أكد مصدر من الرئاسة التونسية لـ"العربي الجديد" أن رئيس الجمهورية قيس سعيّد بدأ، اليوم الثلاثاء، اجتماعا خاصا مع عدد من رؤساء الحكومات السابقين بحضور رئيس الحكومة الحالية هشام المشيشي.
وأوضح المصدر، الذي اشترط عدم ذكر اسمه، أن الاجتماع يأتي في إطار الحوار بغاية الاستماع والتشاور حول الأزمة السياسية الحالية وبحث سبل الخروج منها، مؤكدا أن الرئاسة ستنشر تفاصيل الاجتماع حال نهايته.
ويجرى الحديث منذ أيام في تونس عن وجود بوادر لحلحلة الأزمة السياسية المستفحلة في البلاد منذ أشهر، من خلال التأكيد على قبول سعيّد مبادرة اتحاد الشغل، ولكن قياديا بارزا من حركة "النهضة" قال لـ"العربي الجديد" إن هذه المبادرة لم تتضح بعد، ولم تصل إليهم تفاصيل بشأنها.
وأكد القيادي، الذي اشترط كذلك عدم ذكر اسمه، حضور رئيس الحكومة الأسبق ونائب رئيس حركة "النهضة" علي العريض أطوار الاجتماع الجاري حاليا بالرئاسة.
وكان النائب عن حزب "قلب تونس" محمد السخيري قد أكد في تصريح سابق، لـ"العربي الجديد"، وجود مؤشرات جدية بخصوص إمكانية الشروع في حوار وطني طال انتظاره، متحدثا عن مشاورات لكسر الجليد بين الرئاسات الثلاث (الجمهورية والحكومة والبرلمان)، وذلك "حفاظا على مؤسسات الدولة" على حد تعبيره.
وأضاف أن "الهدف هو بناء تونس جديدة والدفع نحو الحوار الوطني"، مبيناً أن هناك "مساعي من قبل نواب ومن حزب قلب تونس لتقريب وجهات النظر والرؤى وبحث هدنة سياسية ووضع مصلحة الشعب التونسي فوق كل اعتبار".
وكشف وجود "مشاورات لفتح قنوات اتصال مع رئيس الجمهورية والتباحث حول المشاكل العالقة، وهناك دفع وتنسيق للذهاب نحو الحوار الوطني".
ويتابع التونسيون بقلق كبير القطيعة الحاصلة بين رئيس الجمهورية ورئيس البرلمان راشد الغنوشي والمشيشي، ودخول البلاد في أزمة سياسية عميقة أثرت على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والصحية، وأصبحت تهدد مستقبل التجربة الديمقراطية في تونس.