تظاهرات جديدة للحراك الطلابي في الجزائر: متمسكون بالشارع والمطالب

الجزائر
60244E7B-773C-460F-B426-426EBC60D89E
عثمان لحياني
صحافي جزائري. مراسل العربي الجديد في الجزائر.
02 مارس 2021
الحراك الطلابي
+ الخط -

تجاهل الحراك الطلابي في الجزائر، اليوم الثلاثاء، الرسائل السياسية التي وجهها الرئيس عبد المجيد تبون، مجدداً تظاهراته في مدن جزائرية عدة، للأسبوع الثاني على التوالي. وبينما شدد الحراك على التمسك بمطالبه المتعلقة بالحريات والانتقال الديمقراطي، أخذت تظاهرة الطلبة اليوم في العاصمة بعداً رمزياً في العلاقة بمكان التظاهرات ومسارها.

وفاجأ الطلبة السلطات هذه المرة، باتخاذ مسار مختلف عن المسارات السابقة، تلافياً للتصادم مع الشرطة، ومرت التظاهرة عبر حي القصبة العتيق، وهو حي ثوري ويعد معقلاً رئيساً لمناضلي وثوار جيش التحرير خلال معركة تحرير الجزائر من الاستعمار، واستشهد فيه عشرات المناضلين.

وتلقت تظاهرة الطلبة، اليوم، زخماً آخر من المتظاهرين الذين تعوّدوا المشاركة في تظاهرات الثلاثاء، ما جعل عدد المشاركين يفوق بكثير عدد المتظاهرين في الأسبوع الماضي.

وردد الطلبة والمتظاهرون شعارات "صحافة حرة، عدالة مستقلة"، و"دولة مدنية لا عسكرية"، و"الطلبة برافو عليكم، الجزائر تفتخر بكم".

وكانت واضحةً محاولة المجموعات المسيرة للتظاهرة الطلابية تلافي الشعارات المثيرة للجدل، حيث سارع متظاهرون إلى تجاوز بعضها بإطلاق هتافات أخرى.
وكانت اللجان الطلابية المشرفة على الحراك الطلابي، قد نشرت، أمس، بياناً حددت فيه نقطة التجمّع، والمسار، ونقطة النهاية والتوقيت. 

وكان بين أبرز التوصيات التي تضمنها البيان، الإشارة إلى صياغة شعارات وهتافات وصفت "بالمهذبة"، في سياق تعديل ذاتي وتصحيح للمواقف والجدل الصاخب الذي أعقب رفع شعارات مسيئة للجيش وجهاز المخابرات والشرطة في تظاهرات الأسبوع الماضي، إضافة إلى بعض التوصيات والتدابير الصحية المتعلقة بارتداء الكمامات وقاية من فيروس كورونا.

 وخلال تظاهرة اليوم، رُفعت لافتة كبيرة كتب عليها "تعديل الدستور حل والعفو الرئاسي مسرحية، المشكل في الشرعية"، وكُتب أيضاً "لا للوصاية الفرنسية"، ولافتات أخرى تتحدث عن مسألة الشرعية السياسية.

وفي السياق، قال الناشط الطلابي محمد نورين، لـ"العربي الجديد": "جئنا إلى تظاهرة اليوم لنؤكد أننا مصممون على الاستمرار في التظاهر، حتى نحقق المطالب"، مشدداً على أنه "في حال لم نشعر بأي تغيير لجهة الحريات وحرية الصحافة وحرية التعبير وحق التظاهر وقبول السلطة بالتغيير، فإننا لن نتوقف حتى ولو أغلقوا كل الشوارع". 

في المقابل، نشرت السلطات تعزيزات أمنية وسط العاصمة وعلى طول الخط الذي تعوّد الطلبة السير فيه. كما أغلقت الشرطة بالمركبات بعض الشوارع وسط العاصمة، وقبلها حاصرت مبكراً ساحة الشهداء التي تعوّد الطلبة التجمع فيها كنقطة انطلاق. 

ولم تحدث صدامات كبيرة بين الطلبة والشرطة التي كانت تحاول تسيير الحشود المتظاهرة، ما عدى بعض الاحتكاكات الطفيفة والتدافع الذي حصل بين الشرطة والطلبة عند محاولتهم تخطي الحواجز الأمنية التي أقامتها الشرطة لعرقلة وصولهم إلى ساحة البريد المركزي. 

وفي نهاية التظاهرة، تدخلت قوات الشرطة لمنع قراءة الطالب عبد النور آيت سعيد البيان الختامي، ما أدى إلى تدافع بين المتظاهرين. وفي ولايتَي تلمسان ووهران غربي الجزائر، وولايات بجاية وتيزي وزو والبويرة، نظم الطلبة وقفات مماثلة للتمسك بمطالب الحراك الشعبي.

واللافت أن هذه التظاهرات، تأتي مباشرة بعد مقابلة تلفزيونية للرئيس الجزائري عبد المجيد تبون الليلة الماضية، والذي قال فيها إن عودة التظاهرات لا تشكل إزعاجاً له.

ذات صلة

الصورة
فارسي سيكون إضافة قوية للمنتخب الجزائري (العربي الجديد/Getty)

رياضة

يشهد معسكر المنتخب الجزائري الجاري حالياً في مركز سيدي موسى بالعاصمة الحضور الأول للظهير الأيمن لنادي كولومبوس كرو الأميركي محمد فارسي (24 عاماً).

الصورة
إيمان خليف تعرضت لحملة عنصرية أولمبياد باريس 2024 (العربي الجديد/Getty)

رياضة

وصل الوفد الجزائري، أمس الاثنين، إلى البلاد بعد مشاركته في أولمبياد باريس 2024، وكانت الأنظار موجهة بشكل أكبر صوب الثلاثي المتوج بالميداليات.

الصورة
جمال سجاتي بعد تتويجه بالميدالية البرونزية على ملعب ستاد فرنسا، 10 أغسطس/آب 2024 (Getty)

رياضة

اجتمع عدد من سكان بلدية السوقر في مقاطعة تيارت غربي الجزائر في صالة متعددة الرياضات، وهناك نصبوا شاشة عملاقة من أجل متابعة ابن منطقتهم جمال سجاتي (25 عاماً).

الصورة
امرأة في منطقة الصحراء، 3 فبراير 2017 (Getty)

سياسة

دخلت العلاقات بين فرنسا والجزائر في أزمة بعد إعلان فرنسا دعمها مخطط الحكم الذاتي الذي قدمه المغرب بشأن الصحراء وهو ما قد لا يساعد في حل القضية.
المساهمون