قُتل وجُرح عناصر من قوات النظام السوري، مساء أمس الإثنين، بانفجار استهدف رتلاً في البادية بريف حماة الشرقي وسط البلاد، بينما قصف الطيران الحربي الروسي مناطق في البادية بريف الرقة الجنوبي الشرقي، تزامناً مع تعزيز النظام لقواته في البادية وفي درعا جنوباً.
وقالت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، إنّ الطيران الحربي الروسي ضرب أهدافاً عديدة في مناطق بريف الرقة الجنوبي الشرقي، شرقي سورية، تركزت على محور بادية جبل البشري الممتد بين الرقة ودير الزور. ولم تتبين الأهداف التي طاولتها الضربات، وجاءت، بحسب المصادر، عقب هجوم بعبوات ناسفة طاول رتلا للنظام في ريف حماة القريب من ريف الرقة.
وبحسب المصادر، فإنّ هجوماً بعبوات ناسفة طاول رتلاً للنظام في منطقة بئر الأعور في بادية سلمية بريف حماة الشمالي الشرقي، وأدى إلى وقوع قتلى وجرحى (لم تحدد عددهم) جرى نقلهم إلى المستشفى الوطني في مدينة سلمية. وقالت المصادر إنّ الهجوم تزامن مع تعزيز النظام لقواته على محاور عديدة في البادية، تمهيداً لعملية تمشيط جديدة.
يذكر أنّ قوات النظام، ومنذ أشهر، تقوم بعملية تمشيط في محاور عديدة بالبادية بدعم روسي مكثف وخاصة من الطيران الحربي، بهدف القضاء على خلايا تنظيم "داعش" الإرهابي، إلا أن تلك العملية لم توقف الهجمات المتكررة على قوات النظام.
وكان النظام قد استقدم، خلال الأسبوع الماضي، تعزيزات عسكرية إلى بوادي السخنة وتدمر والبشري دعماً لقواته التي تقوم بعمليات التمشيط بإشراف من غرفة عمليات روسية.
وفي جنوب البلاد، استقدمت قوات النظام تعزيزات عسكرية إلى منطقة محجة بالقرب من مدينة إنخل بريف درعا الشمالي، ورفعت سواتر ترابية وأقامت تحصينات جديدة في محيط فرع أمن الدولة هناك.
وقال الناشط محمد الحوراني، لـ"العربي الجديد"، إنّ التعزيزات تأتي بعد تكرر الهجمات التي تستهدف عناصر ودوريات فرع أمن الدولة في المنطقة، مضيفاً أنّ قدوم التعزيزات تزامن مع حملة تفتيش في محيط المنطقة وجرى خلالها أيضاً اعتقال مجموعة من الشبان.
وتتلقى قوات النظام والمليشيات التابعة لها، هجمات بشكل شبه يومي، في عموم مناطق سيطرتها بدرعا، وأدت تلك الهجمات إلى خسائر بشرية فادحة في صفوفها.
إلى ذلك، قالت مصادر لـ"العربي الجديد"، إنّ عنصرين من "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) قُتلا، وأُصيب ثالث، بهجوم صاروخي من مجهولين، طاول سيارة عسكرية كانت تجري دورية روتينية في محيط بلدة تل السمن بريف الرقة الشمالي، شمال شرقي البلاد.
وذكرت المصادر أنّ المنطقة التي وقع فيها الهجوم تتواجد فيها قاعدة للقوات الروسية، كما يتواجد فيها عناصر تابعون لقوات النظام السوري. وكانت القوات الروسية قد انتشرت هناك إثر إخلاء المنطقة من القوات الأميركية في أكتوبر/ تشرين الأول عام 2019.
وتحدثت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، أمس الإثنين، عن مقتل أربعة عناصر من "قسد" جراء هجوم من مجهولين على حاجز في ناحية الدشيشة بريف الحسكة الجنوبي. وذكرت المصادر أن الهجوم وقع بقذائف صاروخية وأدى أيضاً إلى خسائر مادية. ولم تعلن أي جهة وقوفها وراء الهجوم.
النظام يفرج عن امرأتين تحت التهديد
على صعيد آخر، أفرجت قوات النظام السوري، مساء أمس الإثنين، عن امرأتين، بعد تهديدات من فصيل "حركة رجال الكرامة" المسلح بالرد في حال عدم إطلاق سراحهما، في انتظار إطلاق سراح شابين من أقربائهما.
وقالت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، إن فرع المخابرات الجوية التابع للنظام كان قد اعتقل امرأتين وشابين من عائلتين تنحدران من محافظة السويداء ما دفع مقاتلي "حركة رجال الكرامة" إلى الاستنفار والانتشار في محيط مواقع النظام بالسويداء، والتهديد بالهجوم في حال لم يمتثل النظام للمطالب بإطلاق سراحهم.
وأوضحت المصادر أن مفاوضات جرت بين الطرفين أفضت إلى إطلاق سراح النساء، بينما تلقى الفصيل وعوداً بإطلاق سراح الشابين في وقت لاحق، مضيفة أن أسباب الاعتقال لم تتوضح بعد، ولم تُعرَف ما هي التهم التي وجهت لهم.
وذكرت "شبكة السويداء 24"، أمس، أن قوات النظام اعتقلت المواطنين "أمجد سهيل الحجلي" و"ضحى غالب الحجلي" من سكان جرمانا في ريف دمشق، وهما ينحدران من السويداء، إضافة إلى اعتقال مواطن آخر مع زوجته لم تحدد الشبكة هويتهما.
وجرى اعتقالهم من قبل فرع المخابرات الجوية في محافظة حمص، وهم في طريق العودة من اللاذقية، حيث كانوا في رحلة صيفية، بحسب الشبكة الإخبارية.
ولفتت إلى أن اعتقالهم جاء على خلفية خلاف شخصي حدث أثناء تواجدهم في اللاذقية مع أشخاص يبدو أنهم على صلة قوية بالأجهزة الأمنية التابعة للنظام، وقاموا بتعميم أسمائهم على الحواجز، وقالت الشبكة إن السلطات الأمنية التابعة للنظام أنكرت في البداية اعتقالهم، لكنها اعترفت بذلك بعد ضغوط.
وقالت مصادر، لـ"العربي الجديد"، إن فصيل "رجال الكرامة" انتشر في العديد من المناطق بمحافظة السويداء وحاصر مواقع ومراكز للنظام السوري وهدد باقتحامها في حال لم يجر الإفراج عن النساء أولاً، مضيفة أن فصيل "رجال الكرامة" اعتبر أن موضوع الاعتقال "اعتداء على العرض والشرف" وأن هناك دوافع طائفية وراء عملية الاعتقال.
وشهدت السويداء سابقاً العديد من الحوادث المشابهة، حيث رضخ النظام لضغوط الفصائل المحلية، ما دفعه للإفراج عن معتقلين جرى اعتقالهم لأسباب غير معروفة أيضاً.
وتعاني السويداء عموماً من سلطات النظام التي تلاحق الشبان أثناء تنقلهم، بهدف زجهم في صفوفها عن طريق قانون التجنيد الإجباري.