تظاهرات في الداخل الفلسطيني احتجاجاً على تنامي جرائم القتل في ظل تقاعس شرطة الاحتلال
شهدت بلدات الداخل الفلسطيني، اليوم الجمعة، تظاهرات عدة احتجاجاً على جرائم القتل والعنف. وتظاهر المئات في الشارع الرئيسي لبلدة يافة الناصرة ضد جرائم القتل، بعد أن شهدت البلدة، يوم أمس الخميس، مقتل 5 أشخاص بإطلاق نار، فيما أصيبت طفلة (ثلاثة أعوام) ورجل (30 عاماً) في جريمة إطلاق نار أخرى في كفر كنا، وقتل، مساء أمس الخميس، شخص آخر من بلدة جلجولية.
وهتف المتظاهرون في بلدة يافة الناصرة ضد جرائم القتل، وتقاعس الشرطة الإسرائيلية، مطالبين الأخيرة بجمع السلاح، والقيام بدورها في مواجهة جرائم القتل.
ومن المتوقع أن تنطلق جنازات الشبان الخمسة، الذين قتلوا يوم أمس الخميس في جريمة إطلاق نار بيافة الناصرة، مساء اليوم الجمعة.
ومنذ بداية العام الحالي، وصل عدد القتلى بسبب جرائم العنف في الداخل الفلسطيني إلى 92 شخصاً، منهم 6 نساء وطفلان.
وشهدت كل من بلدة طمرة وكابول وعيلبون تظاهرات احتجاجية ضد استفحال العنف وجرائم القتل، كما شهدت مدينة أم الفحم تظاهرات مشابهة مساء أمس الخميس.
إحياء الذكرى الثانية لـ"هبة الكرامة"
وفي السياق، انطلق مئات من الفلسطينيين في مسيرة حاشدة، ظهر اليوم الجمعة، في الذكرى الثانية لـ"هبة الكرامة" في مدينة اللد، وفاء للشهداء، بتنظيم من اللجنة الشعبية في اللد ولجنة المتابعة العليا لفلسطيني الداخل.
وانطلقت التظاهرة من ساحة المسجد العمري وكنيسة مار جريس، وطافت شوارع المدينة وصولاً إلى بيت الشهيد موسى حسونة، الذي سقط في مايو/أيار2021 خلال "هبة الكرامة".
وشارك في التظاهرة ذوو الشهيد محمد كيوان (18 عاماً) من أم الفحم، الذي قتل بيد عناصر الشرطة خلال الهبة، كما شارك فيها ذوو الشهيد ديار عمري من صندلة، الذي قتل قبل شهر على يد أحد مستوطني "غان نير".
وقالت الناشطة فداء شحادة، من "مركز نساء ضد السلاح"، لـ"العربي الجديد"، إنّ "أهمية هذه التظاهرة تكمن في إحياء ذكرى هبة الكرامة، وهي أيام عصيبة مر بها المجتمع العربي في مدينة اللد، وارتقى فيها الشهيد موسى، والشرطة لم تتعامل بجدية مع ملف الجريمة، وحتى اليوم لا يزال القاتل طليقاً حراً".
وبيّنت: "نحن نقيم وقفة احتجاجية بتاريخ العاشر من يونيو/ حزيران، بشكل دوري، إحياءً لذكرى الشهيد وهبة الكرامة".
وأضافت شحادة: "وضعت الشرطة عراقيل أمام الترخيص للتظاهرة، ورفضت مرتين منح الترخيص بسبب علم فلسطين. يوم أمس فقط، منحت الترخيص. وحاولت الشرطة اليوم إنزال العلم الفلسطيني وسحبه من أيدي المتظاهرين".
وتابعت: "هتفنا مطالبين بالقبض على قاتلي موسى حسونة ومحمد كيوان ومحاكمتهم... حين يقتل عربي لا يجدون القاتل ولا يحل الملف، سواء أكان القاتل يهودياً أم غير يهودي، ولا يدخل أحد السجن للمحاكمة والمحاسبة. وعندما يقتل عربي يبقى ملفه حبيس الأدراج".
ودعت لجنة المتابعة العليا إلى تظاهرات في بلدات الداخل الفلسطيني، محذرة من استغلال استفحال الجريمة لأهداف سياسية سلطوية، مثل إدخال جهاز الأمن العام الإسرائيلي "الشاباك" في المجتمعات العربية تحت غطاء معالجة الجريمة، خصوصاً أنّ رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أعلن بعد وقوع الجريمة نيته توجيه "الشاباك" إلى التحقيق في الحادث.