اتفق، اليوم الأربعاء، رئيسا حكومتي بغداد وأربيل محمد شياع السوداني ومسرور البارزاني، على أهمية حل الملفات الخلافية بين الجانبين، وسط تأكيدات كردية لدعم حكومة السوداني.
وكان رئيس إقليم كردستان، نيجيرفان البارزاني، قد بحث في بغداد في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، مع السوداني والقادة العراقيين الآخرين والأطراف السياسية، حل الملفات العالقة بين الإقليم وبغداد، وضبط الحدود، إلا أن الحوارات شهدت جموداً على إثر خلافات بين الحزبين الكرديين الرئيسين، الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني وعدم توافقهما بشأن كثير من الملفات المشتركة، ما أثر على سير الحوار.
وفي وقت سابق من اليوم الأربعاء، وصل البارزاني إلى العاصمة بغداد، والتقى فور وصوله السوداني، وبحثا أهم الملفات العالقة.
وحضر الاجتماع من حكومة بغداد نائب رئيس الوزراء وزير التخطيط، ونائب رئيس الوزراء وزير النفط، ووزيري المالية والإعمار والإسكان والبلديات، ورئيس ديوان الرقابة المالية الاتحادي، ومسؤول المنافذ الحدودية، والمستشار الاقتصادي لرئيس مجلس الوزراء، ورئيس الدائرة القانونية في الأمانة العامة لمجلس الوزراء، ومدير عام شركة سومو المسؤولة عن تسويق النفط، في حين ضم وفد إقليم كردستان وزير المالية والاقتصاد، ووزير الكهرباء والموارد الطبيعية، ورئيس ديوان مجلس الوزراء الإقليم، ومدير مكتب رئيس وزراء الإقليم وممثل حكومتها في بغداد.
ووفقاً لبيان صادر عن المكتب الإعلامي لرئاسة الوزراء العراقية، فإن "الاجتماع شهد مناقشات مستفيضة بشأن قانون الموازنة الاتحادية العامة لسنة 2023، والتأكيد على سرعة حسمها، ليتسنى تنفيذ الخطط الاستراتيجية، والبرامج والمشاريع في مجال الخدمات والاقتصاد والاستثمار، وغيرها من الملفات".
رئيس مجلس الوزراء يستقبل رئيس حكومة إقليم كردستان العراق @masrourbarzani والوفد المرافق له.
— المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء 🇮🇶 (@IraqiPMO) January 11, 2023
وجرى خلال اللقاء استعراض أهم الملفات على المستوى الوطني، وسبل التكامل في عمل الحكومة الاتحادية وحكومة الإقليم على سبيل تقديم أفضل الخدمات للمواطنين في جميع أنحاء ومحافظات العراق. pic.twitter.com/tdH81fzhHZ
كما تناول الاجتماع عدداً من القضايا الخلافية بين بغداد وأربيل، لا سيما ما يتعلق بقانون النفط والغاز، والتأكيد على حلّها وفقاً لما جاء في الدستور.
حكومة الإقليم من جهتها، أكدت في بيان أن "الاجتماع شهد تأكيداً متبادلاً على أهمية حل المشكلات بين الإقليم وبغداد على أساس الدستور والمنهاج الوزاري".
وأشار رئيس حكومة الإقليم إلى أن "هناك سبلاً عديدة لحل المشكلات إذا ما توفرت النية بشأن ذلك، ولدينا اتفاق الأطراف السياسية والمنهاج الوزاري الحكومي لحل تلك المشكلات العالقة".
ويأمل الكرد حل المشاكل العالقة مع بغداد، لا سيما بعدما وضعوا شروطاً عدة، على تحالف "الإطار التنسيقي"، مقابل القبول بالتصويت على حكومة محمد شياع السوداني، وقد وعد "الإطار" بحل تلك المشاكل.
من جهتها، أكدت رئيسة كتلة الحزب الديمقراطي الكردستاني في البرلمان العراقي فيان صبري، دعم الإقليم للحكومة العراقية وقالت في تصريح لمحطة إخبارية كردية، إن "زيارة البارزاني اليوم إلى بغداد مهمة، وتأتي في توقيت حساس، فهناك مواد في المنهاج الوزاري للحكومة الجديدة متعلقة بإقليم كردستان"، مبينة أن "من المواضيع الحساسة جداً موضوع الموازنة، حيث يتوقع أن يقدم مجلس الوزراء في هذه الأيام مشروع قانون موازنة 2023 إلى مجلس النواب".
وأضافت أنه "ورد في المنهاج الوزاري أن أي قرار، مرتبط بإقليم كردستان يجب أن يصدر من خلال التنسيق بين حكومتها وحكومة بغداد".
وتعد الملفات العالقة بين بغداد وأربيل، إحدى أبرز المشاكل التي تواجهها الحكومات العراقية المتعاقبة، ومن أهم تلك الملفات التي تحتاج إلى حوار وتفاهمات مشتركة، مرتبات موظفي إقليم كردستان العراق، والتنسيق الأمني في المناطق المتنازع عليها، والاتفاق على آلية تصدير النفط من حقول الإقليم.