دعا رئيس الحكومة الإسرائيلية نفتالي بينت، في مستهل جلسة الحكومة الأسبوعية، اليوم الأحد، الدول المتفاوضة مع إيران إلى اعتماد خط متشدد معها في المفاوضات النووية التي تجرى في فيينا.
وقال بينت، بحسب ما أوردت وسائل إعلامية إسرائيلية مختلفة، إن كل الدول التي تتفاوض مع إيران يجب أن تلتزم بخط متشدد، وأن توضح لإيران أنه لا يمكن بالوقت نفسه أن تعمل على تخصيب اليورانيوم وأن تتفاوض مع الدول.
وأضاف "هذا هو الوقت المناسب لاستخدام وسائل أخرى مقابل الاندفاع الإيراني في مجال التخصيب. عليها أن تدفع أثماناً عن كل خرق تقوم به".
بدوره، نقل موقع "معاريف" أن بينت قال أيضاً إن "الجولة الأولى من المفاوضات بين إيران والدول العظمى في فيينا انتهت دون نتائج".
وأضاف "الإيرانيون يتفاوضون بمهارة وقد تراجعوا عن التفاهمات السابقة ووصلوا إلى المفاوضات بتوجه متشدد وعدواني. وقد رأينا مثالاً على ذلك عندما نشر خلال المحادثات أنهم بدأوا بتخصيب اليورانيوم بنسبة 20% في منشأة تحت الأرض".
وتابع "أدعو جميع الدول المتفاوضة مع إيران في فيينا إلى أن توضح لإيران أنه لا يمكن تخصيب اليورانيوم وبالوقت نفسه إجراء مفاوضات".
وشدد على أنه "يجب أن تبدأ إيران بدفع ثمن انتهاكاتها. هدف النظام الإيراني هو رفع العقوبات، هذا هو هدفهم. وأن يواصلوا فعل كل ما يستطيعون القيام به الآن، هم يريدون تعزيزات بمليارات الدولارات، ودعماً لنشاطهم. نحن نجري حواراً مع الولايات المتحدة والبريطانيين وفرنسا وروسيا".
وفي سياق متصل، كانت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية قد أفادت في تقرير نشرته، اليوم الأحد، بأن تل أبيب رصدت في الأيام الأخيرة حرجاً لدى الوفد الأميركي في ظل المواقف المتشددة التي عرضها الوفد الإيراني في جولة المفاوضات النووية مع الدول الغربية، في فيينا، والتي انتهت الخميس الماضي.
وادعى التقرير أن الولايات المتحدة لم تتوقع هذا التشدد، مشيراً إلى التصعيد الإسرائيلي والتحذيرات من مخاطر تقديم تنازلات أميركية في كل ما يتعلق برفع العقوبات والقيود المفروضة على إيران.
وذكر أن رئيس الحكومة الإسرائيلية نفتالي بينت أجرى اتصالاً هاتفياً، الأسبوع الماضي، مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، طالب فيه الإدارة الأميركية بالانسحاب من المحادثات، بادعاء أن كل ما تريده إيران من المفاوضات هو رفع العقوبات والقيود الاقتصادية المفروضة عليها.
واعتبر تقرير الصحيفة أن المطلب الإيراني يهدف أساساً لطمأنة المستثمرين والشركات الأجنبية التي ترغب في العودة للنشاط التجاري والاقتصادي مع إيران.
ونقلت الصحيفة العبرية عن مصدر رفيع المستوى في إسرائيل قوله إن "الأميركيين في حالة حرج لأنهم لم يتوقعوا هذا التشدد الإيراني في كل ما يتعلق بالعودة للاتفاق النووي الذي أبرم عام 2015".
وبحسب التقرير فإن التصريحات المتشددة في نهاية الأسبوع الصادرة عن وزير الخارجية الأميركي مردها بالأساس التشدد في المواقف من قبل الدول الأوروبية، وتحديداً فرنسا وبريطانيا، بفعل الزيارة التي قام بها الأسبوع الماضي وزير الخارجية الإسرائيلي إلى باريس ولندن.
ويصل التحليل الذي نشره يهونتان هيس إلى القول: "إن إسرائيل رصدت الحرج الأميركي في ما يتعلق بمستقبل المباحثات مع إيران، وهو ما يشكّل حالياً نافذة لإسرائيل للتأثير على القرارات في فيينا ودفع الولايات المتحدة لترك المباحثات".
وفي السياق، نقلت الصحيفة عن مصدر أميركي رفيع المستوى انتقاداته للموقف الأميركي في المفاوضات، مبينة أنه تحدث للصحافيين أمس السبت في إحاطة عما حدث في المفاوضات.
وبحسب هذا المسؤول الأميركي رفيع المستوى، الذي لم يكشف عن هويته: فإن الولايات المتحدة لن تواصل المشاركة في المفاوضات إلى الأبد، وأنه إذا تبين لنا أن إيران لا تعتزم التوصل إلى اتفاق نووي، فيتوقع أن يتم فرض عقوبات إضافية.
ولفتت الصحيفة إلى أنه من المقرر أن يقوم رئيس الموساد الإسرائيلي، دافيد برنيع، اليوم، بزيارة إلى الولايات المتحدة لإجراء محادثات وصفت بأنها "مهمة للغاية" مع مسؤولين كبار في الإدارة الأميركية.
وسيحاول برنيع إقناع الطرف الأميركي بعدم الدفع باتجاه اتفاق مرحلي أو جزئي، وتجنيد المجتمع الدولي لفرض عقوبات مشددة تضطر إيران إلى التراجع عن مشروعها النووي.