جبهة الخلاص تحذر من توظيف حادثة جربة في الصراع.. وسعيّد يقول إنّ الهدف هو زعزعة الاستقرار
حذرت جبهة الخلاص الوطني المعارضة في تونس من "محاولات البعض توظيف حادثة جربة الأليمة في الصراعات الأيديولوجية، وتلبيسها للخصوم السياسيين قصد تأجيج الانقسام الداخلي، وتعريض الوحدة الوطنية إلى مزيد من الخطر"، فيما قال الرئيس التونسي قيس سعيّد إنّ هدف الحادثة هو "زعزعة استقرار البلاد".
وقالت الجبهة في بيان لها إنّ "هذه الأحداث الخطيرة تنال من الاستقرار الأمني والسياسي للبلاد، وتبعث بصورة إلى الخارج لا تشجع على السياحة ولا على الاستثمار، وإذ تترحم جبهة الخلاص الوطني على أرواح الشهداء من قوات الأمن وعلى أرواح الضحايا المدنيين وتتمنى الشفاء العاجل لكل الجرحى والمصابين، فهي تشيد بالمهنية العالية وبالبسالة التي أظهرتها قوات الأمن الوطني التي حالت دون وقوع مجزرة بالمعبد اليهودي، وجنبت البلاد مضاعفات كانت لتكون أكبر وأخطر على الاستقرار السياسي والاقتصادي".
وأضاف البيان: "هذه الأحداث الدامية تعيد إلى الأذهان أنّ خطر الإرهاب لا يزال ماثلاً، وأنّه يتطلب درجة عالية من اليقظة والحيطة، والنأي بفرق مقاومة الإرهاب عن الصراعات السياسية الداخلية، وتوظيفها من قبل السلطة في ملاحقة معارضيها السياسيين".
وناشدت جبهة الخلاص الوطني كافّة القوى الوطنية السياسية والمدنية "مد جسور الحوار بينها وصولاً إلى صياغة خريطة طريق مشتركة تخرج البلاد من أزمتها السياسية والاجتماعيّة الخانقة، وتعيد مناخاً من الحرية والاستقرار الذي يضمن وحده تقدّم تونس وازدهارها".
وكان الرئيس التونسي قيس سعيّد قد أكّد مساء اليوم الأربعاء أنّ تونس "ستبقى آمنة وأرضاً للتعايش السلمي، مهما حاول المجرمون زعزعة الاستقرار فيها".
وقال في افتتاحه لمجلس الأمن القومي بعد حادثة جربة إنّ "العملية الغادرة الجبانة كانت تهدف إلى ضرب الموسم السياحي وزرع الفتنة وضرب الدولة"، مضيفاً أنّ "هذا دأبهم وهم معروفون وهدفهم زعزعة الاستقرار، لكن لن يقدروا على ذلك، والشعب التونسي يعلم جيداً مخططات هؤلاء المجرمين الذين يفضحون أنفسهم كل يوم".
وأوضح أنّ "المجرم حاول الوصول إلى معبد الغريبة، وهي ليست المرة الاولى التي يستهدف فيها المعبد، ولكن القوات الأمنية تصدت له بفضل اليقظة، وتم القضاء على هذا المجرم".
وأضاف سعيد: "أطمئن التونسيين والعالم كله بأن تونس ستبقى آمنة، والدولة قوية، ونحن ماضون لنصنع تاريخاً جديداً لتونس يقوم على العدل والحرية والسيادة الوطنية".
وأوضح أنّ "الدولة ستعمل على حفظ الأمن والاستقرار داخل المجتمع"، مشيراً إلى أنّ "مثل هذه العمليات الإجرامية عرفتها الكثير من الدول، ولا تزال تعاني منها حتّى في الدول الكبرى، بمن فيها دول أوروبية والولايات المتحدة الأميركية وغيرها"، وفق تعبيره.
وختم سعيّد أنّه "لا يسعنا إلا أنّ نترحم على شهدائنا الأبرار الذين ارتفعت أرواحهم إلى الرفيق الأعلى وهم يؤدون الواجب المقدس في الدفاع عن الوطني"، كما تمنى "الشفاء العاجل لكل المصابين الذين تتم الإحاطة بهم".