زعيم "الحشد الشعبي": لن نتدخل في الشأن السوري

17 ديسمبر 2024
مقاتلون من قوات الحشد الشعبي في بغداد، 26 ديسمبر 2023 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أكد فالح الفياض، رئيس هيئة الحشد الشعبي، التزام الحشد بتوجيهات رئيس الوزراء بعدم التدخل في الشأن السوري، مشيرًا إلى التعاون الأمني المشترك بين العراق وسورية.
- التقى الفياض بالرئيس السوري بشار الأسد لبحث مكافحة الإرهاب، وأوضح أن الفصائل العراقية لم تعد تسعى للقتال في سورية، خاصة مع التهديدات الأميركية.
- دعا زعماء عراقيون مثل أحمد الشرع ومقتدى الصدر إلى عدم التدخل في سورية، محذرين من الانخراط في حرب جديدة، مع وجود 11 فصيلاً عراقياً مسلحاً هناك منذ 2012.

في أول تعليق واضح من رئيس هيئة الحشد الشعبي في العراق فالح الفياض، حول التغيير في سورية ورحيل نظام الأسد، شدد على أن "الحشد الشعبي"، المظلة الجامعة لأكثر من 70 فصيلاً مسلحاً في العراق، لن تتدخل في الشأن السوري كما يروج البعض، مؤكداً الالتزام بتوجيهات وقرارات رئيس الوزراء محمد شياع السوداني.

وقال الفياض في كلمة ألقاها خلال اجتماع أمني في كركوك، إن "سورية بلد عزيز وجار قريب، والعراق من حقه أن يتكلم في الشأن السوري، وإن رأي العراق لم يؤخذ بما جرى في سورية طيلة السنوات السابقة". وأضاف: "لا نتمنى للسوريين أن تدب بينهم الفرقة، فسورية مجالنا الحيوي وبيننا تناظر اجتماعي وتاريخ مشترك، والحشد الشعبي لن يتدخل في شأن الشعب السوري، لكن العراق وسورية بمساحة أمنية واحدة"، وفقاً لقوله.

وأكمل أن الحشد الشعبي "يأتمر بأوامر القائد العام للقوات المسلحة (رئيس الحكومة)، ونحن الأكثر التزاماً بالتوجيهات، ونحن حماة أساسيون للدولة ولا نلتفت لما يطلقه المغرضون من هنا وهناك"، موضحاً: "لم نرسم موقفاً نهائياً عما يجري في سورية لحد الآن لأن الامور ما زالت غير واضحة هناك". وهذا الموقف الجديد، من "الحشد الشعبي"، هو الأحدث الذي يحمل تأكيداً آخر على عدم تدخلهم بالشأن السوري.

يُذكر أن الفياض، كان قد التقى بشار الأسد، في مايو/أيار الماضي، في العاصمة السورية دمشق، وبحثا تعزيز التعاون بين البلدين في مجالات مكافحة الإرهاب والتنسيق الفعال لضبط الحدود وملاحقة التنظيمات المتطرفة وفلولها التي تسعى لاستهداف أمن سورية والعراق"، وفق بيان صدر عن مكتب الفياض. 

لكن التعليق الأخير للفياض، يُفهم على أنه وجهة نظر الفصائل العراقية التي قاتلت لصالح بشار الأسد في السنوات الماضية، والتي اتهمت بارتكاب جملة من الانتهاكات بحق السوريين، ويعني أن هذه الفصائل لم تعد تطمع في مزيدٍ من القتال، خصوصاً مع التهديدات الأميركية بشأن استهداف أي تحركات عراقية ضد الوضع الجديد في سورية، كما يبدو أنه يمثل وجهة النظر الإيرانية أيضاً.

وسبق أن حذر زعيم هيئة تحرير الشام، أحمد الشرع، من تدخل أي قوة متحالفة مع إيران، مثل الحشد الشعبي في العراق، في المواجهات الجارية في سورية. وطالب الشرع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني بأن "ينأى بالعراق من أن يدخل في أتون حرب جديدة".

عقب ذلك، دعا زعيم التيار الصدري في العراق مقتدى الصدر، الحكومة والفصائل العراقية المسلحة إلى "عدم التدخل" في ما يحصل بسورية. وشدّد الصدر في منشور على منصة "إكس" على "ضرورة عدم تدخل العراق حكومة وشعباً"، وأيضاً طالب بعدم تدخل كل الجهات والمليشيات والقوات الأمنية في الشأن السوري"، داعياً "الحكومة إلى منعهم من ذلك ومعاقبة كل من يخرق الأمن السلمي والعقائدي".

وكان 11 فصيلاً عراقياً مسلحاً يمتلك تمثيلاً عسكرياً في سورية منذ مطلع العام 2012 ولغاية الآن، لدعم قوات النظام السوري، ومن بين هذه الفصائل العراقية في سورية تستحوذ أربعة منها على غالبية مناطق الانتشار المحددة لها في الشرق السوري المحاذي للعراق بمحافظة دير الزور وبلدة البوكمال ومحيط منطقة التنف، وعلى حدود المنطقة الشمالية المتاخمة لإدلب، وفي مناطق من البادية السورية، إلى جانب مقار لا نشاط عسكرياً لها حالياً في ضواحي دمشق وحلب.

المساهمون