أكدت "جبهة الخلاص الوطني" المعارضة في تونس، اليوم الأحد، أنها ستواصل التحرك والنضال "من أجل عودة الديمقراطية"، في تجمع وطني في ساحة الشعب بتطاوين، جنوبي تونس للمرة الثانية على التوالي.
وذكرت الجبهة أنها سطّرت تحركا وطنيا واسعا قبيل الانتخابات التشريعية المزمع تنظيمها في 17 ديسمبر/ كانون الثاني، إلى جانب عدة تحركات جهوية، "من أجل تصحيح المسار"، مشيرة إلى أن "المسار خاطئ والأزمة حادة، والانقلاب ساقط لا محالة". ورفعت الجبهة شعارات "يسقط يسقط الانقلاب" و"يسقط قيس سعيد" و"النصر آت".
وقال القيادي في "جبهة الخلاص"، رياض الشعيبي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن "حضور الجبهة في تطاوين اليوم للمرة الثانية يأتي في إطار التحركات التي برمجتها الجبهة وللتعبير عن رفضها للانقلاب، وتأكيدا لمقاطعتها للانتخابات القادمة"، مبينا أنه سيتم خلال الأيام القليلة القادمة توسيع التحرك في العديد من الجهات، إلى جانب برمجة تحرك وطني في العاصمة قبيل الانتخابات التشريعية.
وأوضح الشعيبي أن "الوضع في تونس محتقن، وخطر الانهيار الاجتماعي والاقتصادي موجود"، مضيفا أنه "لا بد من التصدي للانقلاب سلميا وقانونيا".
وأكد القيادي في الجبهة، في كلمة له أمام المحتجين، أن "المشاكل والصعوبات التي يعيشها التونسيون اليوم كثيرة"، مضيفا أن "الأزمة شاملة وقد طاولت عدة جوانب، سياسية واقتصادية واجتماعية، واستهتار الانقلاب أضرّ بحياة التونسيين".
وأشار المتحدث ذاته إلى أن "الحركة الديمقراطية في تونس ليست جديدة، والمدافعين عنها كذلك، بل تعود للاستقلال، والدفاع عن الحرية وحقوق الإنسان قديم ومتجذر لدى التونسيين، ولكن أتى المنقلب (يقصد الرئيس قيس سعيّد) الذي لا يعرف تاريخ تونس ليدعي أنه الدولة والشرعية".
وأوضح الشعيبي أن "رجال تونس هم من جلبوا الديمقراطية بتضحياتهم، ونضالهم، والانقلاب سيسقط لا محالة".
وأكدت عضو الجبهة، شيماء عيسى، أن "تحركاتهم السلمية والقانونية مستمرة"، مبينة أنه "يتم قمع الشباب في الأحياء الشعبية، وتلفق ضدهم عدة قضايا، حيث يتم استهداف الشباب المحتجين في تطاوين وفي كل المحافظات"، مؤكدة أن الاتهامات للمعارضين بالتآمر والتشويه المستمر لهم "لن يزيدهم سوى إصرار على مواصلة الطريق، وأن المنقلب هو الذي يخطط لمساره في الغرف المظلمة وليس المعارضين له".
وأكد عضو جبهة الخلاص الوطني، جوهر بن مبارك، أن "سلطة الانقلاب احتقرت شعب تونس من الشمال إلى الجنوب، وهذا الشعب هو الذي سيتحمل فاتورة ما يحصل، أيضا بسبب الاتفاقات المجحفة مع صندوق النقد الدولي في ظل سلطة لا تتشاور ولا تصغي لشعبها"، مبينا، في كلمته للحاضرين، أن "هناك عدة تداعيات اجتماعية واقتصادية، لذلك سيزيد بمقتضاها الفقر والتهميش؛ وتطاوين تعرف معنى توقف قطار التنمية وغياب فرص العمل والبطالة، كغيرها من الجهات والمناطق المهمة".
وتابع بن مبارك أن "انتخابات سعيد ستجلب برلمانا فاسدا، دون قوى حية في البلاد، وستقصي المرأة والشباب"، وأشار إلى أن "تونس في المسار الخاطئ ولا ثقة في القيادة والحكومة"، مبينا أنه "بفضل التحركات جهويا ومركزيا، تحولت جبهة الخلاص من فئة صغيرة تعارض إلى جبهة واسعة تدافع عن الحرية والديمقراطية، والانقلابات تنتهي بالضرورة"، مضيفا أن "التجمع في تطاوين مهم وناجح، لأنه يجمع أبناء المنطقة الصامدين والمناضلين".
وأكد أن "أي محاكمة لأي طرف سياسي في ظل سلطة الانقلاب وفي دولة اللاقانون هي محاكمات باطلة"، مؤكدا أن "الديمقراطية ستعود لتونس والمحاسبة آتية، ومن ظلم الشعب ودمر الثورة وعاث في البلاد فسادا سيحاسب".
ويرى رئيس "جبهة الخلاص الوطني"، أحمد نجيب الشابي، أن "إرادة الإصلاح كانت غائبة منذ البداية ولم تكن هناك أي نية لتشريك التونسيين لتقرير مستقبلهم"، مضيفا أن "الانقلاب وقع بالدبابة التي أغلقت البرلمان بعيدا عن شرعية الصندوق، وجرى حلّ الحكومة دون أي إجراءات قانونية، ثم تم حل وتفكيك القضاء، ومن ثم حصل تدمير لجميع مؤسسات النظام الديمقراطي في تونس" .
وقال الشابي إن "(قيس) سعيد كتب الدستور ووضع كسوة على مقاسه؛ والهدف حكم فردي مطلق، للذهاب إلى انتخابات دون صلاحيات رقابية وبصلاحيات تشريعية منقوصة"، مشيرا إلى أن "كل القوى السياسية تقريبا تقاطع الانتخابات، ولا يوجد سوى بعض المناصرين، ولكن سيخيب أملهم قريبا".