دعا ناشطون وشيوخ في الرقة السكان إلى الخروج في مظاهرات ضد مليشيات "قوات سورية الديمقراطية"، "قسد"، كما دعوا أبناء القبائل والعشائر السورية من المنتسبين لـ"قسد" إلى الانشقاق عنها والعودة إلى أهلهم، وذلك على خلفية قمع "قسد" للمظاهرات بذرائع مختلفة.
وقالت مصادر لـ"العربي الجديد"، إن شيوخ ووجهاء محليين في الرقة وناشطين دعوا إلى استمرار المظاهرات ضد "قسد" في الرقة والطبقة ومناطق أخرى، وذلك على خلفية استمرار "قسد" في ممارساتها واستمرارها في مداهمة مناطق التظاهر واعتقال المدنيين بذريعة الإخلال بالأمن.
وكانت قد خرجت مظاهرات عدة منذ بداية هذا الأسبوع واجهتها قوات الأمن التابعة لـ"قسد" بالقمع والاعتقالات وإطلاق الرصاص، الذي أدى إلى مقتل وجرح 10 أشخاص على الأقل بينهم أطفال.
وأوضحت المصادر أن الدعوات للتظاهر تأتي لرفع المطالب بوجه "قسد"، وهي مطالب الكف عن الانتهاكات والإفراج عن المعتقلين، وتحسين الواقع الاقتصادي والخدمي، أو ترك المنطقة والرحيل عنها ليقوم أبناؤها بإدارتها.
تأثير سياسي وإعلامي
وفي هذا الشأن قال المتحدث باسم "مجلس القبائل والعشائر السورية" مضر حماد الأسعد، إن المظاهرات ضد "قسد" ليست جديدة، وهي تعبير من الأهالي عن رفض الممارسات والانتهاكات التي تقوم بها "قسد" بحقهم على كافة الأصعدة، الاقتصادية والسياسية والأمنية.
وأشار المتحدث في تصريح لـ"العربي الجديد" إلى أن "قسد تمارس الترهيب والتجنيد القسري وتجند القاصرين، وتدهم بشكل يومي منازل المدنيين في القرى والبلدات والمدن"، مشيرا إلى أن "قسد" لا تدهم منزلا واحدة إنما تقوم بحصار منطقة كاملة وتدهم كل منازلها وتمارس الانتهاكات وتعتقل الأهالي.
وأوضح أن المجلس ينسق مع شيوخ ومخاتير ووجهاء في مناطق "قسد" بشكل يومي من أجل التظاهر ضد "قسد"، وهذا أدى إلى ازدياد نقاط التظاهر في مختلف المناطق بدير الزور والرقة والحسكة.
وأكد المتحدث على أهمية هذه المظاهرات ودورها في الضغط على "قسد" للتغيير من ممارساتها، مضيفا أن المظاهرات لها تأثير سياسي وإعلامي ودولي، وهي رسالة موجهة إلى المجتمع الدولي أن الشعب السوري عموما يرفض وجود "قسد" ووجود بقية الأطراف مثل الروس والأميركيين والإيرانيين.
وأشار إلى أن "العامل الرئيس في سيطرة قسد وتحكمها بالمنطقة هو الدعم الموجه لها من قبل واشنطن وغيرها من دول التحالف الدولي بحجة محاربة الإرهاب، إلا أن قسد تستخدم هذا الدعم للتهجير والتغيير الديموغرافي". مؤكدا على أن ممارسات "قسد" أدت إلى هجرة أكثر من مليون سوري إلى تركيا ومناطق أخرى.
ودعا المتحدث أبناء القبائل والعشائر السورية في منبج وباقي المناطق إلى الخروج في مظاهرات سلمية، وتنظيم إضرابات واعتصامات لإيصال رسالتهم التي تفيد بأن هذه المليشيات لا تقل إجراما عن مليشيات النظام وإيران.
وأبدى المتحدث تخوفه من ردة فعل "قسد" على المظاهرات، إذ إنها ترد عليها بالقمع وإطلاق الرصاص والمداهمات والاعتقال والقتل، منوها إلى أن "قسد" لديها تهم جاهزة للمتظاهرين منها "العمالة لداعش، للنظام، لتركيا".
في سياق متصل، قالت مصادر من الرقة لـ"العربي الجديد"، إن هناك دعوات للتظاهر في مدينة الرقة ومدينة الطبقة تضامنا مع بقية المناطق التي دهمتها "قسد" في الرقة ودير الزور والشدادي، ومن المتوقع أن تقابل "قسد" هذه الدعوات بالاستنفار الأمني ونشر الحواجز على الطرقات وفي محيط المساجد.
تبدي مصادر في الرقة تخوفها من تحول المظاهرات إلى صراع مسلح مع "قسد" نتيجة القمع المستمر
وتبدي المصادر تخوفها من تحول المظاهرات إلى صراع مسلح مع "قسد" نتيجة القمع المستمر على غرار المظاهرات التي واجهها النظام السوري في بداية الثورة، والتي تحولت إلى السلاح ردا على القمع الوحشي.
وكانت "قسد" قد حاصرت أول أمس بلدة سويدية كبيرة في ريف الرقة الغربي ونفذت فيها حملة اعتقالات طاولت قرابة 50 شخصا على خلفية المظاهرات احتجاجا على تردي الواقع الاقتصادي والأمني في ظل سيطرة "قسد".
وتعيش مناطق سيطرة "قسد" حالة اقتصادية سيئة رغم أن المنطقة هي الأغنى بكافة الثروات من بين الأراضي السورية، ويرى الأهالي أن سبب ذلك هو الفساد والسرقة والتعاون بين "قسد" والنظام في سرقة ثروات المنطقة.