قالت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان"، في تقريرها الصادر اليوم الاثنين، إن ما لا يقل عن 172 حالة اعتقال تعسفي قد تم توثيقها خلال شهر يوليو/ تموز الفائت، مشيرةً إلى تصدُّر محافظة درعا جنوبي سورية حصيلة حالات الاعتقال.
وأوضحت الشبكة أن "معظم حوادث الاعتقال في سورية تتمُّ من دون مذكرة قضائية لدى مرور الضحية من نقطة تفتيش أو في أثناء عمليات المداهمة، وغالباً ما تكون قوات الأمن التابعة لأجهزة المخابرات الأربعة الرئيسة هي المسؤولة عن عمليات الاعتقال بعيداً عن السلطة القضائية، ويتعرَّض المعتقل للتَّعذيب منذ اللحظة الأولى لاعتقاله، ويُحرَم من التواصل مع عائلته أو محاميه، كما تُنكر السلطات قيامها بعمليات الاعتقال التَّعسفي ويتحوَّل معظم المعتقلين إلى مختفين قسرياً".
وسجل تقرير الشبكة في يوليو/ تموز ما لا يقل عن 172 حالة اعتقال تعسفي، بينهم سيدة، على يد أطراف النزاع والقوى المسيطرة في سورية، تحوَّل 101 منهم إلى مختفين قسرياً، النظام السوري اعتقل 117، في حين احتجزت "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) 32 بينهم سيدة. وذكر التقرير أن "المعارضة المسلحة" (الجيش الوطني) احتجزت 14 مدنياً، أما "هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقاً) فقد احتجزت 9 مدنيين، واستعرض التَّقرير توزُّع حالات الاعتقال التعسفي في تموز بحسب المحافظات، حيث كان أكثرها في درعا، تلتها حلب ثم كل من ريفي دمشق ودير الزور ثم الرقة فالحسكة.
وأشار التقرير إلى أن عمليات اعتقال عشوائية استهدفت مدنيين، بينهم كهول، تركزت في العديد من مناطق محافظة درعا، على خلفية تدهور الأوضاع الأمنية ورفض السكان الوجودَ الأمني لقوات النظام في مناطقهم واقتحام قوات النظام السوري عدداً من المنازل في أحياء درعا البلد المحاصرة وعدداً من أحياء مدينة درعا، ورافقت ذلك عمليات نهب وتكسير لمحتويات المنازل. ووفقاً للتقرير، فقد تصدرت محافظة درعا حصيلة عمليات الاعتقال في شهر يوليو/تموز بالتزامن مع الحملة العسكرية لقوات النظام السوري على بعض من مناطقها.
وأضاف التقرير أن "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) استمرت في سياسة الاحتجاز التَّعسفي والإخفاء القسري في تموز، عبر حملات دهم واعتقال جماعية استهدفت بها مدنيين بذريعة محاربة خلايا تنظيم "داعش"، وبعض هذه الحملات جرى بمساندة مروحيات تابعة لقوات التحالف الدولي، كما رصد التقرير عمليات اعتقال استهدفت إعلاميين وأعضاء في الحزب الديمقراطي الكردستاني، وتركزت هذه الاعتقالات في محافظة الحسكة، إضافة إلى عمليات اعتقال بحق عاملين في منظمات المجتمع المدني في محافظة دير الزور.
في غضون ذلك، فُقد ثلاثة عناصر مسلحين ينضوون ضمن مليشيا "القاطرجي" (قوات المهام الخاصة) التابعة لقوات النظام السوري، اليوم الاثنين، بالقرب من منطقة كباجب جنوب غربي محافظة دير الزور، شرقي سورية.
وقالت مصادر مطلعة، لـ"العربي الجديد"، إن العناصر الثلاثة يعملون ضمن حقل كباجب النفطي الذي تُسيطر عليها قوات النظام والمليشيات المساندة لها، وقد حصلوا على مغادرات ساعية إلى مدينة دير الزور، وعُثر صباح اليوم الاثنين على بعض من مقتنياتهم الشخصية على طريق "دير الزور - دمشق"، ضمن البادية السورية.
وأضافت المصادر أن منطقة كباجب، جنوب غربي محافظة دير الزور، تشهد انتشارا مكثفا لخلايا تنظيم "داعش"، لا سيما أن خلايا التنظيم كثفت هجماتها في الآونة الأخيرة ضد عناصر مليشيا القاطرجي وعناصر مليشيا "لواء القدس" الفلسطيني، اللتين تُسيطران على تلك المنطقة، وأدت تلك الهجمات إلى مقتل العشرات من المليشيات المساندة لقوات النظام، بالإضافة لاستهداف عدة أرتال عسكرية وقوافل نفطية تابعة له، كبدته خسائر كبيرة في العتاد والأرواح، بالتزامن مع شن الطائرات الحربية الروسية بشكلٍ يومي أكثر من 10 غارات جوية على المنطقة، بالإضافة لمنطقتي "جبل البشري والشولا" في الريف ذاته، لضرب أوكار التنظيم.
في سياق منفصل، سيّرت الشرطة العسكرية الروسية، اليوم الاثنين، دورية عسكرية مشتركة مع القوات التركية، شرق مدينة عين العرب بريف حلب، شمالي سورية.
وانطلقت الدورية المؤلفة من ثمانِ عربات عسكرية روسية وتركية، برفقة مروحيتين روسيتين، من قرية غريب، 15 كم شرق مدينة عين العرب، وجابت الدورية قرى بوزتبه، وقره موغ، وجيشان، وخرابيسان تحتاني، وإيتويران تحتاني، وبغديك، وصولاً إلى قرية آغباش غرب مدينة تل أبيض بريف الرقة الغربي، وعادت الدورية بعدها إلى نقطة انطلاقها في قرية "غريب"، لتدخل العربات التركية من البوابة القريبة من القرية، فيما عادت الآليات الروسية إلى مركزها في منطقة الإذاعة غرب عين العرب.
وتعتبر هذه الدورية الخامسة والستين في المنطقة، وتأتي هذه الدوريات تنفيذاً لاتفاق سوتشي الذي توصل إليه كلٍ من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس التركي رجب طيب أردوغان في 22 أكتوبر/ تشرين الأول من عام 2019.
وكانت الشرطة العسكرية الروسية قد سيّرت الدورية المشتركة الرابعة والستين مع الجانب التركي، في الـ23 من يوليو/ تموز الماضي، في محيط منطقة عين العرب بريف حلب الشرقي.
من جهة أخرى، قصفت القوات التركية وفصائل "الجيش الوطني" المعارض والموالي لتركيا، اليوم الاثنين، بقذائف مدفعية وهاون مواقع "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) في قرية الدردارة بريف بلدة تل تمر شمال مدينة الحسكة، شمال شرقي البلاد.
في سياق منفصل، عثر الأهالي على جثة شاب في العقد الثاني من العمر مقتولاً على أطراف بلدة السكرية القريبة من مدينة "الباب" التي يُسيطر عليها "الجيش الوطني" ضمن منطقة "درع الفرات"، شرقي محافظة حلب.