جهات إسرائيلية تروّج لمنازل استيطانية على "جبال لبنان الثلجية"

01 أكتوبر 2024
طريق مهجور شمال إسرائيل قرب الحدود مع لبنان 4 يوليو 2024 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- تكثيف الدعوات للاستيطان في لبنان: جهات استيطانية إسرائيلية كثفت دعواتها للاستيطان في لبنان بعد اغتيال حسن نصر الله، مع عروض مغرية لجنود الاحتياط.
- إعلانات ومنشورات تحفيزية: "الحركة للاستيطان في جنوب لبنان" نشرت إعلانات تدعو المستوطنين للانضمام، مع عروض شقق بأسعار مخفضة، مؤكدة على ضرورة سحق جنوب لبنان.
- تصريحات قادة المستوطنين: دانييلا فايس، قائدة حركة "نحلاه"، لم تستبعد بناء مستوطنات في جنوب لبنان، ودعت لتعزيز الاستيطان في الضفة الغربية وقطاع غزة.

كثفت جهات استيطانية إسرائيلية، في الآونة الأخيرة، دعواتها للاستيطان في لبنان، خاصة بعد اغتيال جيش الاحتلال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، عارضة على المستوطنين اقتناء بيوت على الجبال الثلجية، مع تخفيض لجنود الاحتياط. وليست هذه الدعوة الأولى للاستيطان في لبنان منذ الحرب الحالية، فقد عبّرت عن ذلك أيضاً قيادات في الحركات الاستيطانية.

وكتبت "الحركة للاستيطان في جنوب لبنان" على اسم المستوطن يسرائيل سوكول، في أحد منشوراتها عبر موقعها على الإنترنت وحساباتها على منصات التواصل الاجتماعي "بعد القضاء على قياديي حزب الله ومن بينهم (حسن) نصر الله، وبعد هجوم أجهزة بيجر المذهلة، هل تحلمون أنتم أيضاً ببيت كبير وإطلالة على الجبال الثلجية، ومجتمع دافئ في أرض أجدادنا آشير ونفتالي؟". وأضافت الحركة: "نحن على بعد قرار استراتيجي واحد من هذا الحلم، الاستمرار في سحق جنوب لبنان وعدم السماح لسكانه بالعودة! ساعدوا في تحقيق ذلك، وانضموا إلينا".

وجاء في أحد الإعلانات "بيت في لبنان" مضيفاً "شقق لمن يخدمون في قوات الاحتياط (في جيش الاحتلال) ابتداءً من 300 ألف شيكل". 

جاء في أحد الإعلانات "بيت في لبنان" مضيفاً "شقق لمن يخدمون في قوات الاحتياط (في جيش الاحتلال)

وفي منشور آخر، مرفق بصورة لنزوح لبنانيين ورسوم حول البناء الإسرائيلي: "إسرائيل تضرب حزب الله ضربة تلو الأخرى من الجو، كما لم يحدث من قبل. ولكن إلى أين يتجه كل هذا؟ هل هو من أجل اتفاق سياسي كما يحاولون إقناعنا، أم من أجل حرب ضارية حتى النصر المطلق؟". وأضاف: "من الواضح أن حزب الله لن يستسلم. أي أنه لن ينسحب إلى شمال الليطاني أو يعلن انسحابه من حرب إسرائيل على حماس. ولذلك لن يكون هناك خيار سوى البدء باحتلال جنوب لبنان، حتى لو كانت قيادتنا السياسية الحالية مرتدعة من هذا الاحتمال".

وتابع المنشور: "السؤال الكبير هو ماذا سيحدث في نهاية هذه الحرب، والجواب يجب أن يكون واضحاً وبسيطاً وهو الاستيطان في جنوب لبنان، باعتباره جزءاً سيادياً من دولة إسرائيل. ليس ورقة مساومة. ليس منطقة عازلة... (بل) جزء ذو سيادة ومتساو بالحقوق في دولة إسرائيل، بدون السكان الشيعة الأعداء. وما ينطبق على الجولان ينطبق أيضاً على جنوب لبنان".

ومن بين الإعلانات والمنشورات ما جاء فيه "هل تعلمون أن المطلة وصور توجدان على نفس خط العرض؟ يجب توسيع السيطرة الإسرائيلية شمالاً حتى صور. ببساطة تصويب الحدود (جعلها مستقيمة) على خط المطلة".

وفي شهر يناير/ كانون الثاني، مطلع العام الحالي، لم تستبعد دانييلا فايس، وهي واحدة من قادة المستوطنين ورئيسة حركة "نحلاه" الاستيطانية، بناء مستوطنات إسرائيلية في جنوب لبنان. وتمثل فايس شريحة واسعة في الحركات الاستيطانية، ومؤيدي أحزاب شريكة في حكومة الاحتلال المتطرفة، مثل حزب "الصهيونية الدينية".

وعملت الحكومة الحالية على تعزيز الاستيطان في الضفة الغربية المحتلة، وصدّقت على خطط وموازنات استيطانية توسّعية، كما علت الأصوات منذ عملية "طوفان الأقصى" التي نفذتها حركة حماس في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، من المستوطنين وداخل الحكومة، التي تطالب بالعودة إلى المستوطنات التي كانت في غزة قبل فك الارتباط أحادي الجانب عام 2005، بل وتوسيع الاستيطان إلى مناطق أخرى في القطاع. ولا يكفي بعض المستوطنين ومنهم فايس، كما يُستشف من تصريحاتهم، الاستيطان في فلسطين، بل يتطلعون إلى جارتها لبنان أيضاً.

وسُئلت فايس خلال مقابلة مع القناة 13 الإسرائيلية في حينه، إن كانت تؤيد إقامة مستوطنات إسرائيلية في قطاع غزة، لترد على ذلك بقولها: "لقد شرحت بالضبط المسار الذي أؤمن به، إقامة بلدات (أي مستوطنات إسرائيلية) في غزة هي أقوى ضربة يمكن توجيهها للعدو. إذا طأطأت حماس رأسها، فإن حزب الله سيخفض رأسه أيضاً. وإذا أقدم حزب الله - لا قدّر الله – على خطوات أكثر خطورة، فسنصل إلى وضع يكون فيه استيطان في لبنان".