قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، اليوم الثلاثاء، إن الدول العربية ليست حريصة على المشاركة في إعادة إعمار غزة إذا كان القطاع الفلسطيني "سيُسوى بالأرض" مجدداً في بضعة أعوام.
ونادى وزير الخارجية الأميركي، لشبكة "سي.إن.بي.سي" خلال مقابلة في دافوس في معرض حديثه عن الحرب الإسرائيلية على غزة المتواصلة منذ أكثر من 100 يوم، بضرورة التطرق لقضية إقامة الدولة الفلسطينية.
وذكر بلينكن، لشبكة "سي.إن.بي.سي": "تقول الدول العربية "عليكم حلّ القضية الفلسطينية"، تقول "انظروا، لن نتدخل في أمور، منها على سبيل المثال، إعادة إعمار (قطاع) غزة إذا كانت ستسوى بالأرض مجددا خلال عام أو خمسة أعوام، ثم يُطلب منا إعادة إعماره من جديد".
رؤية واشنطن لـ"اليوم التالي"
من جانبه، قال مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، إن رؤية واشنطن لما بات يعرف بـ"اليوم التالي" للحرب في غزة "تشمل التطبيع الإقليمي والأمن لإسرائيل ودولة للفلسطينيين".
وأضاف في تصريح له: "نعمل على مسار التطبيع مع الشركاء في المنطقة. سنواصل العمل مع باقي الدول لتأمين الإفراج عن الأسرى في غزة وضمان وصول الغذاء إلى الشعب الفلسطيني".
ووقعت ثلاث دول عربية هي الإمارات والبحرين والمغرب في 2020 على اتفاقات لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، منضمة بذلك إلى مصر والأردن، اللتين تربطهما معاهدتا سلام مع الدولة العبرية منذ عامي 1979 و1994.
وكان موقع "أكسيوس" الإخباري الأميركي قد كشف أخيراً أن زيارة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى إسرائيل، الأسبوع الماضي، أدت إلى تفاقم الإحباط داخل البيت الأبيض ووزارة الخارجية من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وقال الموقع إنّ الرئيس الأميركي جو بايدن بدأ يشعر بالإحباط من نتنياهو، بعد رفض الأخير معظم طلبات الإدارة الأميركية بشأن الحرب على غزة.
وبحسب تقرير "أكسيوس"، فإن بايدن ومستشاريه يشعرون بأن إسرائيل لا تفعل ما يكفي للسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، كما أنهم يشعرون بالإحباط بسبب عدم رغبة نتنياهو مناقشة خطط "اليوم التالي" من الحرب بجدية، ورفضه الخطة الأميركية الخاصة بإصلاح السلطة الفلسطينية ليكون لها دور في قطاع غزة.
وكان بلينكن، الذي زار عدة دول عربية قبل أن يتوجه إلى إسرائيل، قد قال للمسؤولين الإسرائيليين إنّ "الدول العربية لن تقوم بإنقاذهم" في إعادة بناء غزة وإدارتها، في حال لم تسمح إسرائيل للسلطة الفلسطينية بإدارة القطاع.
(رويترز، العربي الجديد)