نددت الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، اليوم الأربعاء، بتراخي المجتمع الدولي وما وصفته بـ"المواقف الباهتة"، أمام التصعيد الحوثي على محافظة مأرب النفطية واستهداف المدنيين واستخدام الأطفال وقوداً لحربها، وذلك بالتزامن مع دخول الهجمات الحوثية أسبوعها الثالث.
وجاء الموقف الحكومي المندّد بالتزامن مع حراك دولي مكثّف، تقوده الأمم المتحدة، والولايات المتحدة الأميركية، لإحياء عملية السلام المتعثرة ووقف الحرب، رغم الرفض الحوثي لوقف الأعمال القتالية في محافظة مأرب والتي تسببت حتى الآن بنزوح أكثر من 12 ألف مدني.
وذكر مجلس الوزراء اليمني، في اجتماعه الدوري بعدن، أن رد مليشيات الحوثي على دعوات السلام التي أعلنها العالم "بمضاعفة إجرامها واعتداءاتها وخرقها للقوانين والأعراف الدولية"، وفقاً لما نقلته وكالة "سبأ"، الناطقة بلسان الحكومة الشرعية.
وأكدت الحكومة اليمنية "أن السلام لا يُبنى في الفراغ، إنما له شروط وأسس، وفي كل مرة تثبت هذه المليشيات أنها لا تعبأ بالسلام، ولا ترى في أي مبادرات سوى فرصة للمراوغة واستمرار غيها".
وفيما اعتبرت التصعيد الحوثي على مأرب دليلاً على النوايا لإحباط تحركات السلام، ويضع جدية المجتمع الدولي في مسار السلام "أمام امتحان حقيقي"، أكدت الحكومة اليمنية "أنها كانت ولا تزال تؤمن بالسلام الذي يحقق الهدف الذي ضحى من أجله اليمنيون، وبما يلبي طموحهم باستعادة الدولة وإنهاء الانقلاب ووفقاً للمرجعيات التي توافق عليها اليمنيون والأقليم والعالم".
مجلس الوزراء يؤكد على سرعة تنفيذ مصفوفة احتياجات محافظة مأرب ويوجه رسائل للشعب اليمني والمجتمع الدولي - Saba Net :: سبأ نت https://t.co/2Ey3NEN80F
— وكالة الانباء اليمنية (سبأ) (@sabanew_) February 24, 2021
ووجهت الحكومة اليمنية الشرعية جميع أبناء الشعب في الداخل والخارج لدعم وإسناد مأرب بمختلف الوسائل والإمكانات باعتبار تعزيز صمودها وإغاثة المدنيين من أسمى المواقف الوطنية، في موقف رسمي متأخر، وبعد دعوات متكررة أطلقها مسؤولون للحكومة بإعلان النفير العام لمواجهة الهجمات الحوثية.
ووعدت الحكومة بتقديم كل الإمكانات لدعم صمود المرابطين في جبهات القتال بمأرب والضالع والجوف، وتسخير كل الأدوات لدعمهم والتخفيف عمن معاناة المدنيين ومعاناة الملايين الذين استجاروا بمأرب هرباً من صلف المليشيات الحوثية.
وكشف البيان الحكومي "عن ترتيبات مع السلطات المحلية لتسيير قوافل غذائية وطبية لإغاثة مأرب ونازحيها الذين يتعرضون لهمجية وعدوان مليشيات الحوثي وقصف مخيماتهم بشكل متكرر على مرأى ومسمع من المجتمع الدولي".
وقدّم رئيس الحكومة اليمنية دعماً معنوياً لمأرب، إذ وصفها بأنّها "تحمل لواء العزة وكرامة وهوية اليمن أمام أوهام مليشيات عنصرية مرتهنة لإيران"، لافتاً إلى أن مأرب "لا تدافع عن نفسها فقط، وإنما عن شبوة وحضرموت المهرة وسقطرى وعدن وأبين والضالع ولحج وتعز، وهي الوعد لاستعادة صنعاء وذمار وإب والحديدة وريمة وحجة والبيضاء والجوف".
على الصعيد الميداني، تتواصل المعارك في الأطراف الغربية والشمالية الغربية لمحافظة مأرب وصحراء الجوف، بين القوات الحكومية والحوثيين، وسط تعزيزات ضخمة للجانبين.
وقال مصدر عسكري في الجيش الوطني، لـ"العربي الجديد"، إن القوات الحكومية مسنودة برجال القبائل تمكنت اليوم الأربعاء من تأمين منطقة الجدافر في صحراء الجوف بالكامل، وتتقدم صوب معسكر اللبنات الاستراتيجي، شرقي مدينة الحزم، عاصمة الجوف، فيما ما زالت المعارك بمأرب تراوح مكانها.
وكشفت وسائل إعلام حوثية أن 9 غارات من مقاتلات التحالف بقيادة السعودية استهدفت مديريتي صرواح ومجزر بمأرب، فضلاً عن غارة واحدة على الشريط الحدودي بين اليمن والسعودية.
#المسيرة_عاجل | #مارب: 9 غارات لطيران العدوان السعودي الأمريكي على مديريتي صرواح ومجزر
— المسيرة - عاجل (@alosbou) February 24, 2021