- على الرغم من تصريحات السلطات التي تشير إلى ديون مالية كسبب للجريمة، يشكك أقارب الأب في هذه الرواية، مؤكدين أنه لم يكن لديه مشاكل مالية أو عائلية واضحة، مما يثير الشكوك حول إمكانية وجود مرتكب آخر.
- تفاعل واسع من الناشطين والمدونين على منصات التواصل الاجتماعي مطالبين بتحقيق شامل لكشف الحقائق وراء الجريمة، في ظل تزايد الجرائم العائلية في العراق والتي غالبًا ما تنتهي بأعمال عنف مميتة.
هزّت جريمة في البصرة المجتمع العراقي، إذ قتل أبٌ 12 شخصاً من أفراد عائلته، ثم وضع حدّاً لحياته بالانتحار، وسط غموض يلفّ الحادثة البشعة، ومطالبات بالتحقيق للوقوف على دوافعها وملابساتها. وأوضح المتحدث باسم وزارة الداخلية العراقية، العميد مقداد ميري، أنّ "الحادث جنائي مؤسف، إذ أقدم الأب على قتل عائلته بالكامل بواسطة بندقية، وبعدها انتحر في منطقة دور الموظفين بقضاء شط العرب في محافظة البصرة"، وأن "المعلومات الأولية تشير إلى أن الحادث جاء نتيجة أمور مالية"، وأفاد بأن "قيادة شرطة محافظة البصرة فتحت تحقيقاً موسعاً بالحادث".
الجريمة بسبب ديون
وقال رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة البصرة، عقيل الفريجي، إن "الحادث عائلي، وأن الأب قتل جميع أفراد أسرته ومن ثمّ انتحر، ولا جود لمسلحين هاجموا المنزل". وأفاد، في تصريح لإذاعة محلية، الخميس، إنّ "المعلومات الأولية، وهي قيد التحقيق من السلطات الأمنية، تشير إلى أنّ الأب عليه ديون مالية، وربما تكون وراء الفعل الإجرامي الذي قام به". إلا أنّ أقارب الأب شكّكوا في رواية الشرطة. وقالوا إن الجريمة يلفها الغموض، وصرح عمّ منفذها إن "الشرطة لم تسمح لنا بالدخول إلى المنزل، والحادث مفاجئ، ولم تكن له أي أسباب ولا مقدّمات، ولا توجد أي مشكلات عائلية". وأوضح أن "الرجل لا يتعاطى الخمر ولا المخدّرات، وأن إمكاناته المادية جيدة، وليس لديه أية مشاكل، ولا يمكن أن نتقبل أنه قتل عائلته وانتحر"، مؤكداً بقوله: "لدينا شكوك في الحادث، وقد يكون هناك مجرم قتل العائلة بالكامل، نافياً فكرة أن تكون هناك ديون مالية مترتبة على الرجل".
عم الأب الذي قتل عائلته بالبصرة يشكك في رواية وزارة الداخلية ويقول إن أبن أخيه مسالم ولا يعاني من أمراض نفسية ولم يكن مديون!
— أمـيـة الحـديـثي (@u_umaya) May 8, 2024
وهذه دلالة على أن الجريمة قد تكون مرتكبة من طرف مجهول
إذا كان الأب المنفذ فهذه مصيبة وكارثة
وإذا كان شخص أخر فهذه أفضع ونحن أمام ظاهرة إبادة عائلات… pic.twitter.com/IoEkqZVU2S
مطالبات بالتحقيق
وتابع ناشطون ومدوّنون على صفحات التواصل الاجتماعي الجريمة ونشروا صورها، مطالبين بتحقيق واسع لمعرفة الأسباب الحقيقية والجهة المنفذة، مشكّكين أيضاً في رواية الشرطة. وشكّك الصحافي العراقي جاسم الشمري في الرواية التي قدمتها الشرطة، وتساءل في تدوينة له على "إكس": "من الذي ارتكب هذه المجزرة؟ هل هو الأب، كما تقول مديرية شرطة البصرة، أم أن مسلحين هم الذين ارتكبوها؟"، مشدداً على أن "12 شخصاً راحوا ضحية، أين دور الأجهزة الأمنية؟".
وتسجل المحافظات العراقية عموماً، سيما الجنوبية، جرائم شبه مستمرّة داخل العائلة الواحدة، كأن تكون خلافاً بسيطاً يتطوّر إلى استعمال السلاح الناري أو غيره، أو مشكلات في الإرث، أو فسخ خطوبة أو انفصال بين زوجين.