استبق مناهضو التطبيع في المغرب، وصول وفد إسرائيلي رفيع بمعية جاريد كوشنر، مستشار الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إلى المغرب، الثلاثاء، من أجل تفعيل الاتفاق المغربي الأميركي بشأن استئناف الرباط علاقاتها الرسمية مع تل أبيب، بتجديد رفضهم للخطوة.
واعتبر رئيس المرصد المغربي لمناهضة التطبيع مع إسرائيل، أحمد ويحمان، أن أي تطبيع مع الكيان الصهيوني اعتداء على مشاعر الشعب المغربي، وإهانة لا يمكن تغطيتها بأي حديث عن المصلحة الوطنية، على اعتبار أن ذلك التطبيع يتناقض مع النزاع الحقوقي والديني والروحي والأخلاقي، كما أنه يتم مع "عدو يدنس مقدسات المغاربة ويحتل أولى قبلتهم ومسرى رسولهم يومياً، ويسعى لإقامة الهيكل المزعوم، عدو صادر ممتلكاتهم وأوقافهم وهدم حارة المغاربة في القدس".
وقال ويحمان، في تصريحات لـ "العربي الجديد": "نرفض هذا التطبيع ونقاومه بما لدينا، صحيح أن المنع السائد الآن لأي شكل من أشكال التعبير عن الرأي، إلا أننا سنحاول التعبير عن رفضنا بقدر ما يسمح به هامش التعبير"، مضيفاً "نحاول أن تتفادى لغماً من الألغام التي ألقت بها أميركا بمعية الكيان الصهيوني، وهو أن يصطدم الشعب بالدولة وأن تصطدم هذه الأخيرة بمواطنيها، وإذا كان قرار الدولة إلى حد الآن هو منع التعبير عن رفض التطبيع، فإن قرارنا هو تجنب الاصطدام مع الدولة ومواصلة كفاحنا ضده".
وفيما تصطدم تحركات مناهضي التطبيع بسلوك السلطات نهج المنع في وجه كل أشكال الاحتجاج ضد خطوة استئناف العلاقات بين المغرب وإسرائيل، دعا ويحمان "الشعب المغربي إلى التعبير عن رأيه بشكل سلمي وتفادي الاصطدام"، مشيراً إلى أن سقف المرحلة بالنسبة للقوى الشعبية هو إسقاط التطبيع.
من جهته، قال الناشط المغربي ذو الأصول اليهودية، ومنسق حركة "مقاطعة إسرائيل" BDS ، سيدون أسيدون، إن التعبير عن الرأي المخالف للرأي الرسمي بخصوص التطبيع أضحى ممنوعاً في المجال العمومي، مبدياً استغرابه، في اتصال مع "العربي الجديد "، من الصمت المطبق الذي يخيم في المغرب بشأن زيارة الوفدين الأميركي والإسرائيلي إلى الرباط، وهو الصمت الذي تكسره تسريبات صحافة الكيان الإسرائيلي فيما لا نجد لذلك أي أثر في الصحافة المغربية.
وكانت السلطات المغربية منعت، الأسبوع الماضي، فعاليات مناهضة للتطبيع من تنظيم وقفة أمام مقر البرلمان احتجاجاً على إعلان استئناف العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل، فيما أطلقت هيئات مغربية، الأربعاء الماضي، عريضة ضد الزيارة المرتقبة لمستشار الرئيس الأميركي إلى الرباط لإجراء محادثات بشأن اتفاق تطبيع العلاقات بين الرباط وإسرائيل، الذي تم التوصل إليه الأسبوع الماضي.
وأعلنت 11 هيئة مغربية عن رفضها المطلق لزيارة كوشنر، معتبرة حضوره على أرض المغرب أمراً مرفوضاً، "لأن المغاربة يعتبرون فلسطين قضية وطنية ويعتبرون الكيان الصهيوني كيان غصب واحتلال وعنصرية وإجرام لا يمكن مطلقاً التطبيع مع وجوده ولا التعامل معه بأي شكل من الأشكال".
وينتظر أن يصل الثلاثاء، إلى مطار الرباط سلا، وفد أميركي بقيادة جاريد كوشنر ومسؤولين يتقدمهم آفي بيركوفيتش، مبعوث الشرق الأوسط، وآدم بوهلر، رئيس مؤسسة تمويل التنمية الدولية الأميركية؛ فيما يقود مئير بن شابات، مستشار الأمن القومي، الوفد الإسرائيلي، وهو المسؤول الذي ترأس الوفود الإسرائيلية إلى كل من الإمارات والبحرين والسودان بعد إعلان تطبيع العلاقات.