اتهم وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو، اليوم الجمعة، الولايات المتحدة وروسيا بعدم الوفاء بوعود إخلاء حدود سورية مع تركيا من المسلحين الأكراد، ما يجبر أنقرة على التدخل، بينما دعا وزير الدفاع خلوصي أكار الدولتين وبقية الحلفاء للوفاء بالتعهدات التي قدموها إلى أنقرة.
وقال جاووش أوغلو، متحدثاً في منتدى حوارات البحر المتوسط في روما، إنّ تركيا تسعى إلى مصالحة مع الحكومة السورية لتسهيل عودة اللاجئين، والتعاون في مكافحة المتطرفين، وإنهاء الصراع في سورية.
جاءت تصريحات وزير الخارجية التركي بعد تعهد الرئيس رجب طيب أردوغان، الشهر الماضي، بشن عملية عسكرية برية جديدة في شمال سورية تستهدف جماعات كردية مسلحة، وذلك بعد تفجير وقع في 13 نوفمبر/ تشرين الثاني في إسطنبول، وأسفر عن مقتل ستة أشخاص.
وشن الجيش التركي وابلاً من الغارات الجوية على أهداف مسلحة مشتبهة في شمال سورية والعراق انتقاماً لذلك.
وكانت الجماعات الكردية قد نفت الضلوع في التفجير، وقالت إن غارات تركية قتلت مدنيين وتهدد المعركة ضد تنظيم "داعش".
كما صرح جاووش أوغلو قائلاً إننا قد "توصلنا إلى تفاهم مع الولايات المتحدة وروسيا الاتحادية. والتزمتا بدفع أولئك الإرهابيين إلى الجنوب بعيداً عن حدودنا (...) لكن منذ ذلك الحين، لم تفيا بالتزاماتهما".
وكان الوزير يشير إلى اتفاقيات منفصلة أبرمت مع موسكو وواشنطن عام 2019، بموجبها وافقت الدولتان على دفع المقاتلين الأكراد السوريين من مساحة شاسعة من الأرض جنوب الحدود التركية.
وأضاف الوزير التركي قائلاً إنه قد "نحتاج إلى استمرار عمليتنا لتطهير هذه المناطق من الإرهابيين والمنظمات الإرهابية".
وكانت موسكو وواشنطن، ولديهما قوات في شمال سورية، قد عبرتا عن معارضتهما عملية عسكرية تركية محتملة جديدة.
وأوضح جاووش أوغلو أن تركيا تحتاج "للانخراط" مع الحكومة السورية من أجل "عودة طوعية آمنة مكرمة" لنحو 3.6 ملايين لاجئ سوري في تركيا منذ اندلاع الحرب في وطنهم، قبل أكثر من 11 عاماً.
وتابع قائلاً: "نحتاج أيضاً إلى تعاون في معركتنا ضد المنظمات الإرهابية دون أي تفرقة"، مضيفاً "أتمنى أن يفهم النظام (السوري) أنه من دون مثل هذه المصالحة، لن يكون هناك سلام واستقرار دائم في البلاد".
أكار: العملية التركية في سورية لا تشكّل تهديداً لأحد
في السياق نفسه، قال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، اليوم الجمعة، إنّ العملية العسكرية التركية في سورية لا تشكل تهديداً لأحد.
جاء ذلك في تصريح صحافي، أدلى به خلال مشاركته في فعالية حزبية بولاية جناق قلعة، شمال غربي البلاد.
ودعا أكار روسيا والولايات المتحدة وبقية الحلفاء للوفاء بالتعهدات التي قدموها لتركيا، وأضاف أنّ "عملية الجيش التركي لا تشكل أي تهديد، وهدفنا الوحيد هو حماية حقوق بلادنا وشعبنا في إطار القواعد القائمة".
وأردف أنه "لذلك نستعد للقيام بكل ما يجب القيام به، وعندما يحين الزمان والمكان (المناسبان)، ستقوم القوات المسلحة التركية بما يقع على عاتقها كما فعلت حتى الآن، ولا ينبغي لأحد أن يشك في ذلك".
ودعا أكار الدول الحليفة لبلاده إلى "قطع علاقتها مع الإرهابيين ووقف دعمهم والتخلي عنهم". ووجه أكار كلامه لتلك الدول قائلاً، إن "تركيا حليفتكم ويمكنكم التعاون معها، ونذكّر حلفاءنا بأن الجيش التركي هو الأساس الذي يمكنكم الاعتماد عليه في مكافحة الإرهاب".
وأشار إلى أن تركيا تتحرك وفق مفهوم "القضاء على الإرهاب في مصدره"، لافتاً في هذا الصدد إلى استمرار سلسلة العمليات التركية شمالي العراق.
وأضاف أن الجيش التركي قضى على الممر الإرهابي شمالي سورية، وأن تركيا لن تسمح بإنشاء الممر المذكور.
(أسوشييتد برس، الأناضول)