تصاعدت عمليات الاغتيال في درعا، جنوبي سورية، والتي تستهدف بشكل أساسي أشخاصا متعاونين مع النظام السوري أو يشتبه بتورطهم في تجارة المخدرات.
وذكر الناشط أبو محمد الحوراني، لـ"العربي الجديد"، أن مسلحين مجهولين استهدفوا بالرصاص عماد خالد النوري الذي يعمل مع أجهزة أمن النظام السوري، ما أدى إلى مقتله على الفور. وأضاف أن القتيل ينحدر من بلدة الحارة بريف درعا الشمالي، وهو متهم بتصفية عدد من الشبان من أبناء البلدة، إضافة الى كتابة تقارير كيدية بحق آخرين.
كما قتل شخص آخر يدعى عماد ناجي برغوث، بعد إطلاق النار عليه من جانب مسلحين مجهولين اقتحموا منزله في مدينة داعل بريف درعا الأوسط. وكان برغوث يتهم ببيع وترويج المخدرات في المدينة.
غير أن الحدث الأبرز الذي شهدته درعا أمس كان اغتيال القيادي في الأمن العسكري وسيم الزرقان، في كمين مسلح على الطريق الواصل بين بلدة قيطة ومدينة الصنمين في ريف درعا الشمالي، حيث استهدف مسلحون مجهولون سيارة الزرقان بالرصاص، ما أدى إلى مقتله وإصابة أربعة من مرافقيه.
وذكر الناطق باسم "تجمع أحرار حوران" أيمن أبو محمود أن الزرقان متهم بسلسلة طويلة من عمليات الاغتيال لصالح النظام السوري، وأشهر ضحاياه القيادي السابق في الجيش الحر أدهم الكراد.
وأضاف أن الزرقان عمل، خلال سيطرة الفصائل على الجنوب قبل عام 2018، قائداً للواء "بركان حوران"، واتضح لاحقا أنه كان ينسق مع العميد وفيق الناصر، مسؤول المخابرات العسكرية في الجنوب آنذاك، والذي سهل خروجه للعلاج في أحد مشافي النظام بعد إصابته بانفجار عبوة ناسفة منتصف العام 2017.
وينحدر الزرقان من بلدة كفر شمس، وتزعم بعد العام 2018 مليشيا مسلحة تابعة لفرع الأمن العسكري تعمل على رصد المعارضين للنظام بهدف الاغتيال والاعتقال، إضافة الى ترويج المخدرات في ريف درعا الشمالي.
وأظهرت تسجيلات نشرها "تجمع أحرار حوران" مطلع العام الجاري من هاتف المخبر لدى فرع أمن الدولة عامر النصار، بعد مقتله، أنه كان ينسق مع الزرقان لتنفيذ عمليات مراقبة واغتيال بحق معارضين في المنطقة، غير أن أبرز الشخصيات التي يتهم الزرقان بالتورط في تصفيتها هي القيادي السابق في المعارضة أدهم الكراد الذي قتل على طريق دمشق – درعا في أكتوبر/ تشرين الأول 2020، والشيخ محمد عطا السعدي في بلدة كفر شمس قبل 4 أشهر.
وتعرض الزرقان لأكثر من ثلاث محاولات اغتيال خلال السنوات الماضية، كانت آخرها قبل أقل من عام.
وفي إطار هذه الاغتيالات التي تشهدها محافظة درعا، قتل أمس أيضا طه العزيزي، ويعمل محاسبًا في أحد أفران مدينة طفس بريف درعا الغربي، وهو أحد أقارب القيادي في تنظيم "داعش" أسامة العزيزي، فيما تعرض سعيد الشوا من مدينة نوى، غربي درعا، لإطلاق نار من قِبل مسلحين مجهولين، ما أدى إلى إصابته بجروح، وهو عامل في مخبز.
وسبق ذلك مقتل الشاب عمار القابوني في مدينة الصنمين، بريف درعا الشمالي، برصاص مسلحين مجهولين.
مقتل 6 بانفجار لغم
إلى ذلك، قتل 6 أشخاص نتيجة انفجار لغم خلال ذهابهم لجمع الكمأة في بادية السخنة بريف حمص الشرقي، وفق وكالة "سانا" التابعة للنظام السوري.
وذكرت الوكالة أن لغماً مضاداً للدروع من مخلفات تنظيم "داعش" انفجر أثناء مرور سيارة تقل عدداً من الأشخاص، متوجهين لجمع الكمأة في منطقة جبل العمور في بادية السخنة، ما أدى إلى مقتل 6 مدنيين.
وكثيرا ما يُقتل أشخاص نتيجة انفجار ألغام زرعتها مختلف أطراف الصراع في المنطقة، وخاصة من جامعي الكمأة الذين سقط العشرات منهم في الأشهر الأخيرة، سواء على يد تنظيم "داعش" أم مليشيات مدعومة من إيران تنتشر في المنطقة.