يسود توتر سياسي وميداني بين النظام السوري و"قوات سورية الديمقراطية" (قسد) ذات القيادة الكردية والمسيطرة على معظم مناطق شرق سورية، بدعم من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية ضد تنظيم "داعش".
وفي هذا السياق، رفضت "الإدارة الذاتية" التابعة لـ"قسد" اتهامات وجهها لها النظام السوري حول تبعيتها للخارج وأن سيطرتها على مناطق شرق سورية تساعد في تواصل الغارات الإسرائيلية والأميركية على تلك المناطق. وقال بيان لـ "دائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سورية"، اليوم الجمعة، إن "الاتهامات الموجهة من قبل الحكومة السورية للإدارة وقسد باطلة وكاذبة"، مشيرة إلى "استمرار الحكومة بخطابها التقليدي والذي يعد تهرباً من واجباتها لحل أزمة البلاد".
وجاء بيان "الإدارة الذاتية" رداً على الاتهامات الموجهة إليها من قبل النظام السوري حول تبعيتها لأطراف خارجية، والتي جاءت ضمن رسالة لوزارة المغتربين التابعة للنظام إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي عقب الغارات الإسرائيلية الأخيرة على مدينتي دير الزور والبوكمال.
وأضاف بيان "الإدارة الذاتية" أن "الخطاب التقليدي للحكومة السورية والمتضمن الحديث بشكل مستمر عن المؤامرات الافتراضية، والذي يعتبر تهرباً واضحاً من الواجبات ومعالجة الأسباب، بالإضافة إلى قيام الحكومة بتصدير أزماتها الداخلية عبر سياسة تقليدية متبعة خلال الفترة الماضية، قائمة على توجيه الرأي العام نحو قضايا بعيدة عن الواقع".
وزعم البيان بـ"استقلالية القرار السياسي والعسكري للإدارة الذاتية وقوات سورية الديمقراطية بعيداً عن تدخل الأطراف الخارجية"، مطالباً النظام بـ "التحرر من سياساته الاستبدادية والابتعاد عن المواقف غير الواضحة في عين عيسى من خلال تعاونه مع الاحتلال التركي بهدف تسليم المزيد من الأراضي السورية".
وقال البيان إن "الأزمة التي افتعلتها قوات الحكومة السورية في مدينة القامشلي الأسبوع الماضي، والاتهامات الباطلة والكاذبة الأخيرة من قبل وزارة الخارجية السورية للإدارة وقسد، تعتبر تهرباً من المسؤوليات التي تقع على عاتق الحكومة للخروج من الأزمة الحالية".
وكانت رسالة النظام السوري للأمم المتحدة قد اعتبرت أن الغارات الإسرائيلية على مناطق شرق سورية تأتي خدمة لـ "قسد". وقالت إن "العدوان الإسرائيلي الغاشم يأتي تزامنا مع ممارسات قوات سورية الديمقراطية الإرهابية والإجرامية والقمعية بحق الشعب السوري".
جدير بالذكر أنها المرة الأولى التي يصف فيها النظام السوري مليشيا "قسد" بـ "الإرهابية".
إلى ذلك، تشير معطيات إلى تواصل التوتر الميداني بين الجانبين، حيث اعتقلت قوات الأمن الداخلي (الأسايش) التابعة لـ "الإدارة الذاتية" عددا من عناصر قوات النظام في محيط المربع الأمني بمدينة الحسكة.
وكانت قوات "الأسايش" وجهاز الاستخبارات الجوية التابع للنظام قد تبادلا إطلاق سراح عدد من المعتقلين الإثنين الماضي بمدينة القامشلي بعد وساطة روسية لإنهاء التوتر بين الطرفين.
وذكرت مصادر محلية أن "الأسايش" لا تزال تعتقل نحو 20 عنصرا من النظام منذ أكثر من أسبوعين وتسعى إلى اعتقال المزيد من خلال محاصرة المربع الأمني في مدينتي القامشلي والحسكة.
وكان عضو هيئة المصالحة الوطنية لدى النظام عمر رحمون قد وجّه الأربعاء الماضي تهديدات لـ"قسد" التي وصفها بالإرهابية عبر صفحته على موقع "فيسبوك".
وقال رحمون إن "مليشيا قسد الإرهابية تفرض حصاراً على المربع الأمني بالحسكة والقامشلي معتقدة أن الدولة ضعيفة بسبب عدم تصعيدها".
وربط مراقبون تصعيد "قسد" الأخير ضد النظام في منطقة الحسكة بالضغوط التي تعرضت لها مؤخرا في منطقة عين عيسى من قبل الروس والنظام لتسليم المنطقة إليهما، وانسحاب "قسد" منها، وكذلك بقرب موعد تولي جو بايدن رئاسة الولايات المتحدة وتعيين مسؤولين وإدارة جديدة لأميركا ترى فيهم "قسد" حلفاء لها في مواجهة التهديدات التركية.