تظاهرات عراقية رفضاً لاستخدام القوة في فض احتجاجات البصرة

01 نوفمبر 2020
أطلقت القوات العراقية الرصاص الحي وقنابل الغاز المسيل للدموع بكثافة جهة المتظاهرين (Getty)
+ الخط -

تجددت الصدامات بين القوات الأمنية العراقية والمتظاهرين في محافظة البصرة جنوبي البلاد، بعد محاولة قوات الأمن تفريق تظاهرة رافضة لمحاولات السلطات العراقية إنهاء اعتصام المحافظة في ساحة البحرية، بينما شهدت محافظات جنوبية أخرى تظاهرات منددة باستخدام القوة لإنهاء احتجاجات البصرة.

وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" إن عدداً كبيراً من المتظاهرين تجمعوا في ساحة "أم البروم" في مدينة البصرة، قبل أن يتوجهوا نحو ساحة البحرية التي تتواجد في محيطها قوات أمنية بشكل مكثف، وهم يرددون هتافات مناهضة للعنف الذي يتعرض له متظاهرو البصرة منذ يومين بهدف فض اعتصامهم، موضحة أن القوات العراقية أطلقت الرصاص الحي وقنابل الغاز المسيل للدموع بكثافة تجاه المتظاهرين، الذين أصروا على التوجه نحو ساحة الاعتصام الرئيسية في البصرة.

وأشارت المصادر إلى حدوث صدامات بين قوات الأمن والمتظاهرين، الذين بدأت أعدادهم بالتزايد مع حلول المساء، مؤكدة أن القوات العراقية لاحقت المتظاهرين في الشوارع السكنية الضيقة. وبينت المصادر أن قوات الأمن قامت بقطع عدد من الطرق الرئيسية في البصرة، خصوصاً تلك المؤدية إلى ساحة البحرية ومبنى الحكومة المحلية في البصرة، موضحة أن التظاهر امتد ليصل إلى منطقة جبيلة، القريبة من ساحة البحرية، التي اضطرت قوات الأمن إلى وقف حركة السيارات فيها بعد الانتشار الواسع للمتظاهرين.

ووثق ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو، قالوا إنها لقوات الأمن العراقية، وهي تطلق الرصاص الحي تجاه المتظاهرين.

 

 

وشهدت ساحة البحرية في البصرة ليل السبت - الأحد صدامات واسعة مع عناصر الأمن، بعد رفض المحتجين مغادرة الساحة التي قررت القوات الأمنية إنهاء الاعتصام فيها، واستخدمت قنابل الغاز لتفريقهم، ما تسبب في تسجيل حالات اختناق في صفوفهم، كما أحرقت العديد من خيمهم.

وانطلقت مساء الأحد تظاهرة مؤيدة لاعتصام البصرة في ساحة اعتصام الحبوبي في مدينة الناصرية (مركز محافظة ذي قار) جنوبي البلاد. وأكد متظاهرو الحبوبي تضامنهم مع احتجاجات البصرة، رافضين محاولات قوات الأمن إنهاء التظاهرات في البصرة بالقوة. وبينوا أن مظاهر الاحتجاج السلمي في الناصرية مستمرة، ولا يمكن أن تنتهي ما لم تتحقق جميع المطالب، وفي مقدمها محاكمة قتلة المتظاهرين، ومحاسبة الفاسدين.

وتظاهر المئات في مدينة السماوة (مركز محافظة المثنى) جنوبي العراق، للتضامن مع متظاهري البصرة، وفي محافظة واسط (جنوباً) انطلقت تظاهرة في مركز المحافظة (مدينة الكوت) تأييداً لاحتجاجات البصرة أيضاً. ورفض المتظاهرون أساليب القوات العراقية لفض تظاهرة البصرة، وقبل ذلك تظاهرة ساحة التحرير ببغداد، من خلال استخدام القوة، موضحين أن ساحات التظاهر خط أحمر لا يمكن السماح لأحد بتجاوزه. وتركزت تظاهرات الكوت قرب مبنى الحكومة المحلية، وبين المحتجون أنهم سيواصلون مظاهر الاحتجاج السلمي حتى تحقيق جميع مطالبهم.