قالت حركة "وعي" العراقية المعارضة إن وعود محمد شياع السوداني، رئيس الحكومة العراقية، "ما زالت حبراً على ورق"، مشيرة، في بيان صدر يوم الأربعاء، إلى إخفاقات في حكومة السوداني بعد مرور نحو نصف عام على تشكيلها، في الوقت الذي تواصل فيه الأحزاب والكيانات السياسية في "ائتلاف إدارة الدولة" دعمها وتأييدها خطوات السوداني.
وأضافت الحركة في بيانها أن "الحكومة وعدت ببناء أدوات فعالة لمحاربة الفساد خلال مدة أقصاها 90 يوماً من تاريخ تشكيل الحكومة، لكن نسبة الإنجاز في هذا الملف تكاد تكون صفرية، وربما شجعت الفاسدين الكبار على التمادي من خلال التسويات المعقودة معهم والتي سببت هدراً إضافياً في المال العام".
وتحدث البيان عن عدم إيفاء الحكومة بوعدها بتوزيع وحدات سكنية، مشيراً إلى أن استمرار "ظاهرة المساكن العشوائية في المحافظات العراقية يعكس أزمة سكن خطيرة في البلاد، مع وجود نحو 6 ملايين عراقي يسكنون فيها".
وأشار البيان إلى تعهد الحكومة بإعادة "هيكلة الموازنة العامة وإدارة المال العام لتقليل ضغط الإنفاق الاستهلاكي لصالح مناصرة المشاريع والبرامج الخاصة بالتنمية المستدامة، لكن موازنة 2023 جاءت بعجز بلغ 48.4 مليار دولار"، مؤكداً أن "الحكومة تعاني من فشل واضح في معالجة عجز المخزون المائي، ومكافحة الجفاف في العراق".
ملخص بيان حركة وعي الوطنية بعد مرور نصف عام على تشكيل حكومة الاطار وحلفائه#معارضون✊🏼#حركة_وعي pic.twitter.com/OjKEQg0QUH
— H. ALSAYED | حامد السيد (@hamidalsaedi) May 3, 2023
وأشار الناشط السياسي عمر فاروق إلى أن "حكومة السوداني، في ما يتعلق بكثيرٍ من الملفات، لا تزال تراوح مكانها"، مبيناً لـ"العربي الجديد" أن "حكومة السوداني لها العذر المشروع، وهو عدم إقرار الموازنة، لذلك فإن هذا الأمر يجعل رئيس الوزراء منقوص الصلاحيات".
وأضاف فاروق أن "إقرار الموازنة سيعطي للسوداني القوة الكافية للوقوف في وجه بعض الكتل السياسية تارة، وإنجاز المشاريع التي وعدت بها حكومته تارة أخرى"، لافتاً إلى أن "التقييم الاستراتيجي الحقيقي للسوداني وحكومته يكون بعد إقرار الموازنة، لكن هناك أخطاء واضحة في مكتب رئيس الوزراء من ناحية سلوكهم غير الصحيح في التعامل مع الملفات الحساسة، وهذا أمر يمكننا ملاحظته كمراقبين للشأن العراقي".
لكن عضو "الإطار التنسيقي" والنائب في البرلمان العراقي محمد الصيهود قال، في اتصالٍ مع "العربي الجديد"، إن "حكومة السوداني لم ترتكب حتى الآن أي أخطاء كبيرة، بل إنها خلقت نجاحات كبيرة على كل الأصعدة، من بينها الخدمات والتعيينات وحلحلة الخلافات بين الأطراف السياسية، إضافة إلى بعض الملفات الخارجية"، معتبراً أنه "ليس من المنصف أن تجرى محاكمة حكومة دخلت للتو في شهرها السابع"، مشيراً إلى أن "الحكومة الحالية نفذت ما لم تستطع الحكومات السابقة تنفيذه في سنوات".
ومنح البرلمان العراقي الثقة لحكومة السوداني في 27 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بعد سلسلة مفاوضات غير سهلة وأزمة امتدت لأكثر من عام كامل، أفضت إلى تشكيل ما عرف بـ"ائتلاف إدارة الدولة"، من القوى السياسية السنية والشيعية والكردية، لتشكيل الحكومة وفقاً لتفاهمات مسبقة، قاطعتها القوى المدنية والمستقلين الذين حصلوا على 47 مقعداً من البرلمان من أصل 329 مقعداً.