روسيا: دعوات إلى الحسم في أوكرانيا لتجنب مصير حلب السورية

05 ديسمبر 2024
عناصر فصائل المعارضة السورية حول مطار حلب، 2 ديسمبر 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- شهدت التطورات في سوريا تفاعلاً بين المدونين الداعمين لروسيا في أوكرانيا، حيث اعتبروا أن تجميد الحرب الأهلية منذ 2020 يعزز من قوة العدو، داعين لتجنب تكرار هذا السيناريو في أوكرانيا.
- أكدت صحيفة فزغلياد أن تجميد الحرب لا يحقق النصر، مشددة على أهمية الإرادة السياسية لروسيا لفرض شروطها على الغرب لتجنب تهديد أوكرانيا.
- أشار مستشرقون روس إلى أن سيطرة "هيئة تحرير الشام" على حلب تعكس أزمة الدولة السورية وتفاقم الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية بسبب انشغال روسيا وإيران بالصراعات الأخرى.

أثار تقدّم فصائل المعارضة في سورية تفاعلاً واسعاً بين المدونين والكتّاب الداعمين للحرب الروسية في أوكرانيا الذين رأوا في سقوط حلب وغيره من التطورات الميدانية نتيجةً لما اعتبروه تجميد الحرب الأهلية في سورية منذ عام 2020 مع الإبقاء على وجود الفصائل في محافظة إدلب، داعين إلى عدم تكرار السيناريو ذاته عبر القبول بـ"حلول وسط" من أجل وقف النزاع في أوكرانيا بلا تسوية نهائية.

وكتب المدون الحربي أوكراني الأصل الموالي لروسيا، يوري بودولياكا، البالغ عدد متابعي قناته على "تليغرام" أكثر من 3 ملايين، اليوم الخميس، أن "النظام النازي في كييف بأمسّ الحاجة إلى الاستراحة لبضع سنوات يستجمع خلالها قواه ويكون مستعداً للحرب من جديد". وذكّر بودولياكا بأن "تركيا أصرت قبل بضع سنوات على أن ترحم روسيا والأسد المسلحين في إدلب مع وعود بسلام مستديم"، متهماً أنقرة بإعادة تسليحهم واستغلال انشغال روسيا وإيران عن سورية ونسيان جميع الاتفاقات.

وشدد على ضرورة "تفكيك" أعمدة الدولة الأوكرانية كافة بصورتها الحالية من أجل تحقيق السلام الدائم، لا هدنة "حتى المرة المقبلة" التي سترى فيها الولايات المتحدة أو بريطانيا أنه حان وقت للانتقام. وبدورها، نشرت صحيفة فزغلياد الإلكترونية الموالية للكرملين أمس الأربعاء، مقالاً بعنوان "ثلاثة أهم دروس لروسيا من سقوط حلب"، ذكرت فيه مجموعة من العوامل لنجاح من قالت إنهم "إرهابيون موالون لتركيا" في حلب، بما فيها ضعف الحكومة السورية وانشغال روسيا بحربها في أوكرانيا والقناعة بتردد طهران وصعوبة وضع حزب الله اللبناني بعد النزاع مع إسرائيل.

واعتبر كاتب المقال أن الأهم بالنسبة إلى روسيا ليس تحرير حلب مرة أخرى بقدر ما هو استخلاص عدد من الدروس الهامة من نجاح المسلحين، وعلى رأسها درس مفاده أن "تجميد الحرب لا يؤدي إلى نصر"، بل إلى "إعادة تسليح وتجهيز عدو على شفا هزيمة حتى يصطادك في اللحظة المناسبة". أما الدرس الثاني، وفق الصحيفة، فهو أن "الإرادة السياسية قد تكون أهم من الاعتبارات الظرفية" التي اختارها النظام السوري، محذرة من وقوع روسيا في موقف مماثل ما لم تبدِ إرادة لإرغام الغرب على قبول جميع شروطها حتى لا يعود ما تبقى من أوكرانيا تحت سيطرة كييف يشكل تهديداً لموسكو. 

تقارير عربية
التحديثات الحية

في المقابل، أبدى مستشرقون روس درجة أكبر من الاتزان عند تناولهم الأحداث الدراماتيكية في سورية من دون ربطها بأوكرانيا ربطاً مباشراً، إذ أقرّ كبير الباحثين بمركز دراسات الشرق الأوسط بمعهد الاقتصاد العالمي والعلاقات الدولية التابع لأكاديمية العلوم الروسية، نيقولاي سوخوف، بأن سيطرة "هيئة تحرير الشام" المصنفة في روسيا منظمة إرهابية على حلب، كشفت "تنامي أزمة الدولة السورية بجوانبها العسكرية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية".

وفي مقال بعنوان "سقوط حلب وصورة سورية البديلة" نُشر في موقع مجلة روسيا في السياسة العالمية أول أمس الثلاثاء، اعتبر سوخوف أن "هيئة تحرير الشام أثبتت مكانتها قوةً معارضة رائدة بسيطرتها على ثاني أهم مدينة سورية، حلب"، جازماً بأن الواقعة "تشكل ضربة للهيبة السياسية والعسكرية لحكومة بشار الأسد" وتنسف ثقة السكان والحلفاء الدوليين فيها. وأقرّ بأن عجز روسيا عن منع سقوط حلب رغم شنها ضربات جوية مكثفة "يظهر شحّ مواردها، ولا سيما على خلفية أعمال القتال في أوكرانيا"، موضحاً أن إيران تواجه هي الأخرى تراجعاً لمواقعها على إثر زيادة الصعوبات في إيصال الإمدادات إلى وكلائها، بمن فيهم حزب الله، بعد خسارة حلب. 

وكان رئيس مركز دراسات الشرق الأوسط، الأستاذ الزائر في المدرسة العليا للاقتصاد بموسكو، مراد صادق زاده، قد رأى هو الآخر في حديث لـ"العربي الجديد" مطلع ديسمبر/كانون الأول الجاري، أن الوضع الراهن ناجم عن تردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في سورية التي تستنزفها العقوبات الأميركية، مجتمعاً مع انشغال الداعمين الخارجيين الرئيسيين، موسكو وطهران، بمواجهتيهما في أوكرانيا والشرق الأوسط على التوالي.

المساهمون