قالت مصادر مصرية خاصة، مطلعة على الوساطة التي تقودها القاهرة بين الفصائل الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي، إن المسؤولين في جهاز المخابرات المصرية يسعون خلال الساعات القادمة إلى إحياء مسار مفاوضات صفقة الأسرى بين حركة "حماس" وسلطات الاحتلال، بعد تعطل طرأ على مسار الصفقة خلال الأيام الماضية، التي شهدت ارتباكا داخليا في إسرائيل بعد رحيل حكومة بنيامين نتنياهو وتنصيب حكومة نفتالي بينت.
وأضافت المصادر، التي تحدثت لـ"العربي الجديد" شريطة عدم ذكر اسمها، أن "المسؤولين في القاهرة يعولون على أهمية ملف صفقة الأسرى بالنسبة للحكومة الإسرائيلية الجديدة.
وأوضحت أن ملف صفقة الأسرى هو الذي يتبقى للقاهرة لتحقيق إنجاز فيه بناء على التفويض الأميركي من إدارة الرئيس جو بايدن، لافتة إلى أن المسؤولين في جهاز المخابرات العامة بعثوا، مساء أمس، برسالة جديدة إلى الجانب الإسرائيلي يستعجلون عبرها وصول وفد أمني كان مقررا أن يبحث مطلع الأسبوع الجاري عدداً من الملفات، على رأسها صفقة الأسرى والبدء في مفاوضات غير مباشرة مع وفد ذي طابع عسكري من حركة "حماس".
وقالت المصادر إن الوفد العسكري التابع لـ"حماس" والمخول إدارة ملف صفقة الأسرى، تأجل موعد وصوله إلى القاهرة، في أعقاب التأجيل الإسرائيلي، مشيرة في الوقت ذاته إلى أن "حماس" أكدت في رسالة للجانب المصري أن تحديد مواعيد التفاوض لن يكون خاضعًا بشكل مطلق للجانب الإسرائيلي يحدده وقت ما شاء، وأنه إذا كان الأمر متاحا في الوقت الراهن تقديرًا للوساطة المصرية، فربما يتم إغلاق هذا الملف مؤقتا لحين تحديد موعد آخر من جانب قيادتي الحركة وذراعها العسكري "كتائب القسام". وأكدت الحركة، بحسب المصادر ذاتها، أنها ليست في حالة تعجل، وأن الضغط الأساسي هو على حكومة الاحتلال، وأنها هي من عليها التسريع في إتمام الصفقة.
وكشفت المصادر أن الجانب المصري قدم تسهيلات لقطاع غزة مؤخرا، من أجل تسريع إتمام الصفقة واستمرار التجاوب من جانب "حماس" مع الدور المصري، لافتة إلى أن آخر تلك التسهيلات هو السماح بتصدير السيارات الجديدة والمستعملة عبر معبر رفح، لافتة في الوقت ذاته إلى أن التسهيلات المصرية لن تكون خاضعة للملاحظات الإسرائيلية طالما كان التعطيل من جانب تل أبيب، وفي ظل حالة التجاوب الكبير من فصائل غزة مع الدور والوساطة المصرية.
ورجحت المصادر استئناف مفاوضات الأسرى الأسبوع القادم، بعد أيام من تولي الحكومة الجديدة زمام الأمور في إسرائيل، كاشفة في الوقت ذاته عن جهد مصري حثيث لمنع انفجار الأوضاع مجددًا بسبب "مسيرة الأعلام" الاستفزاية، خاصة في ظل رسائل الفصائل في قطاع غزة بالرد بالتصعيد حال حدوث أية انتهاكات تخالف المتفق عليه في قرار وقف إطلاق النار.
وكشفت المصادر أن حركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي" اتخذتا استعدادات هجومية بالفعل منذ ليلة الأحد، وهو ما أبلغته مصر للجانبين الأميركي والإسرائيلي.
واستدركت المصادر بأن هناك في الجانب الإسرائيلي أجهزة تدرك جيدا قراءة الرسائل، مرجحة في الوقت ذاته اتخاذ إجراءات من شأنها عدم وقوع صدام جديد في الوقت الراهن.
وصباح الاثنين، وصل أعضاء الحكومة الإسرائيلية الجديدة، وعددهم 26 وزيرًا بالإضافة إلى بينت، إلى مقر إقامة الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين، الذي من المقرر أن يتنحى في يوليو/ تموز، لالتقاط الصور التقليدية بعدما نالت ثقة الكنيست أمس.
في غضون ذلك، أكدت "كتائب الشهيد أبو علي مصطفى"، الجناح المسلح لـ"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"، اليوم الاثنين، أنها تتابع وترصد استمرار تجاوزات قيادة العدو ومستوطنيه بحق الشعب الفلسطيني في مدينة القدس المحتلة.
وأوضحت أن محاولات الاستفزاز المستمرة من قبل قادة العدو ومستوطنيه لعب بالنار وتجاوز خطير لا يمكن السكوت عنه.
كما حذرت من استمرار ذلك والتفكير بإقامة ما يسمى "مسيرة الأعلام" أو غيرها من المظاهر الاستفزازية، مضيفة "لن نقول سوى أن لكم في معركة سيف القدس عبرة فاعتبروا قبل فوات الآوان".