تحرّكات إسرائيلية في الجولان المحتل: إزالة ألغام وأعمال حفر وتحريك السياج الفاصل

15 أكتوبر 2024
قوات إسرائيلية في هضبة الجولان المحتل، 7 ديسمبر 2023 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- عززت إسرائيل تحصيناتها على الحدود مع سوريا، بإزالة الألغام وإقامة حواجز جديدة، بهدف توسيع عملياتها ضد حزب الله وإنشاء منطقة آمنة للمراقبة العسكرية ومنع التسلل.

- تصاعد الصراع الإقليمي مع تبادل إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله، مما يهدد بتورط إيران والولايات المتحدة. تسعى إسرائيل لتشديد قبضتها على طرق إمداد حزب الله بالأسلحة عبر سوريا وإيران.

- انسحبت القوات الروسية من جنوب سوريا، مما يشير إلى تفاهمات مع إسرائيل. تسعى سوريا للبقاء بعيداً عن الصراع بينما تواصل إسرائيل تعزيز أمنها.

قالت مصادر أمنية ومحللون إن قوات إسرائيلية أزالت ألغاما أرضية وأقامت حواجز جديدة على الحدود بين هضبة الجولان المحتلة وشريط منزوع السلاح على الحدود مع سورية، في إشارة إلى أن إسرائيل ربما توسع عملياتها البرية ضد حزب الله بينما تعزز دفاعاتها.

وذكرت المصادر أن هذه الخطوة تشير إلى أن إسرائيل ربما تسعى للمرة الأولى إلى إصابة أهداف لحزب الله من مسافة أبعد نحو الشرق على الحدود اللبنانية، بينما تنشئ منطقة آمنة تمكنها من القيام بحرية بعمليات مراقبة عسكرية لتحركات حزب الله ومنع التسلل.

وفي حين أفادت تقارير بأن إسرائيل تزيل الألغام، كشفت مصادر تحدثت إلى "رويترز" عن تفاصيل إضافية غير منشورة أظهرت أن إسرائيل تحرك السياج الفاصل بين المنطقة منزوعة السلاح نحو الجانب السوري وتنفذ أعمال حفر لإقامة المزيد من التحصينات في المنطقة. ومن بين المصادر جندي سوري متمركز في جنوب سورية ومسؤول أمني لبناني ومسؤول بقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة.

وقد يؤدي عمل عسكري، يتضمن شن غارات من الجولان الذي تحتله إسرائيل وربما من المنطقة منزوعة السلاح التي تفصلها عن الأراضي السورية، إلى توسيع الصراع بين إسرائيل وحزب الله وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس). واجتذب الصراع بالفعل إيران وينذر باستدراج الولايات المتحدة إليه.

وتتبادل إسرائيل إطلاق النار مع حزب الله منذ أن بدأ الحزب إطلاق الصواريخ عبر الحدود اللبنانية دعما لغزة التي تتعرض لحرب إسرائيلية مدمرة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023. وبالإضافة إلى الضربات الجوية الإسرائيلية التي ألحقت أضرارا جسيمة بحزب الله الشهر الماضي، يتعرض الحزب حاليا لهجوم بري إسرائيلي من الجنوب وقصف إسرائيلي من البحر المتوسط غربا. ومن خلال توسيع جبهتها في الشرق، تستطيع إسرائيل أن تشدد قبضتها على طرق إمداد حزب الله بالأسلحة والتي يمر بعضها عبر سورية وإيران التي تدعمه، بحسب "رويترز".

وقال نوار شعبان، الباحث في مركز حرمون ومقره إسطنبول، إن العمليات في الجولان تبدو وكأنها محاولة للإعداد لهجوم أوسع في لبنان. وأضاف: "كل ما يحدث في سورية يهدف إلى خدمة استراتيجية إسرائيل في لبنان- ضرب طرق الإمداد والمستودعات والأشخاص المرتبطين بخطوط الإمداد لحزب الله".

وقال ضابط مخابرات سوري وجندي سوري متمركز في جنوب سورية وثلاثة مصادر أمنية لبنانية رفيعة المستوى تحدثت إلى "رويترز" في هذا التقرير، إن إزالة الألغام وغيرها من الأعمال الهندسية التي تقوم بها إسرائيل تسارعت خلال الأسابيع الماضية.

تقارير عربية
التحديثات الحية

تحصينات و "تطويق حزب الله من الشرق"

قالت المصادر إن أعمال إزالة الألغام زادت مع بدء إسرائيل توغلها البري في أول أكتوبر/ تشرين الأول الحالي لمحاربة حزب الله على امتداد المنطقة الجبلية التي تفصل شمال إسرائيل عن جنوب لبنان على بعد نحو 20 كيلومترا إلى الغرب. وقال المصدران السوريان وأحد المصادر اللبنانية إن إسرائيل كثفت في الفترة نفسها ضرباتها على سورية، ومنها العاصمة والحدود مع لبنان، كما انسحبت وحدات عسكرية روسية متمركزة في جنوب سورية لدعم القوات السورية هناك من موقع مراقبة واحد على الأقل يطل على المنطقة منزوعة السلاح.

وتحدثت جميع المصادر شريطة عدم الكشف عن هويتها لتتسنى لها مناقشة رصدها للعمليات العسكرية الإسرائيلية في هضبة الجولان التي احتلت إسرائيل معظمها من سورية في عام 1967. وقال الجندي السوري المتمركز في الجنوب إن إسرائيل تحرك السياج الفاصل بين الجولان المحتل والمنطقة منزوعة السلاح لمسافة أبعد باتجاه سورية، وتقيم تحصينات قربها "حتى لا يكون هناك أي تسلل في حال اشتعال هذه الجبهة".

وقال الجندي إن إسرائيل تقيم في ما يبدو "منطقة عازلة" في المنطقة منزوعة السلاح. وقال مصدر أمني لبناني رفيع المستوى لـ"رويترز" إن القوات الإسرائيلية حفرت خندقا جديدا بالقرب من المنطقة منزوعة السلاح في أكتوبر/ تشرين الأول الحالي. وقال مصدر أمني لبناني كبير إن عمليات إزالة الألغام قد تسمح للقوات الإسرائيلية "بتطويق" حزب الله من الشرق.

وكانت المنطقة منزوعة السلاح على مدى العقود الخمسة الماضية موقعا لقوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك بين القوات الإسرائيلية والسورية بعد حرب عام 1973. وقال مسؤول في قوات حفظ السلام الدولية في نيويورك إن قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك "لاحظت في الآونة الأخيرة بعض أنشطة البناء للقوات العسكرية الإسرائيلية في محيط منطقة الفصل"، لكنه لم يذكر تفاصيل أخرى.

روسيا تغادر نقطة مراقبة

وحين سئل الجيش الإسرائيلي عن إزالة الألغام، قال إنه "لا يعلق على خطط العمليات" وإنه "يقاتل حاليا منظمة حزب الله من أجل السماح بعودة سكان الشمال إلى منازلهم بأمان". لم ترد قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك وروسيا وسورية على طلبات التعليق من "رويترز".

وأشار تقرير لمجلس الأمن الدولي عن أنشطة قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك بتاريخ 24 سبتمبر/ أيلول الفائت واطلعت عليه "رويترز" في الرابع من أكتوبر/ تشرين الأول الحالي إلى انتهاكات على جانبي المنطقة منزوعة السلاح. وأفاد المصدران السوريان وأحد المصادر اللبنانية بأن القوات الروسية غادرت في هذه الأثناء موقع تل الحارة، وهو أعلى نقطة في محافظة درعا جنوب سورية ونقطة مراقبة استراتيجية.

قال ضابط عسكري سوري إن الروس غادروا بسبب تفاهمات مع الإسرائيليين لمنع الصدام. ووسعت السلطات في سورية التي تعد جزءا من "محور المقاومة" الذي تقوده إيران، إلى البقاء بعيدا عن المعركة منذ تصاعد التوتر الإقليمي في‭ ‬السابع من أكتوبر/ تشرين الأول العام الماضي.

وجاء في تقرير لـ"رويترز" في يناير/كانون الثاني الماضي، أن بشار الأسد تراجع عن اتخاذ أي إجراء لدعم حماس بعد تهديدات إسرائيلية. كما "أبعد" حزب الله عن نشر أي قوات في الجزء الخاضع لسيطرة سورية في الجولان. وقال ضابط في مخابرات النظام السوري لـ"رويترز" إن جيش النظام لم ينشر قوات إضافية.

(رويترز)