حزب الله يحذّر من منشورات إسرائيلية عليها باركود: أتلفوها مباشرة

24 سبتمبر 2024
دمار خلفته غارة إسرائيلية على البقاع جنوبي لبنان، 23 سبتمبر 2024 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تحذير حزب الله من الباركود الإسرائيلي: حزب الله يحذر اللبنانيين من تداول "باركود" إسرائيلي يسحب المعلومات من الأجهزة، وسط تصعيد عدواني إسرائيلي يتضمن رسائل تهديد ودعوات لإخلاء المنازل.

- الهجمات الإسرائيلية والردود اللبنانية: إسرائيل تستخدم تقنيات اتصالات لإرسال تهديدات، بينما يتعرض جيشها لضربات من حزب الله، مما يثير تقديرات متباينة حول تأثير ذلك على ترسانتها العسكرية.

- التصعيد الإسرائيلي والموقف الأمريكي: وزارة الصحة اللبنانية تعلن عن 558 شهيداً جراء العدوان، وأمريكا تعبر عن عدم اعتقادها بأن التصعيد سيخفض التوتر، وتسعى لكسر حلقة العنف.

حذر حزب الله اليوم الثلاثاء، اللبنانيين، من فتح أو تداول "باركود" ورد في منشورات ألقاها جيش الاحتلال الإسرائيلي في مناطق البقاع جنوبي لبنان. وقال الحزب في بيان: "العدو يقوم بإلقاء منشورات عليها باركود في مناطق البقاع وقد يعمد إلى إرسالها في أماكن أخرى. الرجاء عدم فتح الباركود أو تداوله، بل يجب عليكم إتلافه مباشرة لأنه خطير جداً ويقوم بسحب كل المعلومات المتواجدة لديكم وهو كود مؤذٍ لسلامتكم، ويرجى أخذ الحيطة والحذر".

وبموازاة تصعيد الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على لبنان، يتلقّى اللبنانيون رسائل على هواتفهم المحمولة مجهولة المصدر وغير مفهومة، أو تتضمّن تهديدات ودعوات لإخلاء المنازل في مناطق محددة. وحصل هذا الأمر أمس الاثنين، حين تلقّى لبنانيون عبر أرقامهم الشخصية رسائل واتصالات، من أرقام أجنبية ومحلية، تدعوهم إلى "إخلاء أماكنهم"، وفق وزير الإعلام اللبناني زياد مكاري الذي تلقّى مكتبه أيضاً الرسائل الإسرائيلية.

ووفقاً لمنظمة سمكس (SMEX) للحقوق الرقمية، ومقرّها العاصمة اللبنانية بيروت، فقد تكون الرسائل الإسرائيلية الأخيرة قد أرسلت عبر تطبيقاتٍ متوافرة عبر الإنترنت، ومتعاقدة مع شركات متعاقدةٍ بدورها مع وكالاتٍ محلية. في العادة، تُرسَل هذه الرسائل إلى المستخدمين في مكانٍ ما من طريق وكالة محلّية بهدف الترويج لسلعةٍ أو خدمة معيّنة، وتستهدف أشخاصاً في مكانٍ محدد، سبق أن أعطوا أرقامهم لمحال تجارية. وأشارت "سمكس" إلى أن هذه الرسائل قد تكون وجهت عبر منصّات متعاقدةٍ مع وكالات محلية متعاقدة بدورها مع مشغّلي الاتصالات في لبنان.

وصرّح رئيس هيئة أوجيرو التي تدير البنية التحتية للاتصالات في لبنان عماد كريدية، الاثنين، بأنّ "نحو 80 ألف مكالمة وصلت إلى مختلف المناطق في لبنان تشغّل رسالة مسجلة مسبقاً تأمر الناس بإخلاء منازلهم". وشرح كريدية أنّ الإسرائيليين "يرسلون مجموعة من التسجيلات الصوتية الآلية عبر شركات الاتصالات الدولية، ولا يتعرف النظام إليها على أنها مكالمات إسرائيلية، ومعظمها يتم إنشاؤها على أنها مكالمات قادمة من دولة صديقة"، وأضاف أنّها "تقنية قديمة" استخدمتها إسرائيل أيضاً خلال حرب 2006.

وبات واضحًا أن القيادة الأمنية والسياسية في إسرائيل عازمة على التصعيد مع حزب الله أكثر، وتتعمد في إطار حربها العسكرية والنفسية، إيصال رسائل إلى حزب الله واللبنانيين عامة والدولة اللبنانية، بأن الحرب لم تبدأ بعد، وأنها تأتي بمباركة أميركية، والقادم أصعب، في وقت يستمر فيه تصاعد أعداد الشهداء والجرحى في الجانب اللبناني.

ومقابل ذلك، ثمة إجماع إسرائيلي على أن الضربات التي تلقاها حزب الله كانت شديدة وأثّرت فيه جدًا، لكن التقديرات متفاوتة بشأن مدى تأثر ترسانته العسكرية. ونقل موقع والاه العبري تقديرات المؤسسة الأمنية بأن التنظيم يواجه صعوبة في تكوين صورة عامة عن الوضع وإخراج الأوامر إلى حيّز التنفيذ، لكنها تعتقد بالمقابل أن الذراع العسكرية للحزب لا تزال بعيدة عن التفكك وتحافظ على انضباط عالٍ للغاية.

وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية أن حصيلة الشهداء جراء العدوان الإسرائيلي على لبنان منذ فجر الاثنين بلغت 558 شهيداً بينهم 50 طفلاً و94 امرأة. وأكد وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، فراس الأبيض، للصحافيين، اليوم الثلاثاء، أن 1835 شخصاً أصيبوا خلال الفترة نفسها ونقلوا إلى 54 مستشفى في أنحاء لبنان.

وكان مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية، قد قال، إن واشنطن لا تعتقد أن التصعيد الإسرائيلي لإجبار حزب الله اللبناني على خفض التوتر سيؤدي إلى النتيجة المرغوبة بخفض التصعيد، معبراً عن اختلافه مع الاستراتيجية الإسرائيلية. وفيما أكد أن أميركا تركز على كسر حلقة "الضرب والضرب المضاد" بين إسرائيل وحزب الله، أضاف أن بلاده لا تعتقد أن الغزو البري للبنان سيسهم في تقليل التوتر في المنطقة.

وقال المسؤول للصحافيين في نيويورك إن الصراع كان محوراً رئيسياً في لقاءات وزير الخارجية أنتوني بلينكن على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا الأسبوع، مشيراً إلى أن واشنطن لديها أفكار ملموسة لمنع حرب أوسع نطاقاً، وستسعى إلى "مخرج" للتوترات.