ارتفعت حصيلة القصف المدفعي على مدينة الباب الخاضعة لسيطرة "الجيش الوطني السوري" بريف حلب، شمالي البلاد، اليوم الأربعاء، إلى 9 قتلى و31 جريحا.
وقالت منظمة الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء)، في بيان، إن 9 مدنيين قتلوا، وجرح 31 آخرون، بعضهم حالاتهم حرجة، في حصيلة غير نهائية، اليوم الأربعاء، جراء قصف صاروخي مصدره المناطق التي تسيطر عليها قوات النظام و"قوات سورية الديمقراطية"، استهدف السوق الشعبي في مدينة الباب.
اشتباكات وقصف على الحدود السورية – التركية
من جهة أخرى، أفاد مراسل "العربي الجديد" في الحسكة بأن مناطق التماس بين قوات المعارضة و"قوات سورية الديمقراطية" شهدت توترا كبيرا وقصفا مدفعيا وصاروخيا أدى لحركة نزوح في المنطقة. ويأتي هذا التوتر بعد القصف الذي طاول مدينة الباب.
وأوضح أن المدفعية التركية قصفت بلدة أبو راسين ومنطقة عين ديوار بريف الحسكة والمناطق المحيطة بها، لافتا إلى أن القصف امتد حاليا على طول الشريط الحدودي من منطقة سيمالكا عند مثلث الحدود السورية العراقية التركية وصولا إلى محيط مدينة الباب بريف حلب.
كما شهدت مدينة عين عيسى بريف الرقة اشتباكات بالأسلحة المتوسطة والثقيلة، دون ورود معلومات عن أي خسائر.
من جانب آخر، أعلنت "قسد" في بيان صحافي نشره المركز الإعلامي التابع لها، اليوم الأربعاء، عن مقتل أربعة من عناصرها وجرح خمسة آخرين، ليلة أمس، في القصف التركي الذي استهدف محطة الكهرباء بريف بلدة المالكية.
من جهتها، أعلنت وزارة الدفاع التركية في بيان، اليوم الأربعاء، عن تدمير قرابة 80 موقعا في 3 مناطق بمشاركة نحو 60 مقاتلة في إطار عملية "نسر الشتاء" شمالي العراق وسورية.
وأوضحت أن القوات المسلحة التركية دمرت مخابئ وأوكار وتحصينات وكهوفا ومستودعات ذخيرة ومقرات قيادة ومعسكرات تدريب يستخدمها "الإرهابيون" في مناطق ديريك-المالكية، شمالي سورية، وسنجار وقراجق، شمالي العراق.
وكانت مصادر محلية قد قالت في وقت سابق من اليوم، لـ"العربي الجديد"، إن قصفا صاروخيا ومدفعيا مصدره مناطق سيطرة "قسد" غرب مدينة الباب طاول أحياء ومنازل في مركز المدينة وسوق النوفوتيه ومنطقة الشارع الرئيسي، ما أدى إلى وقوع 15 مدنيا على الأقل بين قتيل وجريح، مضيفة أنه لا توجد حصيلة واضحة بعد لعدد القتلى والجرحى.
من جانبه، ذكر "تلفزيون سوريا" المعارض أن خمسة مدنيين على الأقل قتلوا جراء القصف الصاروخي على مدينة الباب، كما ذكرت مصادر محلية أيضا أن المستشفيات في مدينة الباب وجهت نداء يفيد بحاجتها للتبرع بالدم.
وتعرضت المدينة سابقا لعدة هجمات مماثلة، كما تعرضت سابقا مناطق أخرى تخضع لـ"الجيش الوطني السوري" لقصف مماثل أدى إلى سقوط ضحايا من المدنيين.
خسائر لـ"قسد" بالقصف التركي
إلى ذلك، قالت مصادر مقربة من "قسد"، خلال حديث مع "العربي الجديد"، إن أربعة عناصر على الأقل من "قسد" أصيبوا بجروح، بينهم اثنان في حالة خطرة، جراء القصف الذي شنته طائرة مسيرة تركية واستهدف محطة للكهرباء بالقرب من مدينة المالكية بريف الحسكة الشمالي الشرقي مساء أمس.
ووفق المصادر، فإن الغارة وقعت في منطقة تشهد بشكل دوري انتشارًا للدوريات الروسية أو الأميركية، مشيرة إلى أن المحطة المستهدفة تقع بين قرية تقل بقل ومدينة المالكية.
من جانبها، قالت شبكة "فرات بوست" إن خمسة عناصر من "قسد" على الأقل قتلوا وأصيب آخرون بجروح جراء قصف طائرة مسيرة لموقع عسكري بالقرب من قرية تقل بقل، جنوبي مدينة المالكية، بريف الحسكة، فيما قال المرصد السوري لحقوق الإنسان أيضا إن 4 أشخاص قتلوا جراء القصف على المحطة.
ولم تؤكد المصادر لـ"العربي الجديد"، وقوع قتلى جراء القصف، مضيفة أن القصف التركي شمل مواقع ومناطق في قرية فاطسة وشركة الكهرباء في ناحية عين عيسى قرب الطريق الدولي، شمال غربي الرقة، كما طاول أيضًا مواقع ومناطق في قرى شيخ عيسى وسموقية وحربل وموقع في سد الشهباء بريف حلب الشمالي.
وقالت المصادر: "كان من الملاحظ استهداف الجيش التركي لمحطة الكهرباء في ريف الحسكة ولمحطة الكهرباء في ناحية عين عيسى بريف الرقة"، حيث أدى ذلك إلى وقوع أضرار مادية جسيمة.
تجدد الاغتيالات في درعا
في شأن آخر، قال الناشط محمد الحوراني لـ"العربي الجديد"، إن محافظة درعا، جنوبي البلاد، شهدت مساء أمس عمليتي اغتيال جديدتين طاولتا عنصرين سابقين في فصائل المعارضة المسلحة كانا قد أجريا تسوية مع النظام السوري، مضيفا أن عملية الاغتيال الأولى تمت بهجوم من مسلحين مجهولين في مدينة الحراك، بينما الثانية نفذها مسلحون مجهولون في مدينة المزيريب بريف درعا الغربي.
وكانت عمليات الاغتيال قد طاولت المئات من العناصر الذين أجروا اتفاق التسوية والمصالحة في صيف 2018، إذ إن كثيرين منهم انخرطوا في العمل لصالح مليشيات النظام والفروع الأمنية التابعة له.
من جانبه، قال "مكتب توثيق الشهداء" في درعا إن شهر كانون الثاني/ يناير الماضي شهد استمرار عمليات ومحاولات الاغتيال في محافظة درعا رغم مرور ثلاثة أشهر على اتفاقية التسوية الثانية.
وقال في بيان، إن "قسم الجنايات والجرائم" وثق 34 عملية ومحاولة اغتيال، أدت إلى مقتل 22 شخصا وإصابة 8 آخرين، بينما نجا 4 آخرون من محاولة اغتيالهم، مؤكدًا أن هذه الإحصائية لا تتضمن الهجمات التي تعرضت لها حواجز وأرتال قوات النظام.
وأضاف المكتب أن من بين القتلى 15 مقاتلا في صفوف فصائل المعارضة سابقا، بينهم 5 ممن التحقوا بصفوف قوات النظام بعد سيطرته على محافظة درعا في شهر آب/أغسطس 2018.
في سياق منفصل، قتل عنصر من قوات المعارضة السورية، اليوم الأربعاء، وجرح 4 آخرون جراء انفجار عبوة ناسفة مزروعة بسيارتهم في منطقة الشيخ سليمان بريف حلب الغربي.