استمع إلى الملخص
- أوضحت حماس موقفها من اتفاق وقف إطلاق النار، مشيرة إلى جهودها لوقف العدوان الإسرائيلي، محملة الإدارة الأمريكية مسؤولية استمرار الجرائم، ومشددة على ضرورة ردع الاحتلال.
- دعت حماس إلى تعزيز التضامن العربي والإسلامي، مشيدة بجهود حزب الله وأنصار الله، ودعت إلى تصعيد الفعاليات التضامنية ومقاطعة الاحتلال، مؤكدة على أهمية الوحدة الفلسطينية.
قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، اليوم الاثنين، إنّ عملية "طوفان الأقصى" التي نفذتها المقاومة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، جاءت استجابة طبيعية لما يحاك من مخططات إسرائيلية "تستهدف القضية الفلسطينية وتحكم السيطرة على الأرض والمقدسات وتحسم السيادة على المسجد الأقصى وتنكل بالأسرى وتواصل حصار قطاع غزة"، مؤكدة أنّ العملية "محطة تاريخية في مشروعنا النضالي".
وتحدثت الحركة في بيانها الذي يأتي في الذكرى السنوية الأولى لعملية "طوفان الأقصى"، عن جرائم الإبادة الجماعية التي نفذها الاحتلال طيلة العام، معربة عن تقديرها لصمود أهالي قطاع غزة وتضحياتهم الكبيرة والحاضنة الشعبية للمقاومة، وبطولات رجال المقاومة، مؤكدة أنّ "جرائم الاغتيال الجبانة التي ينفذها الاحتلال ضد قادة ورموز المقاومة لن تزيدنا إلا قوة وصلابة".
وبشأن موقفها من اتفاق وقف إطلاق النار، قالت حماس إنها بذلت، ولا تزال، جهوداً كبيرة لوقف العدوان الإسرائيلي وإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني، وإنها تعاطت بكل إيجابية مع كافة مبادرات وقف إطلاق النار مع تمسكها بوقف العدوان بشكل دائم وانسحاب قوات الاحتلال بشكل كامل والتمسك بحقوق الشعب الفلسطيني، متحدثة عن فشل الأكاذيب والدعاية التي تروجها إسرائيل ضد المقاومة والشعب الفلسطيني في زعزعة الحاضنة الشعبية للمقاومة.
ومرة تلو الأخرى، أحبط رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو على مدار عام كامل من حرب الإبادة على قطاع غزة أي صفقة محتملة لإجراء تبادل الأسرى مع حركة حماس، ووقف الحرب واستعادة 251 إسرائيلياً محتجزاً في القطاع منذ عملية "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، لا يزال 101 منهم في الأسر، باستثناء الصفقة الوحيدة التي قادها الوسطاء، قطر ومصر والولايات المتحدة، وتخللتها هدنة في نوفمبر/ تشرين الثاني 2023. حينها أطلقت إسرائيل سراح 240 أسيراً فلسطينياً من نساء وأطفال، فيما أطلقت "حماس" سراح 81 إسرائيلياً و25 أجنبياً.
وعلى مدار شهري أغسطس/ آب وسبتمبر/ أيلول الماضيين، وصولاً إلى اليوم، الذي يتوّج عاماً كاملاً من حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة، لم يحدث أي تقدّم يُذكر بشأن الصفقة، حتى أن الولايات المتحدة وصلت إلى حد الإحباط من سلوكيات نتنياهو، وأعرب مسؤولون أميركيون غير مرة، أنه يصعب إبرام صفقة قبل الانتخابات الأميركية في 5 نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.
وفيما حمّلت الإدارة الأميركية التي اعتبرتها "شريكة في العدوان على الشعب الفلسطيني"، المسؤولية الكاملة عن استمرار جرائم الإبادة الجماعية، قالت حركة حماس إن توسيع الاحتلال الإسرائيلي دائرة عدوانه لتشمل دولاً عربية وإسلامية في لبنان وسورية واليمن والعراق وإيران؛ يثبت مجدّداً أنَّ الاحتلال "يشكّل خطراً حقيقياً على أمن واستقرار المنطقة، وعلى السلم والأمن الإقليمي والدولي، وأنَّ الحاجة الآن أصبحت ماسة لردع هذا الكيان المارق، وعزله ومقاطعته، وإغلاق كل محاولات دمجه في جسم أمتنا، أو تطبيع العلاقات معه".
وعن جبهات المساندة، قالت حركة حماس إنها تقدر تضحيات حزب الله والجماعة الإسلامية في لبنان، وأنصار الله (الحوثيين) في اليمن، والمقاومة الإسلامية في العراق، داعية "قوى الأمَّة والأحرار فيها إلى الانخراط في هذه المعركة البطولية، لنيل شرف الدّفاع عن القدس والأقصى المبارك". وحضّت الدول العربية والإسلامية إلى اتخاذ خطوات عاجلة تقود إلى وقف العدوان والإبادة المتواصلة، وتنفيذ قرارات القمَّة العربية والإسلامية المشتركة المنعقدة في الرّياض، في الحادي عشر من شهر نوفمبر/ تشرين الثاني من العام الماضي، والتحرّك الجاد لكسر الحصار، وإدخال المساعدات والإغاثة لقطاع غزَّة، وقطع كل أشكال العلاقات السياسية والدبلوماسية والاقتصادية مع إسرائيل.
وعن الدعوى التي رفعتها جنوب أفريقيا وأدت إلى مثول إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية، أعربت حركة حماس عن تقديرها للجهود الجنوب أفريقية وكل الدول التي انضمت للدعوى. كما أشادت بـ"الحراك الجماهيري لكل الشعوب الحرَّة وأصحاب الضمائر الحيّة في كلّ العواصم، والتحرّكات النّقابية والشعبية، والاحتجاجات الطلابية في الجامعات المساندة لحقوق شعبنا، وندعو لتصعيد الفعاليات التضامنية في كافة الميادين والساحات، وتعزيز مقاطعة الاحتلال، والتنديد بجرائمه، والضغط على الدول والكيانات والشركات والمنظمات الدَّاعمة للإبادة الجماعية في قطاع غزة".
ودعت حماس الفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس والداخل المحتل وفي مخيمات اللجوء والشتات إلى "تصعيد كل أشكال المقاومة والنضال ومواجهة العدو الصهيوني ومخططاته"، كما دعت كافة الأطياف السياسية الفلسطينية، من حركات وفصائل ومنظمات وشخصيات وطنية، إلى "الوحدة والتلاحم، وإعلاء صوت المسؤولية الوطنية، وتركيز كل الجهود والمقدرات لمواجهة هذا العدوان".
وفي ختام بيانها، شددت حركة حماس على عدم المساومة على حق الشعب الفلسطيني المشروع في مقاومة الاحتلال بكل الوسائل، من أجل إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، و"العيش حياة حرة كريمة بلا حصار ولا قصف ولا تهديد ووصاية، مثل باقي شعوب العالم".