بوتين يحذر من حرب شاملة في المنطقة

25 أكتوبر 2024
بوتين يرد على أسئلة الصحافيين خلال مؤتمر على هامش قمة بريكس، 24 أكتوبر 2024 (الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من تحول النزاع في الشرق الأوسط إلى حرب شاملة، ودعا الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى وقف إطلاق النار في غزة وإعادة إطلاق حل الدولتين، بينما انتقد الرئيس الإيراني دور مجلس الأمن الدولي.

- التقى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس بالرئيس بوتين، داعيًا إلى سلام عادل في أوكرانيا ووقف الأعمال العدائية في غزة ولبنان، وأكد استعداده للوساطة بين الأطراف المتنازعة.

- تزامنت القمة مع تقارير عن إرسال كوريا الشمالية جنودًا إلى روسيا وزيادة الإنفاق الدفاعي الروسي، بينما دعا رئيس الوزراء الهندي إلى إنهاء القتال في أوكرانيا، وشهدت القمة انضمام دول جديدة إلى مجموعة بريكس.

حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس الخميس، من أنّ النزاع الحالي في الشرق الأوسط "يوشك أن يتحوّل حربا شاملة". جاء ذلك خلال المؤتمر الصحافي الختامي لقمة مجموعة بريكس في قازان.

وعلى هامش القمة، عقد بوتين، الخميس، اجتماعا مع عباس. وقال بوتين لعباس، بحسب وكالة فرانس برس: "منذ لقائنا الأخير (في أغسطس/آب في موسكو)، لم يتحسّن الوضع... على العكس، لقد تدهور".

وحذّر الرئيس الصيني شي جين بينغ من "تحديات خطرة" يواجهها العالم وأمل بأن تكون بلدان "بريكس" "قوّة تجلب الاستقرار من أجل السلام"، وقال "علينا مواصلة الضغط من أجل وقف لإطلاق النار في غزة وإعادة إطلاق حل الدولتين ووقف اتساع رقعة الحرب في لبنان. ينبغي أن تتوقف المعاناة والتدمير في فلسطين ولبنان".

وانتهز الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان المناسبة للتنديد بدور مجلس الأمن الدولي قائلا إن المنظمات الدولية وخصوصا الأمم المتحدة "لا تتمتع بالفاعلية اللازمة لإخماد نيران هذه الأزمة".

تنديد روسي أوكراني بلقاء بوتين وغوتيريس

وقبيل تصريحات بوتين، ناشد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس الأطراف تحقيق "سلام عادل" في أوكرانيا. كما طالب غوتيريس خلال القمة بـ"وقف فوري للنار في غزة وإطلاق سراح الرهائن والوقف الفوري للأعمال العدائية في لبنان". وهذه أول زيارة لروسيا يجريها غوتيريس منذ إبريل/نيسان 2022.

وسبق لغوتيريس أن انتقد العملية العسكرية الروسية وضمّ موسكو أراضي أوكرانية، لكنّ القتال يتواصل للعام الثالث تواليا، وقال أثناء القمة "نحتاج إلى سلام في أوكرانيا. سلام عادل يتوافق مع ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي وقرارات الجمعية العامة" للأمم المتحدة، وشدد على وجوب احترام "مبادئ السيادة وسلامة الأراضي والاستقلال السياسي لجميع الدول".

وأسفت المعارضة الروسية يوليا نافالنايا التي تقيم في المنفى لقيام غوتيريس بمصافحة بوتين، وكتبت على منصة إكس "إنه العام الثالث للحرب، والأمين العام للأمم المتحدة يصافح قاتلا". ودعا قادة آخرون أثناء القمة إلى وقف العدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان، فيما اتّهم الرئيس الفلسطيني محمود عباس الاحتلال الإسرائيلي بالعمل على تجويع المدنيين في غزة وإخراجهم من القطاع.

ونددت أوكرانيا بقرار غوتيريس لقاء "المجرم بوتين"، على حد وصفها. وقال المتحدث باسم غوتيريس إن الأمين العام مستعد لعرض وساطته عندما يكون الطرفان على استعداد لذلك. ودان الأمين العام للأمم المتحدة في الماضي العملية العسكرية الروسية وزار مناطق في أوكرانيا حيث اتُّهمت القوات الروسية بارتكاب فظاعات، كما أدى دور الوسيط في اتفاق سمح لكييف بتصدير حبوب من موانئها على البحر الأسود بشكل آمن، علما أنه كان الاتفاق الدبلوماسي الأهم بين روسيا وأوكرانيا في ظل النزاع. لكن لم تُجرَ أي اتصالات مباشرة تذكر بين الطرفين مذّاك، فيما تتقدّم موسكو بشرق أوكرانيا منذ شهور. وطالب بوتين كييف بالتخلي عن أراضٍ باعتبار ذلك شرطاً مسبقاً لوقف إطلاق النار.

وعقِدت قمة بريكس في وقت تساءلت فيه الولايات المتحدة عن سبب إرسال كوريا الشمالية آلاف الجنود إلى روسيا، مرجّحة احتمال نشرهم للقتال بأوكرانيا. وأتى اللقاء بين غوتيريس وبوتين غداة تأكيد الولايات المتحدة أنها تعتقد أن "آلاف" الجنود الكوريين الشماليين يتلقون التدريب في روسيا.

وقال مسؤول أميركي رفيع "لا نعرف ما ستكون عليه مهمّتهم وما إذا كانوا سيذهبون للقتال في أوكرانيا". وردا على سؤال بشأن مسألة الجنود الكوريين الشماليين، لم ينفِ بوتين المعلومات المنشورة بهذا الشأن، متجنبا في الوقت نفسه الإدلاء برد مباشر، وقال "لم نشكّ أبدا في أنّ الكوريين الشماليين يتعاملون بجدية مع اتفاقاتنا (للتعاون)"، مضيفا "هذه شؤوننا الخاصة". وكانت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية قد أعلنت، الأربعاء، أنه يتعيّن "سؤال بيونغ يانغ" بشأن تحرّكات جنودها، رافضة تأكيد الاتهامات أو نفيها.

في الأثناء، أقر البرلمان الروسي، أمس الخميس، موازنة تنص على زيادة الإنفاق الدفاعي بنحو 30%. ويواجه بوتين أيضا دعوات من حلفاء أمثال رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي ورئيس جنوب أفريقيا سيريل رامابوزا لوضع حد للقتال في أوكرانيا.

يُذكر أن قمة بريكس التي احتضنتها مدينة قازان، عاصمة جمهورية تتارستان، الواقعة على بعد نحو 800 كيلومتر شرقي موسكو، كانت القمة الأولى التي جرت بتشكيلة موسعة بعد انضمام مصر وإيران والإمارات والسعودية وإثيوبيا إلى المجموعة المكونة أساسا من البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا.

(فرانس برس، العربي الجديد)

المساهمون