جدد المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، مساء اليوم الأربعاء، التأكيد على موقف بلاده بشأن أزمة تنفيذ الاتفاق النووي، في إشارة إلى مباحثات فيينا بشأنها، قائلاً إن سياسة إيران "واضحة" في هذا الخصوص، وهي رفع العقوبات بالكامل أولاً والتحقق منه ثم عودة طهران إلى تعهداتها.
وأضاف، في حفل بمناسبة حلول شهر رمضان، وفق التلفزيون المحلي، أن تشخيص الحكومة الإيرانية كان الذهاب إلى المفاوضات لتطبيق هذه السياسة، مشيراً إلى أنه لا يعارض هذا التوجه "لكن يجب الانتباه إلى أن التفاوض لا ينبغي أن يصبح استنزافياً".
وأكد أن إطالة أمد المفاوضات "تضر بالبلاد"، مشيراً إلى الدعوات الأميركية للحوار المباشر مع إيران، وقال إن "أميركا لا تريد من التفاوض القبول بكلمة حق بل فرض رؤيتها الباطلة".
وأوضح أن "المفاوضين الأوروبيين يقرون في اجتماعات خاصة بأن هذه السياسة صحيحة والحق مع إيران، لكنهم على الصعيد العملي تابعون لأميركا"، في إشارة إلى سياسة إيران بشأن رفع العقوبات بالكامل أولاً، مؤكداً أن الاقتراحات الأميركية "غالباً ما تكون اقتراحات متنمرة ومهينة ولا تستحق مجرد النظر إليها".
يشار إلى أن مباحثات فيينا بدأت في الثاني من الشهر الجاري بين أطراف الاتفاق النووي مع كل من إيران والولايات المتحدة، على حد سواء، على أن تستكمل غداً الخميس في جولتها الثالثة.
وتُعقد هذه الجولة على وقع هجوم "نطنز" الأحد الماضي وما أعقبه من تطورات، إذ ردت إيران عليه بخطوات نووية تصعيدية.
وقال الرئيس الإيراني حسن روحاني، اليوم الأربعاء، إن رفع درجة نقاء تخصيب اليورانيوم إلى 60 بالمائة وتركيب أجهزة IR6 للطرد المركزي (الجيل السادس) جاءا رداً على هجوم "نطنز"، الذي وصفه بأنه "جريمة وإرهاب نووي".
واتهم روحاني، في كلمة خلال اجتماع الحكومة، تابعه "العربي الجديد"، إسرائيل بتنفيذ هجوم "نطنز"، قائلاً إن هذه الإجراءات النووية "هي الخطوة الأولى في الرد على مؤامرة الصهاينة".
كما قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في تغريدة على "تويتر" إن استهداف "نطنز" "أطلق دوامة خطيرة لا يمكن احتواؤها إلا من خلال وقف الإرهاب الاقتصادي الذي بدأه "الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب"، في إشارة إلى العقوبات الأميركية.
وأضاف أن الرئيس الأميركي جو "بايدن و(نائبه كامالا) هاريس أمامهما خيار واضح وهو اتفاق أوباما أو سياسة الضغوط القصوى لترامب ولا بديل ولم يبق من الوقت كثير".
إلا أن الخطوات الإيرانية لاقت اعتراضات أوروبية وأميركية وسعودية، كما أصدرت الدول الأوروبية الثلاث الشريكة في الاتفاق النووي، بريطانيا وفرنسا وألمانيا، بياناً مشتركاً، أعربت فيه عن قلقها إزاء رفع إيران نسبة تخصيب اليورانيوم إلى 60 في المائة.
وأكدت الدول الثلاث أن "هذا تطور خطير، لأن إنتاج اليورانيوم عالي التخصيب يشكل خطوة مهمة في إنتاج سلاح نووي"، موضحة أن "إيران ليست لديها حاجة مدنية حقيقية تستدعي رفع تخصيب اليورانيوم إلى هذه النسبة".
كذلك أبدت الخارجية السعودية، اليوم الأربعاء، قلقها واعتراضها على هذه الخطوات، قائلة إنها لا يمكن اعتبارها جزءاً من برنامج نووي سلمي.
ودعت الرياض إلى "تفادي التصعيد وعدم تعريض أمن المنطقة لمزيد من التوتر، والمشاركة بجدية في المحادثات الحالية في فيينا".
لكن سبق أن رفضت طهران عدة مرات إشراك السعودية في المباحثات النووية، داعية إياها إلى "حوار إقليمي".