أكد الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، الجمعة، أن بلاده ترغب في أن تكون القمة العربية المقررة في مارس/ آذار المقبل في الجزائر، قمة جامعة يعود فيها النظام السوري، فيما أكد أن عودة العلاقات بين الجزائر وفرنسا إلى طبيعتها مرتبطة بقبول باريس إقامة علاقة ندية.
وقال تبون في حوار تلفزيوني بثه التلفزيون الرسمي ليلة الخميس، إن بلاده تطمح لأن تكون القمة العربية المقبلة قمة لـ"لمّ الشمل"، مشيرًا إلى أن "الجزائر بلد جامع للفرقاء"، معبرًا عن رغبته في أن تحسم القمة المقبلة لصالح عودة النظام السوري إلى الجامعة العربية.
وجدد تبون الدعوة إلى إدخال إصلاحات على الجامعة العربية، مؤكدًا أن "الجامعة العربية لم تتغير منذ 1948. الأمم المتحدة تغيرت والمنظمة الأفريقية تغيرت إلى الاتحاد الأفريقي، بينما الجامعة العربية بقيت على حالها".
وبشأن الأزمة الدبلوماسية الراهنة بين الجزائر وفرنسا، قال تبون "لكي تعود العلاقات إلى وضعها الطبيعي بين الجزائر وفرنسا يجب أن يفهم الطرف الفرنسي أن التعامل بندية ضرورة، وليس استفزازا"، مضيفا "لدينا 5.6 ملايين شهيد (...) نحن أقوياء بأنفسنا ولسنا بحاجة إلى أحد، ولن أسمح لأحد بأن يفرض أي شيء".
واستدعت الجزائر سفيرها في فرنسا للتشاور منذ الثاني من أكتوبر/ تشرين الأول، على خلفية تصريحات مثيرة للجدل أطلقها الرئيس إيمانويل ماكرون بحق تاريخ الجزائر والنظام السياسي، كما أقدمت الجزائر على منع عبور الطائرات العسكرية الفرنسية في الأجواء الجزائرية، عدا عن تجميد الرد على الاتصالات والمراسلات الرسمية الواردة من الخارجية الفرنسية، وتجميد زيارات الوفود الرسمية من وإلى فرنسا.
وحول زيارة وزير الأمن الإسرائيلي إلى المغرب وتوقيع اتفاقيات عسكرية وأمنية مع الرباط، قال تبون "للأسف لأول مرة منذ خلق الكيان الصهيوني عام 1948 يأتي وزير إسرائيلي إلى دول عربية ويهدد بلدا عربيا آخر"، ووصف ذلك بأنه "أمر مخز وعار كبير".
وتشهد العلاقات الجزائرية المغربية حالة قطيعة دبلوماسية منذ 24 أغسطس/ آب الماضي، حين أعلنت الجزائر قطع العلاقات وسحب سفيرها من الرباط.
واستنكر الرئيس تبون في سياق آخر، شن بعض الأطراف الإقليمية والدولية حملات إعلامية تهدف إلى الإساءة إلى الجزائر(في إشارة إلى المغرب ووسائل إعلام فرنسية)، مشيرًا إلى أن هناك إرادة دولية تدفع نحو ترسيخ صورة سيئة عن الجزائر، مبينًا أن "لا أحد يعرف على سبيل المثال أن الجزائر تضمن تدريس وإطعام 12 مليون تلميذ مجانا، كما تملك أكثر من 100 جامعة ومركز جامعي".
وأعلن الرئيس تبون عن التوجه نحو مراجعة شاملة لاتفاق الشراكة الذي وقعته الجزائر في التسعينيات، واعتبر أن هذا الاتفاق وقع في ظروف خاصة كانت فيها الدولة الجزائرية في حالة ضعف بسبب الأزمة الأمنية التي كانت تشهدها، وهو "ما سمح للطرف الأوروبي بتضمين الاتفاق بنودا تضمن مصالحه بخلاف المصالح الجزائرية".