قالت السلطات العراقية في بغداد، اليوم الجمعة، إنها سلّمت دعوة رسمية لشيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب لزيارة العراق، مؤكدة أن الأخير رحب بالدعوة الموجهة له من رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي، ورئيس البرلمان محمد الحلبوسي.
يأتي ذلك بعد أيام قليلة من اختتام بابا الفاتيكان زيارة وصفت بالتاريخية إلى العراق، واستمرّت أربعة أيام وزار خلالها خمس مدن عراقية مختلفة، وحظيت الزيارة بترحيب شعبي ورسمي واسع في البلاد.
وقال بيان لديوان الوقف السني في العراق نقلته وكالة الأنباء العراقية (واع)، إن رئيس ديوان الوقف السني سعد كمبش التقى شيخ الأزهر الشريف الدكتور أحمد الطيب في العاصمة المصرية القاهرة. وذكر البيان أن رئيس الديوان نقل تحيات وتمنيات رئيسي الحكومة والبرلمان العراقيين إلى الشيخ أحمد الطيب، واعتزاز العراق حكومة وشعباً بالأزهر الشريف تاريخاً ومكانة مرموقة بين المسلمين".
وأشار إلى تسليم شيخ الأزهر رسالتين خطيتين من الكاظمي والحلبوسي تجددان الدعوة لفضيلته لزيارة العراق. ولفت البيان إلى أن "فضيلة الإمام الأكبر أعرب عن سعادته الغامرة لما تضمنته هاتان الرسالتان من معانٍ عميقة الدلالات، ومن صدق المشاعر النبيلة تجاه الأزهر الشريف، مرحباً بالدعوة".
وكشف عن مناقشة إيفاد طلاب عراقيين إلى جامعة الأزهر، وتوسيع خطة قبولهم مع تحمل بغداد مصاريفهم وتلبية احتياجاتهم.
وحول الدعوة الرسمية، اعتبر عضو لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي ملحان المكوطر، الزيارة بأنها "لا تقل أهمية عن زيارة البابا إلى العراق"، مضيفاً أن "البلاد بحاجة إلى مثل هذه الزيارات، لأنها ستفتح أبواب العراق بشكل أكبر نحو الخارج على مختلف الأصعدة"، وفقاً لقوله. وأضاف لـ"العربي الجديد"، أن "زيارة كبار رجال الدين في العالم ومن مختلف الديانات، فيها دعم معنوي كبير للعراق والعراقيين، وتبين مكانة العراق وتنوعه بمختلف الأديان، وهذه الزيارات تؤكد أن العراق يستعيد عافيته"، وفقاً لقوله.
وشدد النائب العراقي على أن "الحكومة العراقية مطالبة باستغلال هذه الزيارات الكبيرة بالشكل الصحيح، واستثمارها في دعم العراق دولياً على مختلف الأصعدة، خصوصاً في ما يتعلق بالإعمار والاستثمار، وغيرها من المجالات، التي يحتاجها العراق من أجل التعافي بشكل أكبر".
من جهته، قال المحلّل السياسي العراقي أحمد الشريفي في حديث مع "العربي الجديد"، إن "زيارة هكذا شخصيات دينية عالمية إلى العراق، تعطي البلاد دعماً قوياً، وتدفع إلى وقوف العالم مع العراق في أي أزمة يمرّ بها، فهي مهمة جداً وبغداد بحاجة لها".
وبين الشريفي أن "الخلل يكون دائماً ما بعد هكذا زيارات مهمة، فالحكومة العراقية والجهات المختصة لا تعرف كيف تستغل هذه الزيارات، ولهذا منذ اختتام البابا زيارة العراق، لم نرَ أي نتائج ملموسة على أرض الواقع، على الرغم من وجود ترحيب عالمي بهكذا زيارة، لكن بغداد لم تعرف كيف تستثمرها لصالحها". وأضاف أن "العراق ما زال بحاجة إلى الدعم الدولي من أجل استعادة وضعه الطبيعي في المنطقة، ولهذا هو بحاجة إلى دعم من قبل الشخصيات الدينية العالمية المختلفة، وزيارة البابا والزيارة المرتقبة لشيخ الأزهر ستدفعان العالم العربي والإسلامي والغربي إلى الاستمرار في دعم العراق، لكن يجب على الحكومة العراقية معرفة كيف تستثمر تلك الزيارات، ولا تجعلها عبارة عن زيارات بروتوكولية لا فائدة منها"، وفقاً لقوله.