أجرى وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبداللهيان، اليوم الاثنين في طهران، مباحثات مع نظيره العماني بدر بن حمد البوسعيدي، ناقشا خلالها المبادرة الإيرانية بشأن اجتماع لدول الخليج، بالإضافة إلى اليمن.
ووصف أمير عبداللهيان، خلال مؤتمر صحافي مع نظيره العماني في طهران، مباحثاتهما بأنها كانت "مضغوطة".
وفي معرض حديثه عن المبادرة الإيرانية، قال أمير عبداللهيان إن المباحثات بشأن هذه المبادرة كانت "مهمة"، مشيراً إلى أن أهم أجندة اللقاء المشترك كان متابعة تنفيذ الاتفاقيات المبرمة بين قادة البلدين.
ولفت إلى أن حجم التبادل التجاري بين إيران وسلطنة عمان زاد خلال العامين الأخيرين بنسبة 2.5 ضعفاً، مبيناً أن العلاقات بين دول الجوار في المنطقة "يمكن أن تتطور بشكل مترابط".
ومضى قائلاً إن بلاده تسعى إلى تطوير العلاقات مع دول الجوار بناءً على الاحترام المتبادل وحل المشكلات على أساس الحوار، لافتاً إلى أن اللجنة الاقتصادية المشتركة بين إيران والسلطنة ستنعقد قريباً مع السعي لتطوير التعاون على مختلف المجالات والمستويات.
كما ثمّن الوزير الإيراني دور سلطنة عمان في المفاوضات النووية، قائلاً إنها "تعمل جاهدة لتقريب وجهات النظر بين الأطراف"، مشيراً إلى أن "الأشقاء العمانيين يبذلون دائماً جهوداً لإلغاء العقوبات المفروضة على إيران".
وأمل أمير عبداللهيان أن تؤدي الحوارات بشأن اليمن إلى رفع الحصار واستتباب السلام في هذا البلد.
وعرج الوزير الإيراني على ما جاء في البيان المشترك الصادر عن اجتماع وزراء خارجية دول الخليج وروسيا في موسكو، في وقت سابق من الشهر الحالي، بشأن الجزر الثلاث، أبو موسى وطنب الكبرى وطنب الصغرى، والتي تقول إيران إنها جزء من أراضيها فيما تعتبرها الإمارات محتلة.
وقال أمير عبداللهيان إن بلاده ترفض الموقف الروسي وأنها "لن تجامل أحداً بشأن سيادتها واستقلالها ووحدة أراضيها"، مضيفاً أن السفير الروسي لدى طهران ألكسي ديدوف، بعد استدعائه إلى الخارجية الإيرانية قدم إيضاحات، "لكنها غير كافية".
ونص البيان المشترك الصادر عن الاجتماع الوزاري السادس للحوار الاستراتيجي بين مجلس التعاون لدول الخليج العربية وروسيا الاتحادية في موسكو على تأكيد "الوزراء على دعمهم لكل الجهود السلمية، بما فيها مبادرة دولة الإمارات العربية المتحدة ومساعيها للتوصل إلى حل سلمي لقضية الجزر الثلاث، طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى، وذلك من خلال المفاوضات الثنائية أو محكمة العدل الدولية، وفقاً لقواعد القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، لحل هذه القضية وفقاً للشرعية الدولية".
وبشأن الحرب الأوكرانية، جدد وزير خارجية إيران التأكيد على مواقف طهران، قائلاً إنها "ترفض الحرب وتصر على الحل السلمي للأزمة وتحترم وحدة الأراضي الأوكرانية"، داعياً الطرفين إلى العودة إلى المفاوضات السياسية.
من جهته، قال وزير خارجية عمان، بدر بن حمد البوسعيدي، إنه أجرى "مشاورات غنية ذات مضمون حقيقي" مع أمير عبداللهيان، مضيفاً أن هذه المشاورات "تعكس الرغبة المشتركة لقيادتي البلدين للنهوض بالعلاقات الثنائية في كافة المجالات وبما يعود بالمنفعة على البلدين ويقوّم من المصالح المشتركة وسبل الحوار والتشاور".
وأفاد البوسعيدي بأنه تابع في المباحثات مع نظيره الإيراني نتائج زيارتي سلطان عمان، هيثم بن طارق إلى طهران وزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى مسقط، مؤكداً أن الهدف من ذلك هو تطوير العلاقات الثنائية وزيادة التبادل التجاري على جميع المستويات السياسية والاقتصادية والتجارية.
ولفت وزير الخارجية العماني إلى أن "هناك تقارباً كبيراً" في المنطقة "نحو إيجاد حلول ومعالجات لكثير من التحديات"، مؤكداً أن بلاده تعمل على "التقارب بين الدول ونزع فتيل التوترات".
ومضى بالقول إنه "إذا توفرت الإرادة السياسية القوية ستتوفر الحلول لأي خلاف"، مؤكداً أنه "يمكن حل سوء التفاهمات والخلافات في وجهات النظر من خلال الحوارات الصريحة والشفافة".