنه رئيس صهيوني فخور".