أعلن زعيم حزب "دواء" التركي المعارض، علي باباجان، اليوم الأربعاء، أن حزبه سيدخل الانتخابات البرلمانية المقبلة منفرداً دون التحالف مع أي طرف سياسي، ممثلاً بشعاره الخاص. وبذلك يكون الحزب قد قطع الطريق لتحالفات جديدة في المعارضة في الوقت الحالي.
وفي تركيا يوجد تحالفان، هما: الأول حاكم، وهو التحالف الجمهوري، والثاني للمعارضة، وهو تحالف الشعب مؤلفاً من حزب "الشعب الجمهوري" والحزب "الجيد".
وكان رئيس حزب "السعادة" تمل كاراملا أوغلو، قد دعا إلى تشكيل تحالف جديد من الأحزاب الصغيرة، في وقت تجتمع فيه 6 أحزاب معارضة منذ أشهر، سعياً لتشكيل تحالف واسع جديد.
وباتت مسألة التحالفات معقّدة بالنسبة إلى المعارضة التي تأثرت بقانون الانتخابات الجديد، الذي مرره حزب "العدالة والتنمية" وحليفه في "التحالف الجمهوري"، حزب "الحركة القومية"، قبل نحو شهر، والذي خفض العتبة البرلمانية إلى 7 في المائة من جهة، وجعل الأحزاب تدخل البرلمان بحسب الأصوات التي تحصل عليها، لا بحسب أصوات التحالف.
قنبلة مدوية
وفجّر باباجان، اليوم في تغريدة على "تويتر"، قنبلة مدوية في أوساط المعارضة، كاشفاً عن دخول الانتخابات منفرداً. وكتب قائلاً: "حزب الديمقراطية والتقدم قرر أن يشارك في الانتخابات المقبلة باسمه وشعاره، نتمنى أن يكون ذلك خيراً لبلادنا وللديمقراطية".
Demokrasi ve Atılım Partisi, önümüzdeki seçimlere kendi adıyla, kendi şanıyla, kendi logosuyla girme kararını almıştır.
— Ali Babacan (@alibabacan) April 27, 2022
Ülkemiz için, demokrasimiz için hayırlı olsun.
وأعقب باباجان تغريدته بمؤتمر صحافي في مقر الحزب، قائلاً: "واضح أن الرئيس رجب طيب أردوغان أطلق مرحلة الانتخابات، نحن مستعدون للانتخابات في حزب دواء، وسننجح فيها".
وتابع قائلاً: "أعلن أننا نشارك وحدنا في الانتخابات، حيث إن تركيا أكبر من واحد، وتركيا التي ستنتصر، وأنا أتحدى هنا.. لن توقف أي عتبة حزب دواء، حيث سيكسر الحزب أي عتبة برلمانية".
ورداً على سؤال عن وجود الحزب ضمن الطاولة السداسية للمعارضة، قال: "الحزب سيلتزم الوعود المقدمة من حزبنا تجاه الطاولة السداسية، وسنواصل تقديم جميع أنواع الدعم في المواضيع المشتركة، ومستعدين لتوسيع التعاون مع الأحزاب الأخرى".
وأضاف: "في ما يخص المرشح الرئاسي، يرى الحزب أهمية أن يكون مرشحاً توافقياً من المعارضة، وخطتنا الأولى هي في هذا الصدد"، مستدركاً بالقول: "وإن لم يحصل اتفاق، فعندها سنرى الخيارات الأخرى، لكن الخطة الأولى لنا هي المرشح التوافقي، والحزب منفتح على أي عروض تأتيه من بقية الأحزاب".
ملامح تصدع
وأثارت تصريحات باباجان التساؤل عما إن كان هذا التصريح إعلاناً مبكراً عن تصدع في صفوف المعارضة، وخاصة أن تصريحه جاء بعد ساعات من كلام لزعيم حزب "الشعب الجمهوري" المعارض، كمال كلجدار أوغلو، الذي طلب ممن لا يوافقه الرأي الابتعاد عن طريقه.
وقال كلجدار أوغلو، أمس الثلاثاء، في اجتماع الكتلة البرلمانية: "أقول لكل أصدقائي مهما كان الصراع قوياً، فإن النصر سيكون قريباً ومذهلاً، ومهما كان الثمن، سنمضي ولن نسمح بإذلال الشعب. فإما أن تنضموا إليّ، أو تبتعدوا عن طريقي".
وشرح كلجدار أوغلو ما ذهب إليه في تصريح، اليوم الأربعاء، قائلاً: "حل المشاكل هو في صناديق الاقتراع عبر وسائل ديمقراطية، وأقول لجميع الأصدقاء، إن كنتم تريدون التغيير وحل المشاكل فتعالوا لنمضي سوية في هذا الإطار، إذا أعجبكم النظام السياسي الحالي في البلاد، فطريقكم مفتوحة وسأستمر بأن أكون صوت شرائح كبيرة من الناس وصوت همومهم".
سيناريوهات المعارضة
وخلال الأيام الماضية، رشحت سيناريوهات عدة يمكن المعارضة اللجوء إليها من أجل الفوز بأكبر عدد من المقاعد البرلمانية، منها تشكيل تحالف ثالث يضم حزب "السعادة" وحزب "المستقبل" وحزب "دواء"، ومنها دخول الأحزاب الصغيرة ضمن قوائم الحزبين المعارضين الكبيرين، وهما حزب الشعب "الجمهوري" والحزب "الجيد".
وتحدثت مصادر إعلامية عن رغبة كلجدار أوغلو بالترشح ضد الرئيس رجب طيب أردوغان في الانتخابات الرئاسية، لكن موضوع ترشحه يواجه عقبات من قبل قادة الأحزاب الراغبين في أن يكونوا نواب الرئيس المقبل من المعارضة في حال فوزه بالانتخابات البرلمانية والرئاسية العام المقبل.
وتتألف الطاولة السداسية من حزب "الشعب الجمهوري" المعارض، والحزب "الجيد"، وحزب "السعادة"، وحزب "المستقبل"، وحزب "دواء"، والحزب "الديمقراطي". وعقد زعماء الأحزاب 3 اجتماعات في الأشهر الماضية، كان آخرها الأحد المنصرم.
وتشهد تركيا العام المقبل انتخابات برلمانية ورئاسية، وصفت بأنها "مصيرية"، وقال عنها أردوغان إنها مفترق طرق، فيما حشدت المعارضة جهودها للمرة الأولى بهذه الطريقة من التعاون والعمل المشترك، في محاولة لسد الطريق أمام أردوغان للفوز بولاية جديدة.