استمع إلى الملخص
- تايوان تحافظ على وجودها في أكثر من أربعين منظمة إقليمية وتحصل على وضع مراقب في عدة هيئات، بدعم من الولايات المتحدة ومجموعة الدول السبع، رغم الضغوط الصينية لمنع مشاركتها الدولية.
- تستعد تايوان لإجراء مناورات حربية سنوية تحاكي القتال الفعلي، في ظل تزايد التهديدات من الصين، مما يعكس التوتر المتصاعد في المنطقة وسعي تايوان لتعزيز قدراتها الدفاعية.
أبرزت وسائل إعلام صينية، اليوم الأحد، سعي الولايات المتحدة إلى توسيع مشاركة تايوان في المجتمع الدولي، وذلك على خلفية اجتماع عقد يوم الجمعة في تايبيه بين مسؤولين أميركيين وتايوانيين. وكانت وزارة الخارجية الأميركية قد أعلنت، في بيان، أمس السبت، أنّ مسؤولين أميركيين وتايوانيين أجروا محادثات في تايبيه بشأن توسيع دور الجزيرة في الشؤون الدولية، وأنّ المشاورات ركزت على توسيع المشاركة الهادفة لتايوان في منظومة الأمم المتحدة والمحافل الدولية الأخرى، بما في ذلك منظمة الصحة العالمية ومنظمة الطيران المدني الدولي.
وضمّت المحادثات، بحسب الخارجية الأميركية، ممثلين عن المعهد الأميركي في تايوان (إيه آي تي)، ومكتب الممثل الثقافي والاقتصادي لتايبيه في الولايات المتحدة (تيكرو)، بالإضافة إلى ممثلين عن وزارتي خارجية الولايات المتحدة وتايوان.
ولفت بيان الخارجية الأميركية، إلى أنّ تايوان تتمتع بخبرة عالمية وقيمة مفيدة في مواجهة التحديات الملحة، بدءاً من الصحة العامة الدولية والأمن الغذائي حتى سلامة الطيران وتغير المناخ، بالإضافة إلى تمتعها بقدرة واستعداد واضحين للمساعدة في معالجة القضايا العالمية ودعم المجتمع الدولي. وشدد البيان على أنّ دعم الولايات المتحدة لمشاركة تايوان الهادفة في المحافل الدولية، يتماشى مع سياسة الولايات المتحدة "صين واحدة" التي يسترشد بها قانون العلاقات مع تايوان، والبيانات المشتركة الثلاثة، والضمانات الستة - الاتفاقيات الرئيسية التي تقوم عليها العلاقات الدبلوماسية الرسمية منذ عام 1979 بين الولايات المتحدة والصين.
يُشار إلى أنّ الصين منعت لعقود من الزمن مشاركة تايوان المتمتعة بالحكم الذاتي في وكالات الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الدولية، وتقول إنّ مثل هذه المؤسسات والمنظمات الدولية لا ينبغي أن تشارك فيها إلا الدول. وقد سعت بكين إلى توسيع هذا التوجه ليشمل حتى منع الزوار التايوانيين من دخول مبنى الأمم المتحدة في نيويورك أو التجوال فيه. بينما احتجت تايبيه باستمرار على جهود بكين لتقييد مشاركة الجزيرة في الاجتماعات الدولية.
كذلك كانت واشنطن قد اقترحت في وقت سابق، السماح لتايوان بالدخول إلى منظمة الصحة العالمية بصفة مراقب، بسبب نجاح تجربتها في مكافحة فيروس كورونا، وهو الموقف الذي تدعمه مجموعة الدول السبع الاقتصادية، وترفضه بكين بشدة.
وبالرغم من التشديد والملاحقة الصينية، فإنّ تايوان عضو في أكثر من أربعين منظمة إقليمية ذات طابع اقتصادي، بما في ذلك بنك التنمية الآسيوي، ومنتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ، ومنظمة التجارة العالمية. كما أنها تتمتع بوضع مراقب في العديد من الهيئات الأخرى.
يُذكر أنّ 12 دولة فقط في العالم تقيم علاقات دبلوماسية رسمية مع تايوان، ويتضاءل هذا العدد تحت ضغط متزايد من بكين. وفي مطلع العام الماضي، قطعت هندوراس علاقاتها مع تايبيه وأقامت علاقات رسمية مع الصين. وأعقب ذلك تحول مماثل من دولة ناورو، وهي جزيرة صغيرة في أوقيانوسيا وسط المحيط الهادئ.
هذا وتعتبر بكين تايوان جزءاً لا يتجزأ من الأراضي الصينية، ويمكن إعادة توحيدها بالقوة إذا لزم الأمر. ولا تعترف معظم الدول، بما في ذلك الولايات المتحدة بتايوان دولةً مستقلة، لكن واشنطن تعارض أي محاولة للاستيلاء على الجزيرة التي تتمتع بالحكم الذاتي بالقوة، وهي ملزمة قانوناً بدعم القدرة الدفاعية العسكرية لتايوان، كما دعمت التمثيل الموسع للجزيرة على الساحة الدولية. غير أن هذا التوجه يصطدم دائماً برفض صيني.
تايوان تحاكي حرباً فعلية في مناروات حربية
من جهة أخرى، قال مسؤول كبير، في حديثه مع وكالة رويترز، إنّ المناورات الحربية السنوية التي تجريها تايوان هذا العام ستكون أقرب ما يمكن إلى القتال الفعلي، وستهدف إلى محاكاة قتال حقيقي بالنظر إلى "تهديد العدو" المتزايد على نحو سريع من الصين. وتجري الصين، مناورات منتظمة حول الجزيرة منذ أربع سنوات للضغط على تايبيه لقبول مطالبة بكين بالسيادة، على الرغم من اعتراضات تايوان القوية.
وتبدأ تايبيه مناورات هان كوانغ التي تستمر خمسة أيام في 22 يوليو/ تموز. وقال مسؤول كبير في وزارة الدفاع التايوانية، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته حتى يتمكن من التحدث بحرية أكبر، إنّ هناك حاجة ملحة إلى إعادة النظر في كيفية إجراء التدريبات. وأضاف أنه "في السنوات القليلة الماضية، تغير تهديد العدو بسرعة. يجب أيضاً مراجعة خطتنا القتالية الدفاعية باستمرار على أساس متجدد. أصبحت الحاجة الملحة إلى التدريب القتالي الشامل أكثر أهمية".
وذكر أن العناصر التي كانت في الغالب مخصصة للاستعراض، مثل المناورات التدريبية، ألغيت، بينما ستكون هناك تدريبات ليلية هذا العام، وعلى غير العادة، سيتم تضمين العاصمة تايبيه أيضاً. ولم ترد وزارة الدفاع الصينية على المكالمات الهاتفية التي تطلب التعليق على التدريبات خارج ساعات العمل. وقالت في وقت سابق إنه من غير المجدي أن تعتقد تايوان أن بإمكانها استخدام الأسلحة لمنع "إعادة التوحيد".