أعلنت شركة "المهام للحماية والحراسات الأمنية" العاملة في مناطق سيطرة النظام السوري، والمدعومة من روسيا، عن فتح باب التجنيد لمختلف الفئات العمرية في محافظات اللاذقية، وطرطوس، وحماة، وحمص، ومنطقتي جبلة وبانياس، وذلك بُغية حماية المنشآت النفطية في بادية ريف حمص الشرقي، أبرزها حقل "شاعر" للغاز الذي تُسيطر عليه القوات الروسية.
وقالت مصادر مُطلعة على عقود التجنيد ضمن مناطق سيطرة النظام السوري، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن "شركة المهام للحماية والحراسات الأمنية طلبت من مكاتبها خلال الـ48 ساعة الماضية، تجنيد 700 شخص، سواء مدنيين أو عسكريين، من محافظات اللاذقية، وطرطوس، وحمص، وحماة، ومنطقتي جبلة وبانياس بصفة (حارس)، مقابل راتب مادي قدره 200 ألف ليرة سورية (60 دولارا أميركيا)، شهرياً للمجندين الذين يرغبون في الحراسة داخل كرفانات ونقاط حراسة على طريق بادية حمص-الرقة (طريق إمداد المحروقات لقوات النظام)".
وأكدت المصادر أن "الشركة أعلنت عن عقود تجنيد أخرى داخل منشآت نفطية، أبرزها حقل (شاعر) للغاز، شرق محافظة حمص، مقابل راتب مادي للمجند 250 ألف ليرة سورية (68 دولارا أميركيا)، بالإضافة لسلة غذائية شهرية يحصل عليها المجند في نهاية كل شهر".
وأشارت المصادر إلى أن "العقود مدتها ستة أشهر، وتلقائياً كل شهر يزيد راتب المجند بنسبة 10% مقابل دوام كامل لـ20 يوماً، واستراحة 10 أيام"، لافتةً إلى أن "المجندين سوف يحصلون على بطاقات أمنية صادرة عن فرع (الأمن العسكري) التابع للنظام، تساعدهم في المرور على حواجز النظام داخل مناطق سيطرته".
وأشارت المصادر إلى أن "القوات الروسية طلبت من الشركة تجنيد 400 شاب من أصل 700 لحماية وحراسة حقل (شاعر) للغاز، شرق محافظة حمص، وذلك بعد انتهاء عقود المجندين القدامى وعودة قسم منهم إلى مناطقهم السابقة، بالإضافة لسحب عدد من عناصر قوات (فاغنر) الروسية الذين كانوا موجودين داخل الحقل، وسحبهم إلى مناطق أخرى في البادية السورية ومشاركتهم في المعارك هناك ضد خلايا تنظيم (داعش)".
وكانت القوات الروسية قد أعلنت، مطلع ديسمبر/ كانون الأول من العام الفائت، عن تنفيذ عملية عسكرية واسعة النطاق ضد خلايا تنظيم "داعش" في البادية السورية، انطلاقاً من بادية مدينة السخنة، شرق محافظة حمص، وصولاً إلى بادية الرصافة، جنوبي غرب محافظة الرقة، وذلك بعد مقتل العشرات من عناصر النظام والمليشيات المساندة له نتيجة هجمات شنتها خلايا التنظيم على مدار العام الفائت.
وعلى الرغم من تنفيذ الطائرات الحربية الروسية مئات الغارات في البادية التي يُسيطر عليها النظام على مغاور وكهوف تتخذها خلايا التنظيم أوكاراً لها، إلا أن هجمات التنظيم تضاعفت، دون إحراز أي سيطرة للروس والإيرانيين على تعاظم نشاط التنظيم.
وبحسب المصادر، فإن القوات الروسية والمليشيات المدعومة منها، مثل "الفيلق الخامس"، و"الفرقة 25 مهام خاصة"، جندت منذ بداية يناير/ كانون الثاني الجاري سبع دفعات مقاتلين يراوح عددهم بين الـ2500 و3000 مقاتل، 75% منهم تم تجنيدهم لحراسة المنشآت النفطية وطرق الإمداد في البادية السورية، و25% منهم تم تجنيدهم لصالح الـ"الفرقة 25 مهام خاصة" لتدعيم الخطوط الخلفية لها على جبهات محافظة إدلب وأريافها.
وكانت "الفرقة 25 مهام خاصة" قد بدأت في بداية كانون الثاني/ يناير الحالي عدة دورات تدريبية لمقاتليها في قرى وبلدات معرة حرمة، ومعرشورين، والدير الشرقي، والغدفة، وكفرعميم ومدينة معرة النعمان، جنوب شرقي محافظة إدلب، حيث إن مدينة معرة النعمان تعتبر المعقل الرئيسي للفرقة منذ سيطرة قوات النظام على المدينة في الـ28 من يناير/كانون الثاني عام 2020.