وافقت الحكومة الكولومبية وأكبر مجموعة مسلحة متبقية في البلاد، الجمعة، على وقف إطلاق النار لمدة ستة أشهر خلال المحادثات التي تجري في كوبا، في أحدث محاولة لحل نزاع يعود تاريخه إلى الستينيات.
وأعلنت الحكومة و"جيش التحرير الوطني" عن الاتفاق في حفل أقيم في هافانا، حضره الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو، والقائد العام لـ"جيش التحرير" أنطونيو غارسيا، ومسؤولون كوبيون. ويدخل وقف إطلاق النار حيز التنفيذ على مراحل عدة، ويسري بالكامل في أغسطس/آب القادم، ثم يستمر لمدة ستة أشهر.
وقال كبير مفاوضي المتمردين بابلو بلتران في الحفل: "هذا الجهد للبحث عن السلام هو منارة الأمل في إمكانية حل النزاعات سياسياً ودبلوماسياً".
وكان من المقرر في الأصل أنّ تختتم المحادثات باحتفال رسمي يوم الخميس، لكن تم تأجيله لأن الأطراف طلبت وقتاً إضافياً للعمل على التفاصيل النهائية.
كما يدعو الاتفاق الذي تم التوصل إليه، الجمعة، إلى تشكيل لجنة وطنية واسعة التمثيل بحلول أواخر يوليو/ تموز لمناقشة سلام دائم.
وقال بيترو خلال الحفل: "لقد اقتُرحت هنا اتفاقية ثنائية، وأنا أتفق مع ذلك، ولكن يجب أنّ يكون المجتمع الكولومبي قادراً على مناقشتها والمشاركة فيها".
وقال غارسيا، القائد العام للمجموعة، إنّ مجموعته كانت "واثقة جداً" من توقيع الاتفاقية، رغم أنّه وصفها بأنها "إجرائية" وليست بعد الشيء المطلوب "لتغيير كولومبيا".
وكانت المفاوضات بين الحكومة وآخر مليشيا كبرى في كولومبيا قد استؤنفت في نوفمبر/ تشرين الثاني في كراكاس بعد تعليق استمر أربع سنوات تقريباً.
و"جيش التحرير الوطني" الذي أسسه نقابيون وطلاب من أنصار إرنستو "تشي" غيفارا في عام 1964، حركة التمرّد الرئيسية الوحيدة التي لا تزال نشطة في البلاد منذ وقّعت بوغوتا اتفاق السلام مع فارك في عام 2016.
وتملك هذه المليشيا نحو3500 مقاتل، فضلاً عن شبكة واسعة من المتعاونين، على ما تفيد تقديرات مستقلة.
ولها وجود في 22 من أصل 32 ولاية في كولومبيا، وتستفيد من تجارة المخدرات واستغلال المناجم من دون ترخيص.
وانتهت الجولة الأولى نهاية ديسمبر/كانون الأول مع إعلان الإفراج عن رهائن وإجراءات إنسانية من دون الاتفاق على وقف لإطلاق النار.
وسببت أعمال عنف وتوترات فتوراً في العلاقات بين الطرفين منذ مطلع السنة الحالية، فقتل الجيش تسعة أشخاص يشتبه في أنهم عناصر في "جيش التحرير الوطني" خلال هجوم، على ما أعلن في 30 يناير/ كانون الثاني.
(أسوشييتد برس، العربي الجديد)